الشيخ شريف أحمد يؤدي اليمين الدستورية رئيسا جديدا للصومال بعد ساعات على انتخابه

تعهد بإنهاء الصراع في بلاده وإحلال السلام مع الدول المجاورة مع نزاهة الحكم وإقامة العدل

صوماليون يحتفلون بتعيين الرئيس الجديد في مقديشو أمس (رويترز)
TT

أدى الرئيس الصومالي الجديد، زعيم الإسلاميين المعتدلين الصوماليين، الشيخ شريف شيخ أحمد اليمين الدستورية، في حفل أمس في جيبوتي بعد ساعات على انتخابه من قبل البرلمان الصومالي الانتقالي. وحصل شريف على 293 صوتا من بين إجمالي 420 صوتا، مقارنة بالمرشح مصلح بن محمد سياد بري، الذي حصل على 126 صوتا. وانسحب رئيس الوزراء نور حسن حسين، احد الذين كان مرجحا فوزهم في وقت سابق، بعد حصوله على 59 صوتا فقط في الجولة الأولى. وتعهد الشيخ شريف شيخ احمد بإنهاء الصراع في بلاده واحلال السلام مع الدول المجاورة، مع نزاهة الحكم وإقامة العدل. وقال شريف «إن أعمالا جسيمة تنتظرنا، ولكننا بدأنا بداية جيدة، فالبرلمان الموحد قد شُكّل، وسأؤلف حكومة تمثل كافة الصوماليين، وسأسعى إلى إنهاء الحرب الأهلية بأسرع وقت ممكن». ودعا شريف الفصائل الإسلامية المسلحة إلى وقف القتال ونبذ العنف، قائلا، «نحث أشقاءنا، الذين يحملون السلاح، الى الانضمام إلينا لصنع السلام معا، وتعهد بأنه سيحكم الشعب بنزاهة وعدل ويعطي الجميع فرصا متساوية وحقوقا كاملة، ودعا دول الجوار الى التعاون السلمي والاحترام المتبادل، وقال سأدعم حسن الجيرة وجعل منطقة القرن الأفريقي، التي أنهكتها الحروب، منطقة آمنة تسود بين شعوبها وحكوماتها روح التعاون والإخاء وحسن الجيرة، وأعتقد أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا». وفي إشارة إلى ما يقال عن أن الصومال أصبح ملاذا للجماعات الإرهابية قال الرئيس الصومالي الجديد، «أقول للعالم أجمع إن الصومال ليس مكانا يتم غزو العالم انطلاقا من أراضيه، وإنما بلد صغير يسكنه أناس بسطاء يتعاونون، وينشدون السلام لبلادهم ولأنفسهم الأمن والعيش بكرامة». وعن التطرف قال الشيخ شريف إنه سيواجه الأفكار المتشددة بالفكر ويستعين بالعلماء ورجال الفكر لإيجاد حل سلمي لذلك.

وقال مراقبون إنهم يعتقدون أن شريف هو أفضل مرشح لتوحيد الفصائل الإسلامية المتحاربة في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي، التي عمتها الفوضى منذ الإطاحة بالديكتاتور السابق محمد سياد بري عام 1991. وذكرت وسائل إعلام محلية أن العديد من الصوماليين ظلوا ساهرين طوال الليل لمعرفة نتائج الانتخابات، وعندما أعلن عن فوز شيخ شريف، أطلقت أعيرة نارية في الهواء احتفالا بذلك في مقديشو.

يذكر أن شريف يترأس الفرع المعتدل من حركة التحالف لإعادة تحرير الصومال، ورئيس اتحاد المحاكم الإسلامية، الذي سيطر على مقديشو لستة أشهر عام 2006.

وأعلن شريف شيخ احمد «ان حكومته ستقدم خطة ملائمة لتخطي المصاعب التي تواجهها البلاد»، وأضاف «سأستمر في خدمة الشعب.. وسأهتم بالحالة الإنسانية في البلاد وسأعطي الأولوية للمهجرين في الحرب».

وكان البرلمان الصومالي الانتقالي قد انتخب ليل الجمعة السبت زعيم الإسلاميين المعتدلين الصوماليين الشيخ شريف شيخ احمد رئيسا للصومال خلال جلسة عقدها في جيبوتي، ملقيا على عاتقه مهمة صعبة تقضي باعادة السلام الى بلد يشهد حربا أهلية مستمرة منذ 1991.

وانتخب الرئيس الجديد بعد رحيل الرئيس عبد الله يوسف احمد، الذي دفع إلى الاستقالة في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، الذي كان معارضا لأي تفاوض مع الإسلاميين. وأشعل غزو القوات الإثيوبية للصومال في أواخر عام 2006 للمساعدة في الإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية، تمردا داميا أسفر عن مقتل نحو 16 ألف مدني وتشريد نحو مليون شخص.

وجرت عملية الانتخاب بينما لا تزال أجواء العنف تهيمن في الصومال. واضطر البرلمانيون للاجتماع في الخارج بسبب انعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد بينما استولى «الشباب المجاهدون» الإسلاميون المتمردون المعارضون للمؤسسات الانتقالية على بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو)، مقر البرلمان الانتقالي.

وتأمل الأمم المتحدة في أن يساعد قيام حكومة وحدة في وضع حد لحالة الفوضى التي تعاني منها الصومال منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991. ومع ذلك، فإن الحكومة الجديدة والرئيس سيواجهان تحديا كبيرا في حكم الصومال.

من جهتها، هنأت الجامعة العربية الرئيس الجديد بفوزه بثقة الشعب الصومالي معربة عن الأمل بأن تسهم هذه الخطوة التي وصفتها بأنها «مهمة» في استكمال عملية المصالحة الصومالية الشاملة «حتى يتفرغ الشعب الصومالي لمهام اعمار وبناء بلده».

وأكدت الجامعة مجددا الاستعداد لمواصلة تقديم المساعدة للأطراف الصومالية، «ليتمكنوا من تحقيق الاستقرار والسلام في ربوع الصومال كافة».

وبدوره عبر السفير سمير حسني، مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية، عن أمله في أن يؤدي انتخاب شيخ شريف أحمد إلى استكمال تنفيذ مراحل اتفاق المصالحة الموقع في جيبوتي، معتبرا أنه يعد من أكثر الشخصيات المتعاونة مع الجامعة العربية للوصول إلى المصالحة في الصومال، ويتسم بالاعتدال والحرص على مستقبل بلاده.

وقال السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وجه التهنئة إلي الشعب الصومالي، معرباً عن أمله وتطلع شعب مصر بأكمله لأن تشهد المرحلة القادمة استكمال تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة داخل الصومال، وإعادة بناء الدولة الصومالية بكافة مؤسساتها.

وأشار المتحدث الرسمي إلى الدور المهم الذي قامت به مصر من أجل دعم اتفاق جيبوتي، والترتيبات التي أفضت إلى تلك النتيجة التي يجب أن يفخر بها كل مواطن صومالي.

وأكد استعداد مصر التام لتقديم كافة أشكال الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الصومالية، وللمساهمة في جهود إعادة الإعمار وبناء الدولة الصومالية، مشيراً إلى العلاقات الوطيدة التي جمعت بين الشعبين المصري والصومالي على مدار التاريخ، ومؤكداً أن مصر ستقف دائماً وراء أي جهد يستهدف لم الشمل الصومالي، ويتبنى الحوار والتواصل أساساً لحل الخلافات.