أوباما: انتخابي سيغير نظرة الأطفال البيض للأطفال السود

برنامج ماراثوني غدا واجتماعات تنتهي فجر الخميس.. والرئيس يبحث في «اليوم الأول» العراق والشرق الأوسط

أوباما يطلي حائطا خلال زيارته لمنزل «ساشا بروس هاوس»، وهو مأوى للمراهقين في واشنطن (أ.ب)
TT

أكد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الذي سيتولى مهامه اليوم، ان الولايات المتحدة التي تخوض حربين وتمر بأسوأ أزمة اقتصادية، ستخرج قوية من جديد. لكن أوباما حذر الليلة قبل الماضية من ان التحديات ستكون صعبة، وقال إن على الاميركيين ان يتوقعوا النكسات ايضاً، بيد انه قال امام النصب التذكاري للرئيس الاميركي ابراهام لينكولن في واشنطن، إن أميركا ما تزال «ارض الاحلام والمفاجآت وان حلم الآباء المؤسسين الذين بنوا اميركا ما يزال حياً».

ورحب أوباما الذي يتوقع ان يحضر الاحتفالات بتنصيبه اليوم حوالي ثلاثة ملايين شخص (طبقاً لتقديرات عمدة واشنطن)، بزوار العاصمة الذين جاؤوا من مناطق نائية لحضور الاحتفالات. ولم يكن من المقرر ان يتحدث اوباما امام نصب لينكولن، لكن هتاف مئات الآلاف من انصاره جعله يرتجل كلمة حماسية قال فيها ايضاً «أمتنا تخوض حرباً، اقتصادنا في أزمة، ملايين الاميركيين فقدوا وظائفهم ومنازلهم، وهم قلقون حول تسديد نفقات أبنائهم في الجامعات أو تسديد ركام من الفواتير مكدسة فوق طاولة الاكل في مطابخهم، وهم قلقون حول المستقبل وقدرة هذا الجيل من الاميركيين تجاوز الوضعية الراهنة من أجل غد افضل لابنائهم». وأضاف: «الطريق سيكون طويلاً وصعودنا سيكون صعباً»، إلا انه أكد انه متفائل بان الولايات المتحدة ستبقي على أحلام الآباء المؤسسين.

من جهة اخرى، تحدث أوباما عن رؤيته لموضوع العرق والدور الذي سيلعبه في توحيد الاميركيين وتغيير البلاد. وقال اوباما في حوار مع صحيفة «واشنطن بوست» نشر امس: «سينمو جيل وهو يرى ان أهم منصب في العالم يشغله افريقي اميركي... وهذا التغيير سيؤدي الى الطريقة التي ينظر بها الاطفال السود الى أنفسهم، وسيغير الطريقة التي ينظر بها الاطفال البيض للاطفال السود، وانا شخصياً لا أقلل من أهمية هذا الأمر». وقال إنه سيعمل على جعل فترة رئاسته «فرصة لتقريب شقة الخلافات بين الناس». وأضاف: «يجب علينا التفكير حول كيف يمكننا التقدم في علاقاتنا العرقية، هذه العلاقات العرقية جزء من مشكلة كبرى في مجتمعنا، ونظراً للتنوع العرقي والمعقد في مجتمعنا توجد وجهات نظر مختلفة بين الناس».

والحوار مع أوباما كان جزءاً من تقرير أعدته الصحيفة ونشرته امس حول هوية الرئيس الاميركي الرابع والاربعين، وقالت الـ«واشنطن بوست» في مقال رئيسي، إن اوباما الذي يتحدر من أب كيني وأم اميركية بيضاء لا يمكن ان يقال إنه رئيس أسود لأن في ذلك تجاهلا لعرق والدته، كما انه لا يمكن أن يكون افريقيا اميركيا، لأنه ابن مهاجر. وجاء في المقال الافتتاحي: «لم ننتخب اول رئيس افريقي اميركي، لقد انتخبنا اول رئيس متنوع الأعراق». لكن اوباما يرى انه لا يوجد اي التباس في تعريف نفسه باعتباره «افريقي اميركي»، مشيراً الى انه اختار هذه الهوية في وقت مبكر. يذكر ان اوباما تحدث باسهاب عن موضوع هويته في كتابه «أحلام من أبي» الذي كتبه قبل أن يعلن ترشحه للرئاسة.

