الأحمد: إيران منعت «فصائل دمشقية» من حضور حوار المصالحة السابق بالقاهرة

قال في عمان إن سورية حاولت إبعادنا عن مصر

طفل فلسطيني مع إحدى قريباته فوق ركام منزلهما المهدم بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (ا.ف.ب)
TT

كشف عزام الأحمد رئيس الكتلة البرلمانية في حركة فتح عن أسباب فشل حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال إن قوى خارجية ألزمت فصائل فلسطينية بعدم الذهاب إلى القاهرة. وقال الأحمد إنه كان موجودا في دمشق يوم السابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبيل عقد الاجتماع المقرر للحوار الوطني الفلسطيني يومي 10 و11 من الشهر نفسه، مشيرا إلى أن وزير خارجية إيران منوشهر متقي، أبلغ الفصائل رسالة.. تقول «عليكم ألا تجتمعوا». وبحسب الأحمد، الذي كان يتحدث في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في عمان أمس، فإن إحدى الدول الإقليمية، أكدت صحة هذه المعلومات، وبأن المعلومات التي لديها تؤكد الضغط الإيراني على الفصائل الفلسطينية في دمشق بعدم الاستجابة لحوار القوى الوطنية الفلسطينية في القاهرة. وشرح الأحمد هذا الموقف لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن «متقي أبلغ زعيمي الجهاد الإسلامي وحماس، بألا يذهبوا إلى القاهرة لاجتماعات الحوار الوطني، وأن ينتظروا (باراك) أوباما (الرئيس الأميركي) لأن هناك تغييرا في السياسات تجاه إيران وسورية وحزب الله وحماس». وأشار الأحمد في اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني بعمان إلى دور سورية رئيس القمة العربية، في عدم تنفيذ قرارات وزراء الخارجية العرب، بتكليف مصر برعاية الحوار الوطني الفلسطيني، وقال «لم يكلف السوريون أنفسهم على مدى أربعة أشهر من القرارات، ما يؤكد أن هناك توجها ونوايا لإبعاد مصر عن القضية الفلسطينية». وأردف عزام الأحمد «ليس من مصلحة منظمة التحرير الفلسطينية، ولا الشعب الفلسطيني، الابتعاد عن مصر» ووجه الأحمد اتهاما صريحا ومباشرا إلى دولة قطر «بدعم الانقسام الفلسطيني، وتقسيم العرب»، وأشار إلى «الدور القطري في هذه المرحلة، وسطوة المال، على أساس تعميق الانقسام الفلسطيني، وبالتالي الانقسام العربي، وتدمير القضية الفلسطينية»، بحسب الأحمد.

وأضاف «قطر العظمى، مطلوب منها خلط الأوراق، فهي دمرت العراق، ومطلوب منها فلسطين، فالذي يدمر العراق، لا يمكن أن يكون مخلصا لفلسطين».

وأكد الأحمد أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء حالة الانقسام، وقال «الحل هو الحوار، من دون قيد أو شرط.. مسودة بيان لإنهاء حالة الانقسام.. ونبدأ بالحوار حول القضايا الأخرى، ثم بالخطوات الأخرى في المؤسسات»، وأردف «إلا أنه لا حياة لمن تنادي». وحول دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، لبناء مرجعية جديدة للفلسطينيين تمثل الداخل والخارج، قال الأحمد «مشعل انشقاقي، والإخوان المسلمون انشقاقيون، والتاريخ يؤكد ذلك، والذي يختلف في الرأي مع الإخوان المسلمين، إما كافر أو خائن». وحول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشف الأحمد عن تكليف الرئيس محمود عباس لشخصية فلسطينية بارزة غير متفرغة للعمل الوطني تعيش في الخارج، بإبلاغ حماس بنوايا إسرائيل في العدوان على غزة، وكلف أيضا شخصية من الداخل وهو الدكتور زياد عمرو للقيام بالمهمة نفسها.. أبو مازن قال للدكتور عمرو «احكي مع حماس، بألا يورطوا أنفسهم».

وأشار الأحمد إلى أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن هناك عدوانا على قطاع غزة، وأضاف «إسرائيل خلقت الظروف للعدوان على غزة، وهدفها ليس حماس، إنما هو تحجيم القوى العسكرية لحماس، والهدف الأساسي، هو نفسه الذي قاله شارون، الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، من خلال تعميق الانقسام الفلسطيني، وضمان انفصال وعزل غزة عن الضفة». وعول الأحمد على المبادرة المصرية التي تقوم على ثلاث مراحل، «الأولى انتهت، وهي قضية وقف إطلاق النار وعبور المساعدات عبر رفح، والثانية التهدئة التي تعلن يوم الخامس من فبراير المقبل، وافتتاح جزئي للمعابر كلها، وثالثا المصالحة والحوار الوطني الفلسطيني قبل نهاية فبراير (شباط) المقبل، وينتهي قبل مارس (آذار) القادم».

واختتم الأحمد «آن الأوان لأن ترتقي الفصائل الفلسطينية وتحل خلافاتها داخل منظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد وجهة نظرها».

واستنكر المجلس الوطني الفلسطيني في اجتماعه أمس بعمان، إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خالد مشعل، في الدوحة، عن النية لبناء مرجعية جديدة بديلة لمنظمة التحرير. وأكد المجلس الوطني الفلسطيني خطورة تصريح مشعل، لما ينطوي عليه من مخاطر سياسية ووطنية، معربا عن رفضه وإدانته لما تضمنه هذا التصريح من استعداد لتشكيل إطار بديل. وأكد المجلس في اجتماعه الذي ترأسه سليم الزعنون، وحضره فاروق القدومي «أبواللطف» رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب المجلس تيسير قبعه، وعزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، وحشد كبير من أعضاء المجلس، على شرعية وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، ككيان سياسي وعنوان وطني، يمثل مظلة ومرجعية لكل الفلسطينيين أينما وجدوا. وأكد المجلس ثقته في أن هذه المحاولة، لن يكتب لها النجاح، وستمنى بالفشل الذريع، مذكرا بعديد من المرات التي تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية لمحاولات الشطب والتصفية والنيل من وحدانية تمثيلها. «وكانت النتيجة في كل مرة، تزداد المنظمة قوة وصلابة جراء دعم وتأييد والتفاف جماهير شعبنا حولها». ويضم المجلس الوطني الفلسطيني في عضويته نحو 750 عضوا في الداخل والشتات، يوجد منهم في مقر المجلس بالأردن نحو 65 عضوا، وتتوجه المنظمة إلى تقليص العدد الإجمالي للمجلس الوطني.