خادم الحرمين يبارك شراكة مؤسسة التدريب التقني والمهني الاستراتيجية لإنشاء وتشغيل معاهد غير ربحية

حصل على جائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمة الإنسانية

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله وزيري العمل والبترول والثروة المعدنية في الرياض أمس (واس)
TT

تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وثيقة ووسام جائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمة الإنسانية، وذلك إبان استقباله في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز رئيس لجنة جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية، اللذين سلما الملك عبد الله الجائزة والوثيقة، يرافقهما أعضاء الجمعية وأعضاء لجنة الجائزة. وفي بداية الاستقبال، سلم طفل وطفلة من أطفال الجمعية على خادم الحرمين الشريفين، وهما الطفل فهد بن منصور الحاذور، الذي ألقى قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين، والطفلة نورة بنت عبد العزيز الشقري. وقد تبادل الملك عبد الله ـ في أبوة حانية ـ الحديث مع الطفلين، واطمأن على صحتهما، متمنيا لهما الصحة والتوفيق والنجاح.

من جانبه ألقى الأمير سلطان بن سلمان الكلمة التالية: «سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أدام الله عزه.. يشرفني أن أقف بين يدي مقامكم الكريم باسم كل طفل حرمته الإعاقة من التشرف بالمشاركة في هذا اللقاء الميمون، وعن كل أم وأب وأسرة منحتموهم ـ بعد الله ـ الرعاية والأمل، أملا في عودة فلذات أكبادهم كي يمارسوا دوراً سوياً في الحياة.

وباسم كل من عمل ويعمل في خدمة هذه القضية الإنسانية، وكل من أسهم أو تبرع لهذا العمل الخيري النبيل، ونيابة عن أبناء هذا الوطن الذي أنعم الله عليه بشرف قيادتكم الحانية أنتم وسمو ولي عهدكم الأمين، باسم أولئك وهؤلاء جميعاً، أتشرف بأن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لتفضلكم بقبول جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية التي نعدها رمز عرفان وتقدير لمن طوقنا دائماً بكريم عطائه ودعمه ورعايته.

إن شرف قبولكم لهذه الجائزة يضاعف مسؤولية الجمعية، ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخها، وهي تخطو نحو عامها السادس والعشرين بثقة واثبة وطموح يسابق الزمن، إن شاء الله، بعد أن أسهمت ـ بتوفيق من الله ـ في الارتقاء بالعمل الخيري في بلادنا الغالية، وتحويل مبادرة خيرة إلى منظومة عمل مؤسسي متكامل يتسم بالاستمرارية والثبات، ويتعاطى مع قضية الإعاقة من منظور وطني، جعل منها قضية اجتماعية وإنسانية في مقدمة أولويات الدولة والمجتمع.

سيدي.. إن تجربة هذه المؤسسة الخيرية، التي اتفق الناس على تسميتها «جمعية وطن» يتجسد فيها دور ورعاية الدولة مع جهود الخيرين من المواطنين ومؤسسات القطاع الخاص لتثمر منظومة من الخدمات المتميزة والمجانية على أعلى مستوى عالمي لهذه الفئة الغالية من أطفالنا ـ علاجا وتعليما وتأهيلا ـ تقدمها ستة مراكز منتشرة في عدد من مناطق المملكة، تشرف أحدها بافتتاحكم له في جدة عام 1420هـ «مركز الملك عبد الله لرعاية المعوقين، إضافة إلى أربعة مراكز تحت الإنشاء، وهناك آلاف الأطفال تشملهم خدمات الجمعية سنوياً، وآلاف آخرون أتموا برنامج التأهيل، ومنهم من أكمل دراسته الجامعية وأصبح عائلا يسهم بجهده في خدمة وطنه وأسرته. كل هؤلاء يدينون بالفضل لله سبحانه وتعالى، ثم لهذا البلد الطيب «مملكة الإنسانية» قيادةً وحكومةً وشعباً ومؤسسات على ما تحقق لهم مما هو ندّ لما تقوم به أكثر دول العالم تقدماً واهتماماً بقضية الإعاقة، بل ربما يتجاوز ذلك كثيراً.

