اتساع دائرة الرافضين لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير.. بانضمام «الجهاد»

البطش: نريد مرجعية للمقاومة > قياديون في حماس: أبلغنا القيادة أن الفكرة والتوقيت غير منطقيين

TT

اصطدمت قيادة حركة حماس، في سعيها لتشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني بديلا عن منظمة التحرير (م.ت.ف)، بموقف حركة الجهاد الإسلامي الرافض تماما لفكرة تشكيل هكذا مرجعية.. وبأصوات أخرى داخل حماس نفسها تعارض الفكرة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية أن مسؤولين في حماس يرفضون محاولة تشكيل مرجعية سياسية كبديل واضح عن المنظمة. وكانت أصوات من داخل حماس عَلت بشكل واضح ترفض هذه الفكرة. وأوضح خالد البطش، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، أن حركته تؤيد تشكيل مرجعية للمقاومة لكنها ترفض تشكيل مرجعية سياسية لعموم الفلسطينيين بديلا عن المنظمة. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك فرقا عن الحديث عن مرجعية تتولى إدارة شؤون المقاومة ومرجعية سياسية للشعب الفلسطيني بالعموم». وألمح البطش، إلى أن «المرجعية التي تريدها الجهاد، هي مرجعية شبيهة بلجنة المتابعة العليا التي شكلت لإدارة شؤون الانتفاضة في الضفة وغزة، (إبان انطلاق الانتفاضة الثانية في 2000)، ولم تكن بديلا أبدا عن المنظمة».

ورفض البطش، التعقيب على موقف حماس الداعي لتشكيل قيادة جديدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وقال «موقفنا نحن واضح، نحن مع مرجعية للمقاومة وتضم فتح أولا، إلى جانب حماس والجهاد وآخرين، تنسق وتدير وتتولى الصراع مع إسرائيل، وتصبح نقطة ارتكاز ورافعة للمصالحة». إلا أن البطش شدد في المقابل على أنه «يجب إعادة تشكيل منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة 2005 على أن يعاد الاعتبار للمنظمة من خلال أن تقوم بدورها في التحرير وليس في المفاوضات مع إسرائيل».

وأعلن المجلس الوطني الفلسطيني، أمس، رفضه لبناء مرجعية وطنية فلسطينية جديدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، واعتبر ذلك انقلابا على منظمة التحرير الفلسطينية. ودعا المجلس في بيان له عقب اجتماع طارئ لأعضائه المقيمين في العاصمة الأردنية عمان، بدعوة من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون أمس، إلى التأكيد من قبل قادة فصائل (م.ت.ف) مجتمعين ومنفردين رسميا استنكارها لهذه المؤامرة، وتصديهم لكل محاولة من شأنها أن تشكك بشرعية منظمة التحرير، ونكران منجزاتها التاريخية التي جعلت فلسطين قضية وطنية بكيان فلسطيني مستقل وعلما وهوية بعد أن كانت قضية لاجئين ببعدها الإنساني فقط.

ودعا المجلس، خالد مشعل، مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس، إلى التراجع عما أعلنه، وحيا المجلس حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت رفضها المساس بمنظمة التحرير الفلسطينية ودعا الآخرين أن يحذو حذوها.

وكشفت مصادر في حركة حماس، لـ«الشرق الأوسط»، أن كثيرين من قياديي وعناصر الحركة يعارضون فكرة تشكيل منظمة بديلة، إلا أنهم يفضلون عدم المجاهرة بذلك، خلافا لما فعله القيادي غازي حمد وهو مستشار سابق لإسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال، ويعتبر جريئا في انتقاد حركته. وقال حمد إنه لا يقبل تعميق الانقسام ويعارض دعوة مشعل لإقامة مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليا ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني. معتبرا أن «المشكلة ليست في منظمة التحرير الفلسطينية. بل في المؤسسة الأمنية وفي النظام السياسي الفلسطيني وفي كل جانب من جوانب حياتنا».

وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، قال حمد «إن الحل يكمن في العودة إلى الوحدة الوطنية»، معتبرا أن تحقيق الوحدة تمثل مصلحة استراتيجية لكل من حماس وفتح. وأعاد حمد للأذهان حقيقة أن إسرائيل هي الطرف الوحيد المستفيد من حالة الانقسام الفلسطيني الحالي على اعتبار أن الواقع الحالي يمنح إسرائيل القدرة على المناورة أمام جميع الأطراف. وشدد حمد على أنه يتحدث باسمه ولا يتحدث باسم حركة حماس.

وقالت مصادر حماس، «حمد وغيره أبلغوا قيادة الحركة بأن الفكرة غير مقبولة وليست منطقية ولن تنجح» واعتبرت المصادر أن «توقيت الفكرة غير صائب أبدا وربما تكون مناورة لا أكثر». وكان القيادي في حماس رأفت ناصيف، عضو القيادة السياسية للحركة أبلغ «الشرق الأوسط» أن المرجعية التي يجري الحديث عنها لا تعتبر بديلا للمنظمة وهي تصريحات تتناقض مع تصريحات مشعل وقياديين آخرين، ما يعكس تباينا في المواقف.