وقام أوباما أمس بزيارة غير مقررة الى مركز «والتر ريد» الذي يعالج فيه الجرحى من الجنود الاميركيين في العاصمة الاميركية. كما أصدر امس بياناً في يوم عطلة «مارثن لوثر كنغ»، وهي عطلة فيدرالية بمناسبة عيد ميلاد كنغ، ناشد من خلاله الاميركيين الالتزام بخدمة الآخرين كما فعل لوثر كنغ داعية الحقوق المدنية الذي اغتيل في الستينيات، وصاحب عبارة «لدي حلم» الشهيرة، وكان حلمه المساواة بين السود والبيض.

وبعد أدائه القسم اليوم وتسلمه الحكم من سلفه جورج بوش، يعقد اوباما يوم غد الاربعاء، وسيكون اول يوم يمارس فيه الحكم فعلياً، اجتماعاً مع قادة الجيش الاميركي ومستشاريه لبحث الحرب في العراق. كما سيجمع في اليوم نفسه فريق عمل للتعامل مع الوضع في غزة وأزمة الشرق الاوسط. وقال روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم اوباما ان الرئيس المنتخب سيبدأ العمل فور ان يؤدي القسم، مشيراً الى ان مستشاريه الرئيسين سيتوجهون مباشرة بعد حفل أداء القسم من الكابيتول (مباني الكونغرس) الى البيت الابيض.

ونسب الى احد مستشاري اوباما، قوله إنه سيبحث مع العسكريين الاميركيين سبل تنفيذ ما وعد بها اثناء الحملة الانتخابية بشأن سحب القوات الاميركية في العراق خلال فترة لا تتجاوز 16 شهراً. وكان أوباما وعد كذلك بزيادة عدد القوات الاميركية في افغانستان، للقضاء على سيطرة حركة طالبان على بعض المناطق في البلاد وتنظيم القاعدة. وكان أوباما قال أثناء الحملة الانتخابية: «اعتزم انهاء هذه الحرب، وفي أول يوم عندما اتولى مهامي سألتقي مع رؤساء هيئة الاركان وسأكلفهم بمهمة جديدة، وذلك بإنهاء هذه الحرب بمسؤولية وبروية لكن بطريقة حاسمة».

ويتوقع ان يكون يوم غد المقبل يوماً طويلاً، اذ المقرر ان يذهب اوباما للنوم في الثالثة صباحاً من فجر الخميس، بعد أن يحضر احتفالاً دينياً وعدة اجتماعات حول الوضعية الاقتصادية، وكذلك اجتماعات اخرى سياسية كما سيحضر حفل استقبال داخل البيت الابيض وجهت الدعوة لمئات المدعوين لحضورها.

ويرغب أوباما في أن يجعل يومه الاول نموذجاً لما كان يقوله أثناء الحملة الانتخابية من انه سيشرع في معالجة عدة قضايا «منذ اليوم الاول». كما يرغب أوباما في ان يوقع على أمر تنفيذي في الاسبوع الاول من توليه مهامه لإغلاق معسكر غوانتانامو، لكن المعتقل لن يغلق فعلياً حتى يتم البحث عن حل لمصير 250 معتقلاً بداخله متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وفي موضوع آخر، أدى اختيار اوباما لباحثة مسلمة أثيرت شكوك بشأن علاقة المنظمة الاسلامية التي تنتمي لها مع حركة حماس، لإلقاء كلمة ضمن متحدثين آخرين، جدلاً واسعاً. وذكرت وسائل الاعلام الاميركية انه وقع الاختيار على هذه الباحثة لتمثل المنظمات الاسلامية الاميركية، ولتكون ضمن متحدثين آخرين ينتمون لديانات مختلفة سيتحدثون في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن وبحضور أوباما بمناسبة توليه مهامه. وستكون انغريد ماتسون رئيسة منظمة «المجتمع الاسلامي في شمال اميركا»، هي المسلمة الوحيدة التي ستلقي كلمة. وسبق لهذه الباحثة ان حضرت عدة نشاطات في وزارة الخارجية والبنتاغون خلال فترة إدارة الرئيس جورج بوش. وكان مدعوون فيدراليون تقدموا بمذكرة الى محكمة فيدرالية دالاس (ولاية تكساس) يزعمون فيها وجود روابط بين «منظمة المجتمع الاسلامي في اميركا الشمالية» وحركة حماس، والتي تعتبر طبقاً للقانون الأميركي «حركة ارهابية». لكن لم توجه اتهامات قضائية الى ماتسون أو المنظمة التي ترأسها. وقالت ليندا دوغلاس المتحدثة باسم لجنة تنصيب أوباما إن ماتسون «لديها سمعة ممتازة بين الجمعيات الدينية». ورفضت التعليق حول ما أثير بشأن الموضوع.