وتُحسب لهذه الجمعية ريادتها في الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الإعاقة من خلال تنظيمها لمؤتمرين دوليين في هذا المجال في المملكة، وما قامت به لتأسيس مركز متخصص لأبحاث الإعاقة، وهو أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط، كما تمكنت الجمعية بدعمكم المتواصل، متضامنة مع مؤسسات الدولة والجمعيات الشقيقة من إحداث نقلة ملموسة في تفاعل المجتمع مع قضية الإعاقة، من خلال العديد من برامج التوعية الوطنية. كما حققت هذه المؤسسة التي احتضنتموها، سيدي، قصب السبق في لفت الانتباه إلى أهمية الوقف الخيري المؤسسي، من خلال تبنيها لاستراتيجية طموحة لإنشاء وقف في كل منطقة تحتضن مركزاً للجمعية، بحيث تخصص إيرادات هذه الأوقاف لدعم نفقات التشغيل والخدمات المجانية المكلفة التي تقدمها المراكز. ولقد كنتم سيدي وولي عهدكم الأمين من السباقين لدعم تلك الأوقاف مادياً ومعنوياً، كما فتحت هذه الجمعية أبوابها لأبناء الوطن، دارسين وباحثين ومتدربين، لتسهم في تنمية قدراتهم وصقل خبراتهم في مجال يعاني ندرة في الكفاءات الوطنية في مجال رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين.

وها هو المواطن يا سيدي.. بوعيه وانتمائه يواكب تطلعاتكم وخطواتكم وجهودكم المباركة لترسيخ مفاهيم الاعتدال والحوار والتعايش الإيجابي والعمل الإنساني والخيري، تكريساً لمنظومة القيم الأصيلة التي توحد على أساسها هذه الوطن العظيم، وسيستمر عليها دائماً، إن شاء الله، سائلين رب العرش العظيم أن يحفظكم ويرعاكم وولي عهدكم الأمين، وأن يديم علينا جميعاً الخير والرفاه والازدهار في ظل عهدكم الوارف الميمون إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وخلال اللقاء أيضا قدم أحد أطفال الجمعية العضوية الشرفية للملك عبد الله، ثم قدم عوض الغامدي أمين عام الجمعية كتاباً بعنوان «معية وطن» إلى خادم الحرمين الشريفين، الذي أثنى من جانبه على الجهود التي تقوم بها الجمعية والقائمون عليها، وما يقدمونه من خدمة إنسانية لأبناء الشعب السعودي، معرباً عن شكره للجميع.

إلى ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين أمس في قصر اليمامة الدكتور غازي القصيبي وزير العمل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وممثلي الجهات المساهمة من القطاع الخاص في الشراكة الاستراتيجية مع المؤسسة في إنشاء وتشغيل المعاهد غير الربحية، الذين تسلموا منه وثائق المباركة. واستمع الملك عبد الله إلى شرح عن المراحل التي وصل إليها المشروع، وما حققه من أهداف، وكذلك ما هو مأمول منه في المساهمة في تدريب وتوظيف الشباب السعودي، فيما استمع الجميع إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين ببذل أقصى الجهد في تحقيق أهداف هذه الشراكة الاستراتيجية، ونشر معاهد التدريب المنبثقة عنها في كافة مناطق المملكة ليستفيد منها جميع شباب المملكة في كافة المناطق والمحافظات. وقد سلم خادم الحرمين الشريفين أيضاً وثائق المباركة منه لشركات القطاع الخاص المبادرين بالشراكات، كما تسلم هدية تذكارية بهذه المناسبة، قدمها وزير العمل الدكتور القصيبي.

حضر اللقاءين الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، وعبد المحسن التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.

تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بذلت في السنوات الأخيرة جهوداً مضاعفة للدخول في شراكات استراتيجية مع قطاعات الأعمال الكبيرة، وقد أثمرت هذه الجهود تحقيق المزيد من التوسع في دخول هذه الشركات قطاع التدريب والمساهمة في تنمية وتأهيل الموارد البشرية الوطنية.

وتم تصميم مشاريع التعاون طويل الأمد بين المؤسسة ومنشآت القطاع الخاص في جميع متطلبات التدريب من منشآت وتجهيزات ونفقات تشغيل، وأثمر هذا التعاون إنشاء أكثر من عشرة معاهد تخصصية في مجالات الصناعات البلاستيكية، والسيارات، والبناء والعمارة، والتشييد، والتعدين، والالكترونيات، والمياه والطاقة.

وتهدف تلك الشراكات إلى المساهمة في توفير التدريب للمواطنين السعوديين تدريباً يؤدي إلى تأهيلهم علمياً وفنياً، ويضمن لهم الوظائف المناسبة، بالإضافة إلى إيجاد قاعدة وطنية مؤهلة للعمل في المشاريع المشتركة، من خلال آلية عمل، حيث تتولى المؤسسة إنشاء المعاهد وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية، ويشارك القطاع الخاص بالتشغيل، وذلك بتوفير المدربين الأكفاء والبرنامج التدريبي والتجهيزات التخصصية، ودعم صندوق تنمية الموارد البشرية.

ويأتي هذا التطور في طبيعة التعاون بين المؤسسة وقطاع الأعمال، تطبيقاً للتنظيم الجديد للمؤسسة، الذي يمنح القطاع الخاص مساحة كبيرة في مشاريع التدريب.