«عالم مصر» تفوز بجائزة الألعاب المسلية للأطفال في نورمبيرغ

«الكرة السحرية» ترث «مكعب روبيك» و«عجلات المرح» تنافس «السكيت» في المعرض الدولي الألماني

TT

يمكن للطفل في المعرض الدولي للألعاب، في نورمبيرغ بألمانيا، أن يفكك هرم فرنسيس قطعةً قطعة ليكتشف ما يكتنفه من أسرار وعلوم، ثم يعاود تركيبه ليبدأ بجولة أخرى داخل أروقة المعابد المصرية، أو العمل على حل ألغاز أبو الهول الشهيرة.. فلعبة «عالم ألعاب مصر» تجمع بين العلوم والتسلية والإثارة، واستحقت عن جدارة جائزة أفضل لعبة ترفيهية تعليمية من إدارة المعرض. وتتألف اللعبة من هرم وسفينة فرعونية وأبو الهول ومعبد ومقبرة، وكلها قابلة للتفكيك والكشف فيها عن أسرار الفراعنة وعلومهم. واللعبة من تصميم شركة «بلاي موبيل»، ومصنوعة من مواد صناعية لا تضر بالصحة وذات عمر طويل.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقفت منبهرة أمام لعبة باربي بلاستيكية، اسمها «أنجيلا باربي»، تشبهها في كل شيء، عدا إرادتها «الحديدية». ولا ينافس «ميركل باربي» في المعرض الدولي لألعاب الأطفال غير لعبة أخرى «للبابا بيندكت الرابع عشر» وهو يحيِّي الشباب. وكانت ميركل قد افتتحت معرض الألعاب الدولي في نورمبيرغ، الذي يعتبر الأكبر من نوعه، وعرضت فيه 2700 شركة من 60 دولة آخر منتجاتها المصممة للاعبين الصغار. وأحصت إدارة المعرض أكثر من مليون لعبة انتشرت في قاعات المعرض على مساحة 160 ألف متر مربع، واجتذبت أكثر من 80 ألف زائر، وأكثر من 2000 صحافي.

ورغم الألعاب الجديدة التي غصت بها قاعات المعرض، فقد اجتذبت «الكرة السحرية» آلاف الزوار الصغار والكبار الذين وجدوا فيها بديلا عن «المكعب السحري» الذي اشتهر باسم «مكعب روبيك». وتم طرح «الكرة السحرية» في وقت عاد فيه «مكعب روبيك» بقوة إلى السوق بعد ضجة «الروبيك مانيا» التي أطلقها في الثمانينات. وقال ايرنو روبيك، المعماري الهنغاري الذي اخترع المكعب، إنه سعيد بالنجاح الذي حققه المكعب الذي دخل موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.

و«الكرة السحرية» عبارة عن كرة من زجاج لا ينكسر، داخلها ثلاثة تجاويف تدور حول عدة مفاصل، وداخل كل تجويف كرة وثقبان. ويفترض في اللاعب أن يحرك كل كرة ويدورها على عدة محاور كي يدخل الكرات الملونة كل واحدة في جيب من نفس لونها، وهو جيب يشبه جيب طاولة البليارد، ولكن من زجاج.

وعلى صعيد ألعاب الحركة والرياضة، طرحت شركة «فاسينيشن نيتشر» لعبة جديدة للأطفال وتلاميذ المدارس يمكن أن تخطف الأضواء من «أحذية السكيت»، و«ألواح السكيت». واستعرض المهندس ماتياس هوغ، اختراعه الجديد الذي يسمى «عجلات المرح» قائلا «إن سر النجاح المقبل لعجلة المرح هو صغر حجمها، والقدرة على تفكيكها وتركيبها، بحيث تناسب كل قدم، فهي عجلات وليس حذاءً كاملا، وتتألف من عجلتين فقط في كل جهة، ويمكن أن تركب على الحذاء. ويمكن للتلميذ أن يضعها في حقيبة المدرسة، أو في جيبه، أو أن يحتفظ بها بخزنته في المدرسة. كما زود هوغ العجلات بضوء يعمل ببطارية، كي يحذر سائقي السيارات من مرور الأطفال الذي يستخدمون «عجلات المرح»». وتم ترشيح عجلات هوغ للفوز بلقب «لعبة السنة»، ولا تحتاج سوى إلى شجاعة وتمرين كي تنتشر في كل مدرسة وشارع.

وسيارة «جامارا» اليابانية هي أصغر سيارة من نوعها، تعمل بواسطة التحكم عن بعد، ولا يزيد طولها عن 5,6 سم. وتقول شركة «جامارا» إنها مخصصة للعب في الأماكن الضيقة والغرف وسباقات التنافس بين التلاميذ في المدرسة. واجتذبت لعبة «محطة البنزين» اهتمام الأطفال، لأنها تتيح لهم ملء خزان السيارة بالماء، بدلا من البنزين، ولا يتم ذلك إلا بعد استخدام بطاقة البنك، ومنح الرقم السري. ويمكن للطفل أيضا قياس ضغط العجلات في المحطة، وغسل السيارة باستخدام العملات المعدنية (السعر35 يورو).

