قائد القوة الأفريقية لـ«الشرق الأوسط»: هجمات المسلحين لا تخيفنا ولن تدفعنا للانسحاب

عمدة مقديشو: نستعد لاستقبال أسطوري للشيخ شريف بعد تشكيل الحكومة الجديدة

TT

نفى مسؤول قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال لـ«الشرق الأوسط» اعتزام هذه القوات الانسحاب من الصومال تحت تأثير هجمات حركة الشباب المجاهدين المتشددة، كما نفى أيضا اتهامات الحركة لقواته بقتل نحو 35 مدنيا، بعد حادث تفجير لغم أرضي تعرضت له قافلة تابعة للقوات الأفريقية في شارع مكة المكرمة بالعاصمة الصومالية مقديشو قبل يومين.

وقالت الحركة المناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، في بيان أن التفجير اللغمي الذي تبنته، أدى إلى تحطيم سيارة عسكرية ومصرع 12 جنديا أوغنديا، مشيرة إلى أن القوات الأفريقية قامت بعده بفتح النار على المدنيين، وقتلت 35. لكن الجنرال فرانسيس أوكيلو قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم» أكد في المقابل لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقديشو، أن المزاعم بشأن تورط قواته في قتل مدنيين عزل اثر هذا الحادث غير صحيحة وتندرج ضمن حملة إعلامية لتشويه سمعتها.

وقال أوكيلو «هذه مزاعم كاذبة لم نقتل مدنيا، من فجروا العبوة الناسفة أطلقوا النار لاحقا وبشكل عشوائي كعادتهم وقتلوا المدنيين، أما قواتنا فلم تفتح النار ضد المدنيين العزل مطلقا، هذه فرية واضحة». وأوضح أوكيلو أن الحادث المذكور، أسفر عن مصرع شرطيين صوماليين وإصابة ثلاثة جنود أوغنديين وتدمير سيارة عسكرية.

وأبلغ أوكيلو «الشرق الأوسط» أنه رغم تصاعد الهجمات التي يشنها مقاتلون إسلاميون ضد قواته فإن القوات الأفريقية مستمرة في عملها لحفظ السلام ومساعدة الصوماليين على تحقيق الاستقرار والأمن المفقودين منذ عام 1991. وقال «لو انسحبنا الآن فإن مهمتنا ستكون قد فشلت، ونحن ما زلنا نعتقد أنه يتعين علينا دعم الصوماليين»، مؤكدا أن هذه الهجمات لم تفلح في تخويف قواته، وأنها مستمرة في أداء عملها وتنفيذ المهمة التي كلفتها بها قيادة الاتحاد الأفريقي بطلب من السلطة الشرعية في الصومال.

وشدد على أن خروج قوات حفظ السلام المكونة من نحو 4 آلاف مقاتل من بوروندي وأوغندا قد يؤدى إلى انهيار السلطة الانتقالية في الصومال وبالتالي سيطرة المتطرفين والمتشددين على الحكم والسلطة.

لكنه أقر في المقابل بأن خروج القوات الإثيوبية من الصومال قد أثر فعليا على أداء القوات الأفريقية على الأرض. ولفت إلى أن القوات الموالية للسلطة الصومالية مازالت في حاجة إلى مزيد من التدريب والتنظيم وتزويدها بمعدات متقدمة عسكريا وبدعم لوجستي حتى تكون قادرة على ضبط الأمور في البلاد.

إلى ذلك، بدأ الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد الذي عاد إلى جيبوتي بعد مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في إجراء مشاورات مع أعضاء البرلمان ومختلف ممثلي العشائر والقبائل الصومالية لاختيار رئيس جديد للحكومة الصومالية خلفا لرئيس الوزراء الحالي العقيد نور حسن حسين (عدى).

وأوضح مقربون من الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» في اتصالات هاتفية من جيبوتي وأديس أبابا عبر الهاتف أن الشيخ شريف سيعلن عن تعيين الرئيس الجديد للحكومة الانتقالية خلال بضعة أيام، ولفتوا إلى أن الحكومة التي يراد لها أن تكون حكومة وحدة وطنية ستضم مقربين من الشيخ شريف وبعض العناصر من خارج التحالف الذي يقوده.

وانتقد شريف إعلان وزارة الخارجية الاريترية في بيان رسمي أنها لا تعترف به رئيسا للصومال، معتبرا أنه منتخب من قبل الصوماليين ولا مجال لما تقوله أسمرة. وتعهد شريف باتباع سياسة حسن الجوار مع إثيوبيا، كما تعهد بمحاولة ضم جميع فصائل المعارضة إلى حكومته والعمل سويا لطي صفحة الحرب الأهلية المشتعلة في البلاد منذ سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991. إلى ذلك قال عمر عثمان دحتحور، عمدة العاصمة الصومالية مقديشو لـ«الشرق الأوسط» أن العاصمة تستعد لاستقبال أسطوري حافل بالشيخ شريف وأعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة فور انتهاء نصيبها في جيبوتي.

وقال دحتحور في اتصال هاتفي من العاصمة الكينية نيروبي التي زارها لتوقيع اتفاقية توأمة بين مدينتي نيروبي ومقديشيو، أن إدارة العاصمة تستعد للاحتفال بعودة الشيخ شريف إلى البلاد، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال سيشارك فيه كل سكان العاصمة الذين خرجوا مؤخرا في مظاهرات للتعبير عن ترحيبهم بانتخاب الشيخ شريف رئيسا للبلاد. وأجرى دحتحور محادثات مكثفة في نيروبي مع ممثلي المنظمات الدولية المعنية بالصومال في محاولة لإقناعها بتقديم الدعم المالي واللوجستي لإدارة العاصمة مقديشو وتمكينها من القيام بواجباتها تجاه سكان المدينة. لكن الشيخ حسن طاهر أويس زعيم المعارضة بالإضافة إلى حركة الشباب المناوئة للسلطة الانتقالية أعلنوا عدم اعترافهم بانتخاب شريف، فيما تتوقع مصادر صومالية حدوث معارك عنيفة بين الطرفين من جهة وقوات حفظ السلام الأفريقية والقوات الحكومية من جهة أخرى.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي يعود فيها الشيخ شريف إلى العاصمة رئيسا بعدما زارها مؤخرا عدة مرات بوصفه رئيس جناح جيبوتي المنشق على تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له. وقال مسؤول قوات حفظ السلام الأفريقية لـ«الشرق الأوسط» إن قواته ستتولى حماية الرئيس الصومالي وحكومته الجديدة فور عودتهم إلى العاصمة، مشيرا إلى أن هذه الحماية تندرج ضمن المهام المكلفة بها قواته.