معلقون صحافيون إسرائيليون: الحكومة فشلت في تحقيق أهداف حربها على غزة

أحدهم قال إن ما تبقى من هذه الحرب هي صور الأطفال والنساء القتلى وليس صور النصر

TT

أكد عدد من كبار المعلقين الصحافيين الإسرائيليين أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهم الأهداف المعلنة التي انطلقت الحرب من أجلها. وفي مقال نشره بعد ظهر أمس على النسخة العبرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» على شبكة الانترنت قال المعلق العسكري رون بن يشاي إن إسرائيل فشلت بشكل واضح في تحقيق الهدف الرئيسي المعلن للحرب وهو تغيير البيئة الأمنية في جنوب إسرائيل بشكل واضح. وأكد بن يشاي أن مواصلة حركة حماس إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي يؤكد هذا الفشل. وحذر بن يشاي من خطورة زعم رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك الليلة قبل الماضية بأن الحملة على القطاع قد حققت أهدافها. من ناحيته قال جاكي كوخي معلق الشؤون العربية في صحيفة «معاريف» إن إسرائيل فشلت في توفير صورة للنصر في معركة غزة، منوهاً الى أن ما تبقى من هذه الحرب هو صور الأطفال والنساء القتلى. وأضاف «في الأسابيع الثلاثة الأخيرة امتلأت شاشات التلفزيون في ارجاء المعمورة بتوثيق متواصل يومي، لأطفال جرحى وممزقي الاشلاء، لنساء ينزفن ويصرخن بكاء، ورضّع في ثلاجات الموتى. هذه الصور التي سيتذكرها عشرات الملايين في انحاء العالم وتخلق لدى المشاهد صورة ملموسة، صلبة، عن تدني حس الجيش الإسرائيلي». وأضاف ان العالم لن يقتنع بأن هذه الحملة جاءت للدفاع عن اطفال المستوطنات في الجنوب قائلاً «إن العالم سيتساءل كيف انطلق الجيش الإسرائيلي للدفاع عن اطفال الجنوب من خلال قتل اطفال غزة». ونشرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية مقالا ساخرا ليوسي ساريد، الرئيس السابق لحركة «ميريتس» ووزير التعليم الإسرائيلي الأسبق، قال فيه إن إسرائيل أرادت أن تنهي الحرب بصورة انتصار، وحصلت على مرادها. وأشار ساريد الى أن صورة الانتصار تمثلت في قيام الجيش الإسرائيلي بقتل بنات الطبيب الفلسطيني عبد العزيز ابو العيش الذي يعمل في مستشفى «ايخولوف» الإسرائيلي الذي يقطن في نفس الوقت في مخيم جباليا شمال غزة. واستدرك قائلاً أن «عملية القتل البشعة التي انهت بها اسرائيل عملياتها في قطاع غزة تدلل على أنها هزمت في هذه المعركة ولم تنتصر». أما المعلق عوفر شيلح، فقد اعتبر أن التدمير والخراب الذي احدثته آلة الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة جاء بقرار مسبق من القيادة السياسية التي أعلنت أنها تأثرت في ذلك بالنهج الذي اتبعه رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين في حربه في الشيشان وجورجيا. واضاف في مقال نشره في صحيفة «معاريف» قائلاً «إذا كنا نريد أن نظهر كمنتصرين باستخدام مثل هذا النهج، فويل لنا».

وقال المعلق السياسي ألوف بن إن حملة «الرصاص المتدفق»، فشلت في تحقيق أهم هدفين أعلن عنهما في بداية الحملة كل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك وهما وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وردع حركة حماس عن مواصلة التحرش بإسرائيل. وتابع القول انه من الواضح أن اسرائيل فشلت في تحقيق اي من هذين الهدفين، فحركة حماس واصلت اطلاق الصواريخ حتى بعد اعلان اولمرت عن وقف اطلاق النار من جانب واحد، مشدداً على أن هذا يدلل على أن تل أبيب في مراكمة الردع في مواجهة حركة حماس. أما معلق الشؤون الفلسطينية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، روني شاكيد فأكد إن وقف إطلاق النار يكرس بقاء حماس في السلطة في غزة رغماً عن أنف أولمرت وباراك وليفني والرئيسين الفلسطيني محود عباس (ابو مازن) والمصري حسني مبارك. وفي مقال تحليلي نشره في الصحيفة قال شاكيد «العلاقات بين إسرائيل وحماس ستعود إلى المربع الذي كانت فيه قبل الحرب»، منوهاً الى أن حماس عززت شرعيتها في العالم العربي بل وفي تركيا أيضا. وقال كل من المعلقين آفي سخاروف وعاموس هارئيل في تحليل نشراه في صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس أن إسرائيل تكون قد أخطأت خطأ كارثياً ان اعتقدت أنه بحملتها على قطاع غزة فإنها تكون قد ردعت كل من حزب الله وسورية ولبنان، مشيرين الى أن ظروف الحملة في غزة تختلف عن ظروف أي حملة يمكن أن تستهدف الأطراف الأخرى.