فنان حوّل صورة صحافية لأوباما إلى ملصق شهير يريد الحماية من قانون الطباعة

تحولت إلى أشهر الملصقات خلال الحملة الانتخابية وتناقلتها الغاليرهات الفنية

الرسام شبرد فيري أمام ملصق أوباما (أ.ب)
TT

في إجراء استباقي، تقدم الرسام شيبارد فيري الذي يعمل في مجال ما يدعى فن الشوارع بدعوى قضائية ضد وكالة أسوشييتد برس، يطالب من خلالها قاضياً فيدرالياً بإعلان أنه يتمتع بالحماية ضد ادعاءات انتهاك حقوق النسخ والطباعة فيما يتعلق باستغلاله صورة صحافية للرئيس باراك أوباما كأساس في حملة ملصقات كبرى يقوم بها الآن. وقد تم رفع هذه الدعوى القضائية أمام محكمة فيدرالية في مانهاتن في أعقاب إصرار أسوشييتد برس على ملكيتها للصورة التي استخدمها فيري في ملصقاته التي وزعها بين الجماهير في العام الماضي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. يذكر أن الصورة التي يظهر فيها أوباما خلال وجوده في ناشونال برس كلوب (النادي الصحافي الوطني) في أبريل (نيسان) من عام 2006، قد التقطها المصور ماني غارسيا لصالح أسوشييتد برس. وطبقاً لأوراق الدعوى، فقد أجرى مسؤولو أسوشييتد برس اتصالاً بالاستوديو الذي يملكه فيري الشهر الماضي مطالبين إياه بدفع مال مقابل استغلال الصورة ونسبة من أي عائدات يجنيها من وراء الصورة.

