80% من الأميركيين متفائلون بأوباما.. ويعتبرون الاقتصاد الاختبار الأهم لإدارته

55% يؤيدون سحب القوات من العراق.. وحرب الإرهاب ثاني أهم الموضوعات

أوباما وزوجته يحييان الجماهير في بالتيمور أمس (أ.ب)
TT

حتى أثناء تعبيرهم عن قلقهم العميق بشأن الاتجاه الراهن في البلاد، يشعر الأميركيون بتفاؤل بالغ تجاه باراك أوباما. ووفقا لاستطلاع جديد للرأي أجرته «واشنطن بوست» وشبكة «ايه بي سي» الإخبارية، يعلق الأميركيون آمالهم بالنجاة من الانهيار الاقتصادي الكبير على يد الرئيس المنتخب.

وقد أفاد نحو ثمانية من بين كل عشرة من المشاركين في الاستطلاع بأن أميركا تخرج عن المسار الصحيح على نحو خطير. كما يشعر سبعة من كل عشرة بالخوف بشأن أموال أسرهم، وقال 94 في المائة إن اقتصاد البلاد «ليس في حالة جيدة» أو أنه «ضعيف»، وهو أكثر تقييم سلبي يرد في استطلاعات الواشنطن بوست ـ (ايه بي سي) منذ أكثر من 23 عاما.

سيتولى أوباما مهام الرئاسة يوم الثلاثاء ليكون أكثر الرؤساء شعبية في جيله. وسوف يدخل إلى البيت الأبيض بتفويض أشمل للتصرف وهو ما افتقده جورج دبليو بوش عندما فاز بفارق ضئيل في الانتخابات عام 2000.

ويضع أكثر من نصف الأميركيين أملا كبيرا في رئاسة أوباما، حيث يقول حوالي ثلاثة أرباع الجمهور إن اقتراحات أوباما ستحسن من الوضع الاقتصادي المتعثر. ويحمل حوالي ثمانية من بين كل عشرة (80 %) رأيا إيجابيا عنه، وهذا رقم يبلغ ضعف نسبة الأشخاص الذين يحملون رأيا إيجابيا عن الرئيس بوش. ويقول حوالي سبعة بين كل عشرة إن أوباما يفهم جيدا مشاكلهم، وتقول نسبة مشابهة إن فوزه يمنحه «تفويضا للعمل في برامج اجتماعية واقتصادية جديدة كبرى».

ومنذ ثمانية أعوام، قال أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع إن بوش يمكن أن يكون مستحقا للتفويض بعد أن أعلنت المحكمة العليا نهاية الانتخابات، ما يؤكد فوزه على نائب الرئيس آل غور.

ويعكس التفاؤل المحيط بالرئيس رقم 44 في البلاد تناقضا حادا مع الشك الذي يستمر الأميركيون في التعبير عنه حيال الكونغرس والإدارة المنتهية ولايتها.

ويشعر أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع بالثقة في أن الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس سيتخذون القرارات الصحيحة بشأن مستقبل البلاد، وتبلغ نسبة من يضعون ثقتهم في أعضاء الكونغرس الجمهوريين أقل من ثلاثة من عشرة.

ومع مغادرة الرئيس بوش لمنصبه، تقترب شعبيته المتدنية من أقل مستوى تاريخي، حيث تبلغ نسبة المشاركين الراضين عن أدائه كرئيس 33 في المائة. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان ريتشارد نيكسون وهاري ترومان فقط أقل الرؤساء شعبية لدى مغادرتهما البيت الأبيض.

وتشير التوقعات العظيمة لأوباما إلى أن الشعب ربما يكون مستعدا لمنحه نطاقا واسعا من حرية التصرف في وضع الحلول لأزمات المصارف والعقارات والائتمان. وقال سبعة من كل عشرة مشاركين إنهم يؤيدون الخطوط العريضة في خطته لإنفاق ما يزيد على 800 مليار دولار من الأموال الفيدرالية لإنعاش الاقتصاد مجددا. ويتجاوز هذا التأييد الفوارق الحزبية، مع تصريح أغلبية كل من الحزبين وأيضا من يدعون أنفسهم بالمحافظين أنهم يساندون اقتراح أوباما.

