3 آلاف صحافي أجنبي يغطون الحفل.. وبعض الصحافيين الأميركيين ينامون في مكاتبهم

استديوهات تلفزيونية مفتوحة في وسط واشنطن رغم البرد القارس

TT

يتوقع أن يشارك حوالي ثلاثة آلاف صحافي اجنبي في تغطية مراسم تنصيب باراك اوباما اليوم. وقال مصدر في «مركز الصحافة الاجنبي» التابع لوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن لـ«الشرق الاوسط»، ان معظم هؤلاء الصحافيين كانوا من الذين غطوا الحملة الانتخابية، واشار الى انهم يتوقعون وصول آخرين لأن بعض وسائل الاعلام الاجنبية ربما ترغب في تغطية وقائع اول مائة يوم في عهد باراك اوباما. وطبقاً لهذا المصدر، فإن معظم الذين يحملون شارات خاصة بالاحتفال سيحضرون حفل اداء القسم في الكونغرس، أما الذين لم يحصلوا على البطاقات الخاصة، فإن بطاقة يمنحها المركز ستسمح لهم فقط بدخول منطقة المتاحف حيث سيمر موكب اوباما الذي سيسير في شارع بنسلفانيا الذي يربط بين مباني الكونغرس والبيت الابيض، قبل ان يدخل اوباما الى المكتب البيضاوي. وفي بادرة غير مسبوقة أقامت شبكات التلفزيون الاميركية الرئيسة عدة استديوهات في شارع بنسلفانيا وفي منطقة المتاحف التي تعرف ايضاً باسم منطقة المول. وعلى الرغم من برودة الطقس وتساقط الثلج، فإن شبكتي «سي إن إن» و«فوكس نيوز» أقامتا استديوهين في الشارع مفتوحين من جميع جنباتهما بحيث يشاهد الجمهور المذيعات والمذيعين وهم يقدمون نشرات الاخبار أو التغطيات المباشرة. واستعملت تقنية عالية جداً لعزل صوت الجمهور عن صوت المذيعين، لمنع التداخل بين أصوات الناس وأصوات المشاركين في التغطية. وجذبت استديوهات التلفزة المفتوحة فضول كثيرين احتشدوا منذ الأمس لمتابعة برامج يستمعون اليه لاول مرة مباشرة دون حاجة الى شاشات. وبسبب البرد القارس ارتدى الصحافيون والمذيعون ملابس ثقيلة، واضطر بعضهم الى ان يضع قبعات صوفية حتى امام الكاميرات. وقال ديفيد بوهرمان رئيس مكتب «سي إن إن» في واشنطن، ان الشبكة تعيش حالياً «حالة طوارئ أخبارية»، واضاف: «هذا أكبر حدث في تاريخ اي واحد من من طاقم سي إن إن». وقال انه على الرغم من ان اوباما حضر قبل ذلك في مناسبات احتشد فيها مئات الآلاف في برلين ودنفر (مؤتمر الحزب في ولاية كولرادو) وفي حديقة «غرانت بارك» في شيكاغو (ليلة الاعلان عن فوز اوباما)، لكن حفل التنصيب سيكون الأكثر تعقيداً، ذلك ان اطقم المصورين مطلوب منهم التحرك في جميع الاتجاهات وفي دائرة مساحتها ضيقة.

وقال جو كينان مدير الاعلام في مجلس الشيوخ ان اعتمادات كثيرة صدرت للصحافة المكتوبة لدول تمتد من سلوفينيا الى نيجريا ومن لبنان الى الغابون. وقال كينان: «تحدثت مع عدة مراسلين اوروبيين وهم يعتبرون ان حدث تنصيب اوباما يعد قصة كبيرة في اوروبا ربما اكثر من اميركا، لذلك جاءت حتى صحف اقليمية صغيرة جدا من مدن اوروبية نائية بل وبعض البلدات لتغطية الحدث».

وقال كريس ايشام رئيس مكتب شبكة «سي بي إس» في واشنطن، إن فرق الشبكة ستوجد في ثلاث مراكز رئيسة وهي مباني الكابيتول هيل وساحة المول وفي الطريق الذي سيمر منه الموكب «لكن المعضلة التي ستواجهنا هي كيفية تحريك أطقمنا وسط النقاط الأمنية، حيث ينتشر ازيد من 40 الف رجل امن».

ويقول ريتشارد وولف من مجلة نيوزويك الذي غطى حملة باراك اوباما الانتخابية، إنه سيجد نفسه لأول مرة مقيد الحركة، وأوضح قائلاً: «لا يمكن ان تعرف مع هذه الظروف كيف سيكون الامر حتى تكون هناك». وفي السياق نفسه، يقول مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» آدام ناغورني الذي غطى حفل تنصيب جورج بوش وبيل كلينتون، وتوقع ان تكون تغطية وقائع تنصب اوباما في غاية التعقيد، وقال إنه ما يزال يفكر في الطريقة التي سينتقل فيها من منزله الى مكتب الصحيفة. وقرر عدد من محرري «واشنطن بوست» تمضية ليلتهم امس في مقر الصحيفة، ذلك ان معظمهم يسكنون في ولاية فرجينيا المجاورة والتي تقرر ايقاف حركة المرور بينها وبين واشنطن نهائياً باستثناء قطارات الانفاق (المترو). وقالت لين ميدفورد محررة الميترو في الصحيفة «ستكون لدينا حفلة بيجاما»؛ في إشارة الى ان المحررين سينامون في مكاتبهم.