وفي حين تقدم «باربي» راقصة باليه مرنة قادرة على تنفيذ كافة الحركات والقفزات التي يتطلبها رقص الباليه، والهدف منها تعليم الفتيات الصغيرات على البالية، تقدم شركة «كيكادو» لعبة من مغناطيس صغير وأعواد وكرات، تتيح للطفل تركيب مختلف الأشكال وموازنتها.

ومنحت إدارة المعرض جائزة أفضل لعبة، في مجال المرح للجميع، إلى لعبة كرة اسمها «كوزميك كاتش» من شركة «هاسبرو». وهي لعبة جماعية للاعبين اثنين، أو ستة لاعبين، وتتألف من كرة ملونة مزودة بشريحة إلكترونية قادرة على استشعار اللون، وتطلق صوتا أيضا. والكرة تختار بنفسها الذهاب إلى اللاعب الذي يلي في اللعبة. ويحمل كل لاعب شريطا ملونا في يده، وتنجذب الكرة إلى يده تلقائيا، وعليه الإمساك بها.

وتعلقت أنظار الفتيات الصغيرات باللعبة الشقراء «ليتل سنشاين» التي يبلغ طولها طول طفل عمره 4 أشهر. والعروسة الزرقاء العينين عبارة عن طفلة «شبه حقيقية» صنعتها شركة «زابف كرييشن» الألمانية، بحيث تتحدث وتغني وتتكلم. واللعبة تضحك من كل «قلبها» الإلكتروني حينما يدغدغها الطفل الذي يلعب بها، وحينما تعطش؛ تطلب زجاجة الماء، وتطلب النوم عندما تتعب من اللعب، وتقبّل أيضا. وتجيب اللعبة على بعض الأسئلة التقليدية، كما أنها قادرة على إلقاء جمل عديدة مؤلفة من 35 كلمة.

وفي مجال الابتكار والتصميم فازت لعبة «القلم الضوئي» بجائزة المعرض، بالنظر إلى دورها في تنمية مواهب الطفل الفنية. واللعبة عبارة عن قلم يرسم ويكتب بالضوء على لوحة من المواد الصناعية. ويمكن للطفل أن يختار الأشكال والألوان ويرسم ما يريد، ويطبعه بواسطة الكومبيوتر، ثم يمسحه ليواصل نشاطه الفني. والقلم الضوئي من إنتاج شركة «جاكوب» للألعاب من هونغ كونغ، وتختفي الصور من اللوحة تلقائيا بعد مرور وقت يشي بأن اللوحة لم تعجب الطفل.

ونال جهاز «ايماكوب نايتز فيشن» جائزة المعرض في مجال الاختراعات الإلكترونية والتقنية. وهو عبارة عن جهاز للرؤية في الظلام من شركة «شتادتباور» الألمانية، يتيح للطفل الرؤية في الظلام من بعد 15 مترا. كما يغطي الجهاز وجه الطفل كالقناع، ولا يسمح له بالرؤية الجانبية، ويصلح تماما للعبة «الغميضة»، أو «الاستغماية» في البيت والحديقة، ويقدح أذهان الأطفال لتطوير المزيد من الألعاب.

وتفوقت شركة «أوفرات» الكورية من خلال دراجتها الذكية «سمارت ويلز» التي نالت الجائزة الأولى في مجال الرياضة والألعاب. وهي دراجة متعددة الوظائف، تصلح ككرسي طعام للطفل، وكعربة للسحب لاحقا مع تطور عمره، ثم كدراجة بثلاث عجلات تلائم تطوره الجسدي والعقلي. والدراجة مزودة بمظلة وحوض لنقل الألعاب واحتياجات الطفل أيضا.

وبمناسبة الحديث عن الألعاب والصحة، أجرت وزارة العائلة البافارية دراسة حول المنتجات المعروضة في المعرض، تثبت أن 25 في المائة من الألعاب إما تعاني من خلل في صناعتها، أو من أنها ذات ضرر على صحة الأطفال. وقالت وزيرة العائلة كريستينا هادرتهاوزر «إن خبراء في الصحة فحصوا 1600 لعبة في المعرض؛ وتوصلوا إلى أن 402 منها تعاني من خلل، كما كانت هناك 50 لعبة تم تصنيعها من مواد خطرة على صحة الطفل. وهناك ألعاب أطفال تتعارض مع الشروط الصحية التي حددها الاتحاد الأوربي، وخصوصا من آسيا. وتم تشخيص مواد يمكن أن تذوب في لعاب الطفل وتسبب الأمراض، منها مواد بلاستيكية سامة، وبَرَاغٍ ذات حواف حادة يمكن أن تجرح الأطفال، وعيون ألعاب يمكن أن تنقلع بسهولة بفم الطفل وتسد مجارية التنفسية أو الهضمية.