ولكن يشعر العامة بارتياب في بعض مظاهر رد الفعل الفيدرالي على الأزمة الاقتصادية. ويعارض حوالي ستة من كل عشرة مشاركين في الاستطلاع دفع أموال بقيمة 350 مليار دولار أخرى من أجل دعم المؤسسات المالية المتعثرة، وهي نسبة مرتفعة عن نسبة المعارضة الأولية للخطة الطارئة في سبتمبر (ايلول). وتوجد أيضا معارضة شعبية واسعة لدفع عدة مليارات من أموال خطة الإنقاذ الشهر الماضي إلى شركات السيارات. وقال حوالي نصف المشاركين إن عجز الميزانية الفيدرالية من أهم الأولويات التي تواجه أوباما والكونغرس الجديد.

وستعتمد الرؤية الإيجابية التي يرى بها الأميركيون أوباما بعد 20 يناير (كانون الثاني) إلى حد كبير على كيفية قيامه بمهام منصبه، وكيفية مواجهته لمجموعة كبيرة من التحديات، من بينها العراق وأفغانستان.

وبصفته القائد الأعلى للجيش، سيرث مسؤولية الحرب في العراق التي تظل غير ذات قبول من عامة الشعب على الرغم من إدراك فكرة تحسن الوضع الأمني هناك. وفي الاستطلاع الجديد، قال 61 في المائة إن الحرب لم تكن تستحق القتال، وهذه النسبة تساوي متوسط نسبة تقييم الحرب في فترة بوش الرئاسية الثانية. وتحتل قضية الإرهاب عامة المرتبة الثانية في قائمة الأولويات الشعبية من بين 11 قضية أخرى وردت أسئلة عنها في الاستطلاع.

ويساند حوالي ثلث المشاركين خطته في إرسال قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان. ويقول أكثر من ستة من بين كل عشرة شاركوا في الاستطلاع إن الولايات المتحدة يجب أن تحتفظ بعدد القوات ذاتها في أفغانستان أو أن تسحب عددا منها. بينما قال مشاركون بنسبة 34 في المائة إن عدد القوات يجب أن يزداد. وتحظى خطة أوباما بسحب فرقة عسكرية أو اثنتين شهريا من العراق بشعبية أكبر، مع قول 55 في المائة من المشاركين إن هذه هي الخطوة الصحيحة لسحب قوات القتال الأميركية من هذا البلد.

ولكن يظل الاقتصاد واضحا في أعلى قائمة مخاوف الأميركيين، وهو ما يشير إلى تحول كبير عما كانت عليه البلاد عشية حفل التنصيب الرئاسي منذ أربعة أعوام، عندما كانت الحرب في العراق تعلو قائمة أهم القضايا.

ويحمل 79 في المائة آراء جيدة عن الرئيس القادم، وهو ما يشبه تقريبا النسبة المرتفعة التي وصل إليها الرئيس جورج بوش الأب بعد حرب الخليج، وتبلغ هذه النسبة أيضا ضعف نسبة شعبية الرئيس الحالي.

وتراجعت نسبة الذين يعبرون عن آراء «سلبية للغاية» ضد أوباما إلى أقل من 10 في المائة، بينما يجد النصف أن لديهم انطباعات «إيجابية للغاية» عنه، في الوقت الذي يستعد فيه لأداء اليمين الدستورية.

ويرى 89 في المائة من الأميركيين أن أوباما مستعد للاستماع إلى أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة، وهي الإشارة التي مهد لها في بداية تخطيطه الانتقالي حيث كون إدارة من خصوم سابقين ومستشارين أقوياء في البيت الأبيض لديهم وجهات نظر متباينة.

ويقول أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين إن أوباما سيحدث تغييرا ضروريا في واشنطن، وهي سمة ترشيحه التاريخي، ويرى كثير منهم أنه صادق وجدير بالثقة ومتعاطف و«قائد قوي».

وترى أغلبية كبيرة أيضا أن الرئيس المقبل شخص يمكن الاعتماد عليه في الأزمات، وأنه قائد أعلى للقوات المسلحة بعيد النظر. وقد ارتفعت نسبة المشاركين الذين أجابوا بالإيجاب عما إذا كان أوباما سيكون قائدا أعلى قويا إلى درجة أعلى مما كانت عليه قبل الانتخابات، على الرغم من أن معظم الجمهوريين مستمرون في شكوكهم حيال مؤهلاته في هذا المجال.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»