مصر تمنع لجنة تابعة للمحكمة الجنائية الدولية من دخول غزة

أغلقت معبر رفح جزئيا.. واعتقلت مواطنا عائدا من القطاع بتهمة دخوله بطريق غير شرعي

فلسطيني يحمل أمس كيسين من الدقيق الذي وزعته وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم شاتي بقطاع غزة (رويترز)
TT

منعت السلطات المصرية أمس لجنة تحقيق دولية مكلفة من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، من دخول قطاع غزة عبر رفح، وقررت إغلاق المعبر جزئيا، ولكنها سمحت بعبور الجرحى بشكل استثنائي.

في غضون ذلك اعتقلت السلطات المصرية ناشطا سياسيا مصريا لدى عودته إلى الأراضي المصرية قادما من الأراضي الفلسطينية، بتهمة التسلل إلى غزة بطريقة غير شرعية.

وقال المحامي الدولي لؤي ديب في أثناء تواجده أمام معبر رفح إن السلطات المصرية منعت دخول لجنة تحقيق دولية، تمثل التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، إلى القطاع عبر رفح. وأضاف ديب: «قدمنا إلى السلطات المصرية جميع الوثائق التي طلبتها.. في البداية ماطلوا في دخولنا إلى غزة وطالبوا بأشياء، ونفذنا جميع ما طلب منا، ومع ذلك رفضوا دخولنا». وأوضح أن اللجنة التي تضم أربعة محامين، اثنين فرنسيين وآخرين نرويجيين، متخصصون في المحاكم الدولية وحاصلون جميعهم على درجة الدكتوراه في القانون، ومكلفون من قبل المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بالدخول إلى غزة؛ لعمل توصيف قانوني للانتهاكات التي قامت بها إسرائيل خلال الحرب على غزة.

وقال إن المحكمة الجنائية الدولية شكلت ثلاث لجان أخرى للمساعدة في التوصيف القانوني الكامل للقضية، وتشمل لجنة تضم خبراء في الطب الشرعي، ولجنة أخرى تضم خبراء عسكريين للتحقيق في نوعية الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حربها على غزة، إضافة إلى لجنة أخرى تضم خبراء نفسيين للتحقيق في مدى استهداف القصف الإسرائيلي للمدنيين أو لعناصر تابعة لحماس، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق الدولية تشكلت على إثر دعاوى قضائية أقامها 800 محام و900 منظمة حقوقية أوروبية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين. وأضاف أن هذه هي أول لجنة تحقيق دولية تبدأ التحقيق في الجرائم الإسرائيلية.

وقال مسؤول مصري بمعبر رفح أن السلطات المصرية قررت أن يقتصر العمل بالمعبر على دخول العالقين الفلسطينيين بالجانب المصري فقط إلى قطاع غزة، والسماح بعودة الوفود الأجنبية التي دخلت القطاع في أوقات سابقة إلى مصر. وتابع أن السلطات المصرية ستسمح بدخول المساعدات الطبية عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة، اللذين يقعان على الحدود بين مصر وإسرائيل.

ويقع معبر كرم أبو سالم في منطقة التقاء مثلثة على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة، أما معبر العوجة فيقع على الحدود بين مصر وإسرائيل بوسط سيناء. وأضاف أنه سيتم بشكل استثنائي السماح بدخول الجرحى الفلسطينيين إلى مصر للعلاج بعد إجراء التنسيق اللازم. وكانت مصر قد فتحت معبر رفح في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام حركة نقل الجرحى ودخول المساعدات الطبية بعد ساعات من إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

ومن ناحية أخرى اعتقلت أجهزة الأمن المصرية بمعبر رفح الحدودي الليلة قبل الماضية أحمد سعد دومة، 27 عاما، وهو من مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، فور وصوله إلى معبر رفح قادما من غزة، بعد أن فشل في الإفصاح عن الطريقة التي تمكّن بها من الدخول إلى القطاع. وأضاف أنه تم التحقيق مع دومة لعدة ساعات، وأنه يرجح تسلله عبر أحد الأنفاق. وتابع القول: «إن لدى أجهزة الأمن معلومات بأن دومة، وهو ناشط سياسي وعضو في حركة (غاضبون)، قد تمكن من التسلل إلى غزة في أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع»، وأضاف أن التحقيقات ما زالت متواصلة مع دومة. واعتقلت السلطات المصرية يوم السبت الماضي مجدي أحمد حسين، الأمين العام لحزب العمل المحظور، حينما عاد إلى مصر من خلال المعبر الرسمي، ومثل أمس أمام محكمة عسكرية بمدينة الإسماعيلية بتهمة عبور الحدود إلى غزة من خلال نفق، الشهر الماضي.