خادم الحرمين دعا القادة من دون ترتيب مسبق وقال إنه نسي الماضي.. وطالب بفتح صفحة جديدة

مصدر مطلع يكشف لـ«الشرق الأوسط» كيف حدثت قمة المصالحة المصغرة

TT

كشف مصدر عربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل القمة العربية المصغرة التي عقدت بعد ظهر أمس، في مقر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في الكويت، موضحا أنها تمت إثر دعوة قدمها الملك عبد الله للزعماء الستة لزيارته، وتناول طعام الغداء معا.

وقال المصدر، الذي ينتمي لإحدى الدول التي شاركت في القمة، وطلب عدم ذكر اسمه، إنه فور انتهاء الجلسة الافتتاحية، والتي تضمنت دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى المصالحة العربية، دعا الملك عبد الله قادة كل من: الكويت ومصر والأردن وسورية والبحرين وقطر، بالإضافة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إلى مقر إقامته في قصر «بيان».

ونفى المصدر ما تردد في أروقة القمة مساء أمس، من أنه كانت هناك بوادر لهذه المصالحة العربية قبيل انعقاد القمة، كما نفى أي اتصالات سابقة من قبل الأطراف العربية للإعداد لهذه المصالحة. وقال: «مبادرة الملك عبد الله كانت مفاجأة حقيقية، ولكنها مفرحة لجميع المشاركين بالقمة، لم تكن هناك أي ترتيبات مسبقة، ولم يتم إجراء اتصالات بهذا الشأن، الملك عبد الله أعلن عن مبادرته، وأعقبها أيضا بدعوته القادة الستة إلى زيارته وإنهاء أي قطيعة سابقة».

وحول ما دار في أجواء القمة المصغرة، قال المصدر: «الملك عبد الله قال للمجتمعين إن الماضي انتهى بالنسبة إليه، وطالب بمصارحته بأي أمر لديهم يشكل عقبة في المصالحة». وأضاف المصدر أن الملك عبد الله عبر عن ثقته بفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية - العربية، وأن تكون هذه العلاقات مبنية على المحبة والمصارحة بين الأشقاء العرب. وأكد المصدر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين «بقدر ما كانت مفاجأة للجميع، وجدت تقديرا وثناء من قبل الوفود العربية الرسمية.. أستطيع أن أؤكد أن الجميع كان يشعر بالفرح من مبادرة العاهل السعودي، الذي أثبت من جديد أنه تسامى فوق كل الخلافات، كما أثبت أنه الزعيم العربي الذي يدوس على كل المصاعب من أجل وحدة الأمة العربية».

وبشأن محاور المصالحة، قال المصدر إن المصالحة تمت بشكل مفاجئ، «وبالتالي فإن الأيام المقبلة بالتأكيد ستشهد وضع أساس تقوم عليه هذه المصالحة، لتأكيد عدم قدرة أي طرف على التأثير على عودة التوتر بين الدول العربية، الكبرى على وجه الخصوص». وقال المصدر إن أجواء القمة تحولت من توتر كان يخيم عليها، بسبب الخلافات العربية، «إلى أجواء تفاؤل وثقة بمستقبل العمل العربي المشترك، كل هذا تم بعد المبادرة السعودية، التي تسامت عن كل ما جرى سابقا، على الرغم من أننا نعلم جميعا أن السعودية هي أكثر الدول تضررا من هذه الخلافات، ومع هذا فإن العاهل السعودي ركن كل هذا جانبا، وأثبت أنه على قدر المسؤولية كقائد وزعيم عربي كبير».