شريف شيخ أحمد .. من قائد للمعارضة إلى الرئاسة الصومالية

أسس المحاكم الإسلامية عام 2000

شريف شيخ أحمد
TT

ولد شيخ شريف شيخ أحمد في 25 يوليو (تموز) 1964 في إحدى قرى منطقة مهداي على بعد 120 كيلومترا شمال شرقي العاصمة الصومالية مقديشو لأسرة متصوفة من عشيرة (أبجال) وحصل على شهادة الثانوية العامة من معهد «شيخ صوفي» التابع لجامعة الأزهر بمصر والذي يعتمد اللغة العربية كلغة دراسة به، لذا فليس من المتعجب إجادته للغة العربية والصومالية وكذلك الإنجليزية. التحق شيخ شريف بجامعة كردفان السودانية حيث درس القانون والشريعة الإسلامية لمدة سنتين، ثم سافر إلى طرابلس بليبيا ليلتحق بالجامعة المفتوحة ويحصل على الإجازة الجامعية في القانون والشريعة الإسلامية عام 1998.

وعقب عودة شيخ شريف مرة أخرى إلى وطنه الصومال عمل مدرسا لمادة الجغرافيا واللغة العربية والدراسات الإسلامية في مدرسة جوبا الثانوية، ولكن ما أثر بشدة في مسار حياته ودفعه إلى معترك الحياة السياسية في الصومال هو قيام إحدى العصابات التابعة لأمراء الحرب بخطف أحد تلاميذه ومطالبة أسرته بدفع فدية كبيرة مقابل إطلاق سراحه، مما دفع شيخ شريف للتدخل لإطلاق سراح تلميذه الذي كان ينتمي لأسرة فقيرة وهو حال معظم الأسر الصومالية بسبب الحرب الأهلية الطاحنة وغياب حكومة مركزية صومالية قوية، وبادر شيخ شريف بحث الناس من أجل العمل معا لحفظ الأمن لأهالي حي جوهر وقاموا بتأسيس محكمة شرعية وتم انتخابه رئيسا لها، وتمكنت المحكمة خلال فترة وجيزة من إطلاق سراح تلميذه المختطف.

ونظرا لنجاح فكرة المحكمة العشائرية في حفظ الأمن ومكافحة السرقات والسطو والسلب والنهب التي كانت تحدث بشكل مستمر في تلك المنطقة تكونت محاكم أخرى لمواجهة أمراء الحرب في مناطق عديدة من مقديشو، التي رأت في اتحادها فرصة أكبر للقضاء على أمراء الحرب وفعلا تم تكوين اتحاد المحاكم الإسلامية عام 2000 وتعيين شيخ شريف رئيسا لها وبدعم كبير من شيخ حسن ضاهر أويس وعدن حاشي فرح المدرج اسمه على قائمة المطلوبين من قبل أميركا لارتباطه بعناصر من تنظيم القاعدة في أفغانستان.

وبلغت الاشتباكات بين أمراء الحرب وقوات اتحاد المحاكم الإسلامية ذروتها في مايو (أيار) 2006 حيث تطورت الاشتباكات إلى حرب شوارع بالعاصمة الصومالية، وفي الخامس من يونيو (حزيران) من العام ذاته تمكنت قوات اتحاد المحاكم الإسلامية من السيطرة على مقديشو، وبعد ستة أشهر فقط من ذلك التاريخ تمكنت القوات الإثيوبية من هزيمة قوات اتحاد المحاكم الإسلامية بقيادة شيخ شريف في معركة جيليب مما دفعه للفرار إلى الأراضي الكينية حيث تم اعتقاله هو وثلاثة صوماليين آخرين في 21 يناير (كانون الثاني) 2007.

وفي الأول من فبراير (شباط) 2007 أطلقت السلطات الكينية سراح شيخ شريف في إطار عقد صفقة غير معلنة مع المبعوث الأميركي مايكل رانيبيرجر إلى كينيا والصومال تنص على إطلاق سراح 15 جنديا أميركيا من قوات المارينز المحتجزين لدى قوات اتحاد المحاكم الإسلامية في جنوب الصومال خلال معركة «رأس كامبوني».

وبعد إطلاق سراحه قرر شيخ شريف السفر إلى اليمن في 8 فبراير 2007 ليلحق بعدد من عناصر جماعته التي فرت إلى اليمن بعد دخول القوات الإثيوبية إلى العاصمة مقديشو.

في خلال ذلك لم يتوان تحالف المعارضة الصومالية الذي تأسس في العاصمة الاريترية أسمرة عام 2007 عن توجيه الاتهامات لشيخ شريف، رئيسه السابق، بالخيانة وإجراء اتصالات سرية مشبوهة مع الحكومة الأميركية، في واقعة أكدت الانقسام بين شيخ شريف وشيخ حسن أويس، مما دفع بشيخ شريف للاستقالة من رئاسة اتحاد المحاكم، ووقع اتفاقا منفردا مع نور عدي رئيس الوزراء الصومالي السابق في جيبوتي برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى الصومال احمد ولد عبد الله، وتولى شريف رئاسة تحالف المعارضة الصومالية الذي تأسس عام 2008 بدعم من الرئيس الاريتري اسياس افورقي وضم منشقين وبرلمانيين وإسلاميين مناوئين للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الإثيوبي في الصومال.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قام الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بتقديم استقالته نظرا بسبب خلاف بينه وبين عدي، بالإضافة إلى عدم نجاحه في حفظ الأمن أو تحقيق أي تقدم في تحقيق الاستقرار على الساحة الصومالية، التي أعقبها عقد انتخابات تنافس فيها 14 مرشحا على منصب الرئاسة، في حين فاز في الجولة الأولى كل من شيخ شريف أحمد ورئيس الوزراء الأسبق نور عدي، ولكن بعد انسحاب الأخير حسمت بهذا نتائج الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات والتي انتهت بفوز شيخ شريف.

* وحدة أبحاث الشرق الأوسط