عباس لـميتشل: أبناء حماس هم أبناؤنا.. وسنفشل المشروع الإسرائيلي

الرئيس الفلسطيني قال إن «هدف الحرب في غزة هو محاولة تكريس الانقسام الفلسطيني جغرافياً وسياسياً»

TT

كشف مصدر فلسطيني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبدى أمام جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي، باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، غضبا شديدا على حكومة إسرائيل وعبر عن شبه يأس من المفاوضات معها. وقال له إن «هذه الحرب، التي استهدفت الشعب الفلسطيني برمته، أثبتت بشكل قاطع أن وجهة إسرائيل هي للحرب وليس للسلام». وأضاف هذا المصدر أن عباس قدم لميتشل، خلال لقائهما في رام الله يوم الخميس الماضي، صورة قاتمة حول الوضع في المنطقة كانت مفاجئة للمسؤول الأميركي. فقد أخبره أن إسرائيل تراجعت عن اتفاقيات أوسلو الموقعة في واشنطن، منذ أن اغتيل رئيس الوزراء السبق، إسحق رابين. وكل الحكومات التي تلت رابين كانت تفتش عن وسيلة للتهرب من برنامج أوسلو والابتعاد ليس عن هدفه النهائي المقرر، أي إقامة الدولة الفلسطينية، بل التراجع إلى الوراء عما كان قد جرى الاتفاق عليه في أوسلو عما تم تطبيقه منها.

وتابع عباس، وفقا لهذا المصدر، وقال: إسرائيل نفذت أضخم عملياتها الاستيطانية في هذه الفترة، وكلما تعمقت المفاوضات كانت تعمق الاستيطان. فبعد أنابوليس زادت وتيرة البناء الاستيطاني. وكان الهدف من ذلك تقويض أركان العملية السلمية وإضعاف القوى الفلسطينية التي تؤيدها. ونفذت عمليات قمع وحشية ضد الفلسطينيين. وحاولت التشكيك في نوايا الرئيس الراحل ياسر عرفات بالادعاء انه لا يوجد شريك في عملية السلام، وشنت حربا ضروسا باسم «السور الواقي» تحمل هدف تغيير القيادة الفلسطينية الوطنية ممثلة في الرئيس عرفات. وعندما توفي عرفات، اخترعت حجة أخرى تتذرع بها للتهرب من دفع استحقاقات عملية السلام، بالادعاء أن الرئيس الفلسطيني الجديد (أي عباس نفسه) ضعيف. وهناك بدأ مشروع غزة، لتقسيم فلسطين جغرافيا وسياسيا.

وقال عباس إن «حرب غزة الأخيرة، بدأت عمليا في زمن آرييل شارون، الذي انسحب منها وأزال المستوطنات بقرار من طرف واحد بلا تنسيق ولا تفاهمات. وفي حينه، كانت إسرائيل تعرف أن السلاح يهرب إلى حماس، ولم تكن تعترض ولا تتفوه بكلمة. ولكن، عندما كنا نحن نطلب السلاح علنا وعلى رؤوس الأشهاد، من أجل تعزيز قواتنا الأمنية وفرض سلطة القانون كان شارون يرفض ذلك بشدة. ثم رأيناهم كيف يمنعون الأموال عنا، إثر فوز حماس، في الانتخابات الديمقراطية، بينما كانت الأموال تصل إلى، حماس، عبر الأنفاق والشنط. وهكذا بدأت خسارة الأجهزة الأمنية. وعندما نفذت، حماس، انقلابها، بدأت لعبة الصواريخ التافهة، وبدأ الإعداد لتكريس هذا الانقسام الفلسطيني، على أساس فصل كيان غزة عن كيان الضفة الغربية. وكانت الحرب الجنونية، التي لم تستهدف أبدا إضعاف حماس، بل تقويتها على حساب جثث الأطفال والنساء وبقية الناس الأبرياء وعلى حساب الدمار، حتى نظل كفلسطينيين مشتتين وممزقين، فيقول الإسرائيليون: «لا يوجد لنا شريك للمفاوضات والشعب الفلسطيني مشغول ببعضه بعضا وليس معنيا بدولة». وهنا قال عباس إن منظمة التحرير ستفشل هذا المشروع – «فنحن نعتبر أبناء حماس أبناءنا. والوطنيون المخلصون منهم كثيرون وسيكتشفون حقيقة المخطط، فإن لم يعاقبوا تلك العناصر في قيادتهم التي تعمل على التفسخ وعلى خدمة أغراض جهات إقليمية ذات حسابات ذاتية بعيدة عن مصالحنا، فإنهم سيديرون ظهورهم لها. ولكنهم لن يسمحوا بتمرير المخطط الرامي إلى ضرب شعبهم».

من جهة ثانية، واستكمالا للخطاب الذي يطرحه عباس، قال أحمد عبد الرحمن، المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني، أمس، إن «قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية تحزن على طريقة عمل حماس، أكثر ما ترفضها. فقادة هذه الحركة يقعون بوعي أو بسذاجة أو بحسابات مصلحية أخرى، في المصيدة الإسرائيلية. ونحن نريد أن تسخر قدراتهم القتالية وتضحياتهم لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية».

وقال عبد الرحمن، إن قادة حماس يحسبون أنفسهم اليوم جزءا مما يسمى بمحور الممانعة. تغريهم القصور والسجاجيد الحمراء والشاشات الفضية الفضائية. ولكن حرب غزة أثبتت انهم ليسوا ذراعا، بل أداة هامشية حتى وهم يؤدون تلك الخدمة الى ذلك المحور. فلو كانوا يحترمونهم ويقدرون دورهم كشركاء، لما كانوا تركوهم تحت القصف الإسرائيلي بلا سند. لكانوا فتحوا جبهة قتال في الشمال، من حزب الله أو من سورية مثلا. أو كانت إيران مثلا تقطع النفط عن أصدقاء إسرائيل. ولكنهم لم يفعلوا شيئا. وهذا ليس صدفة. وأكد عبد الرحمن انه إذا عادت حماس الى الصواب، والى الصف الوطني الفلسطيني، ووضعت يدها بيد فصائل منظمة التحرير، فإننا سنستطيع إفشال مؤامرة العدوان الفلسطيني على شعبنا.