وقف أنابيب التغذية عن امرأة دخلت في غيبوبة منذ 17 عاما.. يثير جدلا واسعا في إيطاليا

سياسيون ورجال دين يرفضون القتل الرحيم والإيطاليون منقسمون حوله

TT

توفيت السيدة التي أحدثت حالتها جدلا واسعا في إيطاليا، وفتحت بابا عريضا أمام مناقشات حول حق الوفاة الاختيارية والقتل الرحيم، في أحد المستشفيات الخاصة أول من أمس، لتنهي بذلك قضية قسّمت البلاد وألهبت النقاشات بين مؤيد ومعارض من القادة الإيطاليين والفاتيكان. وفي الوقت الذي كان أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي يعقدون جلسة طارئة لإصدار قرار يمنع وقف الأنابيب عن إليوانا إنجلارو، التي تبلغ من العمر 38 عاما، دخل وزير الصحة ماوريتزيو ساشكوني وأعلن نبأ وفاة إنجلارو. فكان الرد على اعلان الوزير أن صاح البعض: «قتلة!».

نقلت إنجلارو الأسبوع الماضي إلى مستشفى خاص في أوديني شمال إيطاليا، وهو المستشفى الوحيد الذي قبل برفع أنابيب التغذية عنها بعد أن رفضت المستشفيات العامة ذلك. وخلال الأسبوع الماضي، بدأ الأطباء في خفض كميات التغذية المخصصة لها. ومنذ نقلها إلى هناك، بدأ المحتجون يتجمعون خارج المستشفى للصلاة لها بالشفاء.

ونقلت صحيفة كورير ديلا سيرا الإيطالية عن الدكتور كارلو ألبرتو، أستاذ الأعصاب الذي أشرف على حالتها على مدار سنوات، أنها ماتت «بصورة مفاجئة وأسباب غير معلومة»، فيما تناقلت وسائل الإعلام أن الأطباء قالوا في صبيحة يوم الاثنين إن حالة إنجلارو كانت مستقرة، ومن المتوقع أن تطلب المحكمة إجراء تشريح للجثة لمعرفة سبب الوفاة. ودخلت إنجلارو في غيبوبة عندما كانت تبلغ من العمر 21 عاما، بعد حادث سيارة تعرضت له عام 1992. وكافح والدها كثيرا كي يتم نزع أنابيب التغذية عنها، قائلا إنها رغبة ابنته في عدم الاستمرار على قيد الحياة على التغذية الصناعية. وقد عارضت الكنيسة الكاثوليكية نزع أنابيب التغذية، بالقول بأن هذا الفعل يوازي القتل الرحيم الذي تجرمه إيطاليا. وقد جذبت المناقشات الحامية والانقسامات الشديدة حول القضية مقارنات مع قضية تيري شيافو في الولايات المتحدة، حيث سمح للسيدة شيافو بالموت في عام 2005 بعد صراع قانوني طويل من قبل زوجها لنزع أنبوب التغذية عنها.

وفي الوقت الذي كان يقوم فيه الأطباء بسحب أنبوب التغذية، قدم مجلس الوزراء الإيطالي قرارا يقضي بوقف نزع الأنبوب، لكن القرار كان مخالفا لقرار المحكمة العليا. وقد اعتمد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني القرار على الرغم من اعتبار جورجيو نابوليتانو له بأنه غير دستوري، ويدمر توازن القوى في إيطاليا. وقال نابوليتانو إنه لن يوقع على القرار. وبدلا من ذلك تحول القرار الطارئ إلى مسودة قانون ليناقش أمام مجلس الشيوخ عندما أعلن نبأ وفاة إنجلارو.

ولا يوجد في إيطاليا تشريع للفصل في قضايا إنهاء الحياة ولا تعترف أيضا بالوصايا المتعلقة بعلاجهم. وخلال الأسبوع الماضي، قام عدد من الإيطاليين باستخدام يوتيوب لإرسال وصاياهم المتعلقة بعلاجهم. ومن المتوقع أن يقوم أعضاء البرلمان بتقرير الاستمرار في مناقشة مسودة القانون التي تأتي في أربعة أسطر والتي تنص على «إقرار تشريع حاسم بشأن مثل تلك القضايا وإمكانية إزالة أنبوب التغذية من المرضى الذين لا يستطيعون تقرير ذلك بأنفسهم».

وقال منتقدو بيرلسكوني من الأحزاب اليمينية واليسارية، إنه قوّض الثقة في الأفرع التنفيذية والقضائية للحكومة. لكن بيرلسكوني رد على ذلك بالقول إنه استقبل نبأ وفاة إنجلارو بحزن بالغ، وإنه حزين لعدم قدرة الحكومة على التصرف لإنقاذها». وقال الكاردينال خافيير لوزانو باراجان، أرفع مسؤول صحي بالفاتيكان، إنه دعا بأن يُغفر لهؤلاء الذين أسهموا في بلوغها تلك النقطة». ووجد استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة كورير ديلا سيرا أن الإيطاليين كانوا منقسمين بصورة متساوية بشأن نزع أنبوب التغذية. ولم يعلق بيبينو إنجلارو والد إليوانا على وفاة ابنته وقال: «لقد بذلت كل ما في وسعي، لقد أوصلتها إلى هذه النقطة، وأنا أرغب في البقاء بمفردي».

* خدمة «نيويورك تايمز»