إسرائيل تقتاد سفينة «الأخوة» اللبنانية إلى أسدود وتحقق مع ركابها

قالت إنها أثارت الشبهات

TT

هاجم سلاح البحرية الإسرائيلية سفينة «الأخوة» التي أبحرت من ميناء طرابلس أول من أمس إلى قبرص ومن هناك إلى قطاع غزة، وعلى متنها 20 شخصية دينية في مقدمتهم هيلاريون كبوجي مطران القدس الأسبق للكاثوليك، والشيخ داوود صلاح رئيس رابطة علماء فلسطين، ووطنية لبنانية وأجنبية وناشطة أيرلندية وصحافيين، وحوالي 60 طنا من المساعدات الطبية والإنسانية. وسيطر جنود إسرائيليون على السفينة بالقوة واقتادوها إلى ميناء أسدود، وأحيل طاقمها وكل من كان على ظهرها للتحقيق. وقالت شرطة الهجرة غير الشرعية الإسرائيلية أنها ستحقق بنفسها مع اثنين من ركاب السفينة دون أن يتضح من هم بالضبط لكن أحدهم على الأغلب قد يكون المطران كبوجي، الذي أبعدته إسرائيل في نهاية السبعينات بتهمة الانتماء لمنظمة التحرير آنذاك، وتهريب السلاح.

وقالت إسرائيل إنها قد تعيد ترحيل ركاب السفينة إلى لبنان عن طريق رأس الناقورة (نقطة الحدود بين إسرائيل ولبنان).

وقال وزير الدفاع ايهود باراك إن قوة من سلاح البحرية اقتادت فعلا السفينة اللبنانية إلى ميناء أسدود، وأن زوارق تابعة للبحرية الحربية الإسرائيلية اقتادت السفينة إلى أسدود.

واتهم ركاب السفينة الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على السفينة، والاعتداء عليهم بالضرب، وتخريب أجهزة الاتصال والملاحة ومصادرة أجهزتهم الخاصة.

ونفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إطلاق النار، وقال إن قبطان السفينة أبلغ مرارا بأنه لن يسمح له بدخول مياه غزة.

وحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن السفينة أبلغت، في اتصال مباشر بعد مغادرتها ميناء طرابلس، بأن إسرائيل لن تسمح لها بالوصول إلى غزة، فرد قبطان السفينة بأنهم يتجهون إلى ميناء العريش المصري.

وقالت المصادر إن محاولة السفينة لاحقا الوصول إلى ميناء غزة أثار شبهات بأنها تحمل أسلحة ومعدات محظورة. لكن إسرائيل عادت واعترفت أنها لا تحمل أي «مواد خطرة». وناشد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بالتدخل السريع لإنقاذ سفينة الأخوة اللبنانية وطاقمها والمتضامنين على متنها المحتجزين من قبل إسرائيل. وقال الخضري، إن «وصول السفينة كان بشكل سلمي وقانوني وتأتي ضمن المقاومة المدنية، وأنها وصلت لقبرص وتم تفتيشها والتأكد من أنها لا تحمل سوى مساعدات طبية وإغاثية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وانشغل أمس المسؤولون اللبنانيون بمتابعة التعرض الإسرائيلي لـ«سفينة الأخوة» وندد رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان دهم السفينة والاعتداء على ركابها، معتبرا أن ذلك «يشير مرة جديدة إلى نمط التعامل الإسرائيلي حتى مع الموضوعات الإنسانية، بغض النظر عن هوية القائمين بهذا العمل». وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة الركاب وكرامتهم. وأثار نبيه بري رئيس البرلمان مع سفيرة الولايات المتحدة في بيروت ميشيل سيسون موضوع السفنية. وطلب من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لإخلاء سبيلها فورا مع طاقمها وركابها، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية سلامتهم. كما اتصل بالمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، وعرض معه القضية.

وفي الإطار نفسه، اتصل الرئيس السنيورة بالجهات الأميركية المختصة وأبلغها استنكار لبنان ورفضه إقدام إسرائيل على احتجاز السفينة وركابها. وطالب بالضغط على إسرائيل للإفراج عنهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محملا إسرائيل مسؤولية سلامة الركاب والسفينة.

وتابع رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص قضية السفينة. واتصل لهذه الغاية بالرئيس سليمان. وذكر بيان أصدره مكتبه الإعلامي أنه «لمس من الرئيس سليمان اهتماما شديدا بهذا الأمر وعزما على التحرك لإنقاذ السفينة والحفاظ على سلامة القائمين عليها وتحقيق المهمة التي انطلقت من أجلها».