خادم الحرمين الشريفين يعلن إنهاء الخلافات العربية ـ العربية ويدعم إعمار غزة بمليار دولار

قال: إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا.. وما زالت عونا لكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية

خادم الحرمين الشريفين وحديث جانبي مع أمير قطر والرئيس السوري (رويترز)
TT

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 1000 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، كما أعلن باسم قادة العرب تجاوز مرحلة الخلاف، وفتْح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفظ. وأوضح الملك عبد الله في كلمته أمام قمة الكويت العربية أمس، أن «خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات، وما زالت، عونا للعدو الإسرائيلي الغادر، ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا».

كما قال الملك عبد الله إن «مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد». ووصف خادم الحرمين الشريفين ما جرى في غزة من مجازر بأنه من فعل «عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة، ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية»، وقال «لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت إن العين بالعين.. ولم تقل التوراة إن العين بمدينة كاملة من العيون». وهنا نص كلمة خادم الحرمين الشريفين: «بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين. صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رئيس القمة، أيها الحضور الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .إننا نأمل، ومعنا شعوب الأمة العربية، في نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية تبشر بمستقبل من الأمن والرخاء للمواطن العربي والمسلم في كل مكان، إن شاء الله، لكن الاقتصاد مهما كانت أهميته لا يمكن أن يساوي الحياة نفسها، ولا الكرامة التي لا تطيب الحياة بدونها، وقد شاهدنا في الأيام الماضية مناظر بشعة ودامية ومؤلمة، ومجازر جماعية تنفذ تحت سمع العالم وبصره، على يد عصابة إجرامية، لا مكان في قلوبها للرحمة، ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية. لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت إن العين بالعين، ولم تقل التوراة إن العين بمدينة كاملة من العيون. إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم، لن تبقى على الطاولة إلى الأبد. أيها الإخوة الكرام: إننا نحيي شهداء غزة، ونحيي أبطالها وصمودها، ونحيي كل من بذل جهده وفكره لوقف النزيف، خاصة أشقاءنا في مصر بقيادة أخينا الرئيس حسني مبارك. وتقتضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين إن فُرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل. وأذكّرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة، وربط الهزيمة بالخلاف، مستذكرا معهم قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

إخواني قادة الأمة العربية: يجب أن أكون صريحا صادقا مع نفسي ومعكم، فأقول: إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات، وما زالت، عونا للعدو الإسرائيلي الغادر، ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا .إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا، وعن الضعف الذي هدد تضامننا، أقول هذا، ولا أستثني أحدا منا. لقد مضى الذي مضى، واليوم أناشدكم بالله جل جلاله، ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والإباء، باسم شعوبنا التي تَمَكّنَ منها اليأس، أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا، وأن نسمو على خلافاتنا، وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا، ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ، وتفخر به أمتنا. ومن هنا، اسمحوا لي أن أعلن، باسمنا جميعا، أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف، وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله، نابذين خلافاتنا، صفاً واحدا كالبنيان المرصوص، مستشهدين بقوله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». إخواني الكرام، قبل أن أختم كلمتي هذه، أعلن ـ نيابة عن أشقائكم، شعب المملكة العربية السعودية ـ عن تقديم ألف مليون دولار، مساهمةً في البرنامج المقترح من هذه القمة لإعادة إعمار غزة، مدركا في الوقت نفسه أن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».