مهجرون ونازحون من وسط وجنوب العراق يصوتون في كردستان

بينهم جواد كاظم الذي ضرب صورة صدام بحذائه يوم سقوطه عام 2003

TT

بالرغم من أن المحافظات الكردستانية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك بالإضافة إلى محافظة كركوك، لم تكن مشمولة بقانون انتخابات مجالس المحافظات التي أجريت اليوم في 14 محافظة عراقية في الوسط والجنوب، فإن العشرات من مراكز التصويت فتحت أبوابها في مدن كردستان وكركوك لإتاحة المجال أمام النازحين العرب من مدن الوسط والجنوب، كي يدلوا بأصواتهم ويختاروا ممثليهم في محافظاتهم التي نزحوا عنها.

ففي مدينة السليمانية التي تضم أقل عدد من النازحين العرب سجل 1765 ناخبا من أصل 2000 ناخب من العرب أسماءهم في 14 مركزا للاقتراع، وأدلوا بأصواتهم تحت إشراف 244 مراقبا تابعا لفرع المفوضية العليا للانتخابات في السليمانية، إضافة إلى العشرات من الصحافيين الذين تولوا تغطية عملية الاقتراع. وكان من بين المقترعين جواد كاظم (59 عاما) الذي ضرب صورة الرئيس السابق صدام حسين بحذائه يوم سقوط بغداد في التاسع من أبريل (نيسان) 2003، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. ويسكن كاظم مع عائلته في السليمانية، وقال «للمرة الثانية أشارك في الانتخابات، ومن انتخبناهم سابقا لم يقدموا خدمات بشكل جيد». وأضاف «هناك دور للعلمانيين، فالناس تعرف أن الأحزاب الدينية لم تقدم شيئا».

وتابع ردا على سؤال حول حذائه، قال كاظم «لا يزال موجودا وأنتظر تدشين نصب تذكاري لمدينة حلبجة لأضعه هناك».

وفي مركز بختياري للتصويت بمدينة السليمانية والذي شهد إقبالا ملحوظا للناخبين النازحين منذ الساعات الأولى، قال محمد سليم البدري 54 عاما من سكان حي اليرموك في بغداد «أصررت على التصويت كي أسهم في تكريس الأمن في بغداد عبر انتخاب الجهة السياسية التي أومن بمصداقيتها ومدى وطنيتها وسعيها لجعل العراق آمنا». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «جلبت معي كل أفراد أسرتي الذين يحق لهم التصويت وعددنا 4 أشخاص كي نشارك في الاقتراع، وأملنا كبير في أن يعم السلام بغداد والعراق عموما بعد هذه الانتخابات ونتمكن من العودة إلى ديارنا آمنين، فلقد طالت غربتنا».

الحاجة المشلولة صبرية ناجي الويسي 61 عاما من أهالي بعقوبة حي المعلمين، وتسكن مخيم قالاوا للاجئين في السليمانية، قالت وهي تجلس على كرسي متحرك «أعرف أن صوتي لن يغير من الأمر شيئا ولكني آثرت المشاركة في التصويت، فقط لألقي بمسؤولية ما تكابده أسرتي الآن من معاناة وشظف على عاتق الجهة السياسية والأشخاص الذين انتخبناهم اليوم، فهم سيحملون من الآن وصاعدا مسؤولية إعادتنا إلى ديارنا وبيوتنا».

أما في محافظة دهوك التي تحتضن نحو 34 ألفا من النازحين العراقيين العرب القادمين من الموصل ومدن الوسط والجنوب، فقد تم فتح 33 مركزا للتصويت، 6 منها في مركز مدينة دهوك، والمتبقي منها توزع على مراكز الأقضية والنواحي التابعة لها، كما صوت أكثر من 11 ألف ناخب كردي نازح عن مدينة الموصل وضواحيها بأصواتهم في أجواء ممطرة. وفي أربيل التي يبلغ فيها عدد الناخبين النازحين 13 ألف ناخب، توجه الآلاف منهم إلى 22 مركزا للتصويت، منها 12 مركزا في مركز المدينة والبقية توزعت على البلدات والقصبات المجاورة وضواحيها المجاورة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كان من بين المقترعين مسيحيون نزحوا من أماكن سكنهم في بغداد وغيرها من مناطق وسط العراق وجنوبه، وأدلوا بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات في مكاتب اقتراع في بلدة عينكاوا، في إقليم كردستان، مخصصة للنازحين والمهجرين. وقال عماد يعقوب (35 عاما) الذي نزح من بغداد قبل سنوات إلى عينكاوا «شاركنا في الانتخابات السابقة، وكنا لا نزال في بغداد لكن لم يحدث أي تغيير». وأضاف «نشارك الآن لأننا نرغب في التغيير (...) يمكن اعتبار هذه الانتخابات تجربة فريدة من نوعها في المنطقة». من جهتها، قالت يوليا خوشابا (22 عاما) بينما كانت بصحبة والدتها وشقيقاتها «نريد أن يكون التغيير في صالح المواطن، وأن نستطيع العودة إلى مناطقنا التي نزحنا منها بسبب الإرهاب والتطرف. لا نريد هيمنة الأحزاب المتشددة، ولهذا جئنا لننتخب».

وفي مدينة كركوك التي تضم 750 ناخبا يحق لهم التصويت من أصل 8549 شخصا من النازحين عن مدن وسط وجنوب العراق، فقد فتحت 6 مراكز للتصويت داخل المدينة و5 مراكز في البلدات المجاورة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقال العقيد يادكار شكور مدير مركز العمليات المشتركة للشرطة في كركوك «إن قوات الشرطة أبطلت مفعول عبوة ناسفة كانت قد زرعت بالقرب من مركز للتصويت داخل مدرسة الكندي».

ومن جانبه قال فرهاد طالباني مدير فرع كركوك للمفوضية العليا للانتخابات «إن 5 مراقبين دوليين يتولون الإشراف على عملية التصويت من خلال زيارات ميدانية مفاجئة لمراكز الاقتراع».