ويشدد محامو فيري، ومن بينهم أنتوني تي. فالزون، المدير التنفيذي لفير يوس بروجيكت (مشروع الاستغلال المنصف) والمحاضر في مادة القانون بجامعة ستانفورد، على أن الدعوى التي رفعها فيري استغلت الصورة فقط كمرجع وحولتها إلى «صورة مذهلة خيالية ذات طبيعة مثالية خلقت معنى جديداً قوياً وبعثت برسالة مختلفة تماماً» عن الصورة التي التقطها غارسيا. وتطلب الدعوى من القاضي الإعلان عن أن عمل فيري يخضع لحماية الحالات الاستثنائية التي تمثل الاستغلال المنصف الوارد ذكرها في قانون حق النشر. جدير بالذكر أن هذه الحالات تسمح باستخدام مواد تخضع لحقوق النشر لأغراض مثل النقد أو التعليق. من ناحيتها، أعربت جولي إيه. أرنز، المديرة المساعدة في فير يوس بروجيكت وأحد أعضاء فريق المحامين الموكلين عن فيري، في بيان أصدرته يوم الاثنين عن اعتقادها بأن: «فيري لم يقترف أي خطأ. وكان ينبغي عليه عدم التساهل حيال هذه التهديدات المضللة من قبل أسوشييتد برس». في المقابل، قال بول كولفورد، المتحدث الرسمي باسم أسوشييتد برس، يوم الاثنين، إن الوكالة «شعرت بخيبة الأمل حيال الدعوى المفاجئة التي تقدم بها شيبارد فيري وشركته وفشل فيري في الاعتراف بحقوق المصورين في أعماله». وأضاف: «كانت أسوشييتد برس في خضم مناقشات للتوصل إلى تسوية مع المحامي الذي يمثل فيري في الأسبوع الماضي بهدف تسوية هذا الأمر ودياً وأوضحت الوكالة أن التسوية ستعود بالنفع على صندوق الإغاثة للطوارئ التابع للوكالة، وهو صندوق خيري يدعم الصحافيين التابعين للوكالة بمختلف أنحاء العالم الذين يتعرضون لخسارة شخصية جراء كوارث طبيعية أو صراعات». يذكر أن فيري، 38 عاماً، أصبح أحد أبرز الفنانين الذين يمارسون نمطاً من الفن يتبع نمط أشبه بحروب العصابات خرج من جعبة رسوم الجدران، لكنه توسع ليضم مجموعة متنوعة من التكنيكات والمواد، وينتهي الحال بإنتاج مواد عادة ما يجري عرضها بصورة غير قانونية على المباني. فيما يخص الصورة محل الخلاف، اتخذ فيري قراره بإنتاجها دون الاتصال بالقائمين على حملة أوباما، والذين رحبوا بالصورة لكنهم لم يستخدموها قط بسبب مخاوفهم حيال حقوق النشر. قبل الانتخابات، اشتهر فيري بوضعه ملصقات إعلانية مزورة، يجري لصقها على الجدران داخل المدن بشتى أرجاء البلاد، وتظهر بها صورة تجريدية للمصارع أندريه العملاق وبجانبها كلمة «أطع». يذكر أن فيري يعد محور اهتمام معرض فني افتتح الأسبوع الماضي داخل معهد الفن المعاصر في بوسطن، (وذلك في تطور لم يمثل مفاجأة كبيرة، حيث ألقي القبض عليه هناك يوم الجمعة بناءً على اتهامات بعرض أعماله على نحو غير قانوني بمناطق مختلفة من بوسطن، بينما تمسك هو ببراءته). وقد حصل ناشونال بورتريت غاليري (صالة الرسومات الوطنية) في واشنطن الشهر الماضي على عمل يقوم على الفن التلصيقي وضعه فيري اعتماداً على الملصق الذي يحمل صورة أوباما، ووضعه بين مجموعته الدائمة. يذكر أن ناشونال بورتريت غاليري يشكل جزءًا من سميثسونيان إنستيتيوشن. في أعقاب فوز أوباما الانتخابي، تزايدت التكهنات بشأن الصورة التي شكلت أساس الملصقات التي وضعها فيري. وخلال لقاء جرى معه، قال فيري إنها صورة وجدها على شبكة الإنترنت. وعمد العديد من المدونين، بينهم جيمس دانزيغر، صاحب صالة عرض رسومات فنية في مانهاتن، إلى اقتفاء أثر العديد من الصور حتى تمكن توم غراليش، المصور الحاصل على جائزة بوليتزر والذي يعمل لحساب إصدار فيلادلفيا إنكويرر، طبقاً لما ورد بالدعوى القضائية، من المساعدة في الوصول إلى صورة التقطها غارسيا والتي ظهر بها أوباما جالساً بجانب الممثل جورج كلوني في إحدى المناسبات عام 2006 داخل ناشونال برس كلب (النادي الصحافي الوطني) تعلقت بدارفور. وازداد تعقيد النزاع بإصرار غارسيا على أنه هو، وليس أسوشييتد برس، من يملك حقوق نشر الصورة، بناءً على تعاقده مع الوكالة آنذاك. وخلال لقاء أجري معه هاتفياً يوم الاثنين، قال غارسيا إنه ليس على ثقة مما أنه سيمضي قدماً في هذا الأمر الآن مع وصوله لساحة القضاء، لكنه قال إنه شعر بسعادة بالغة لدى اكتشافه أن صورته كانت المصدر الذي اعتمدت عليه صورة الملصق، وأنه لا يزال سعيداً بذلك. وقال غارسيا: «إنني لا أوافق على أن يأخذ الناس مواد من شبكة الانترنت لمجرد تمتعهم بالقدرة على ذلك. لكن هذه الحالة تمثل وضعاً فريداً للغاية حسبما أعتقد». وأضاف: «إذا ما نحيت جميع الاعتبارات القانونية جانباً، فإنني أشعر بالفخر إزاء هذه الصورة وأن فيري تعامل معها على نحو فني، وبالنتيجة التي حصل عليها».

* خدمة «نيويورك تايمز»