عاصفة رملية تربك الحركة الجوية وتخفض مستوى الرؤية إلى 100 متر

أسفرت عن حوادث طرق واستنفار في المستشفيات.. وسلاح حدود الشرقية ينقذ 7

تتسبب موجة الغبار في تهييج بعض الأمراض لا سيما الربو مما يستدعي اتقاء ذلك باستخدام واقيات منه (تصوير: عمران حيدر)
TT

اجتاحت عاصفة رملية أمس مساحات شاسعة من الأراضي السعودية امتدت من الشمال حتى وسط البلاد، مرورا بالمنطقة الشرقية ودولة الكويت، في حين توقع قسم التنبؤات بمحطة أرصاد مطار الملك فهد الدولي أن تستمر موجة الغبار الكثيفة حتى يوم غد الجمعة. وتوقعت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة هطول زخات من الأمطار على المنطقة الشرقية إضافة للمناطق الغربية والجنوبية.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لحماية الأرصاد والبيئة، حسين القحطاني إن الرياح ناتجة عن منخفض حركي قادم من البحر الأبيض المتوسط، والذي ساهم في حدوث الرياح السطحية النشطة والتي تأثرت فيها المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية، وكذلك المنطقة الشمالية. وذكر القحطاني، أن مستوى الرؤية الأفقية وصل في بعض المدن نحو 200 متر، وأن موجة الغبار هذه ستستمر إلى يوم غد الجمعة، ثم يبدأ بعدها الطقس بالتحسن في الأجواء تدريجيا.

وصدرت على الفور تحذيرات من وزارة الصحة لتلافي الأجواء الملبدة بالعوالق الترابية خاصة بالنسبة لمرضى الجهاز التنفسي والأطفال، كما حذر الدفاع المدني المواطنين من تعرضهم لحوادث مرورية نتيجة انعدام الرؤية الأفقية أو سقوط الأجسام المعلقة نتيجة الهواء.

وتوقعت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة أن يستمر الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة مع نشاط في الرياح السطحية على المناطق الشمالية وحتى الاجزاء الشمالية من مناطق وسط وشرق المملكة مثيرةً للأتربة والغبار ويستمر تأثير ذلك ليشمل بقية اجزاء مناطق وسط وشرق المملكة.

وأدت موجة الغبار المفاجئة التي تعرضت لها المنطقة الشرقية يوم أمس، إلى تأجيل 12 رحلة طيران بين قادمة ومغادرة لمطار الملك فهد الدولي بالدمام، فيما سجلت إدارة مرور المنطقة الشرقية 66 حادثاً حتى منتصف النهار في كل من الدمام والخبر والقطيف.

وكانت الموجة التي ضربت المنطقة قادمة الجهة الجنوبية لوسط وشرق السعودية، أدت إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر، مما شل حركة الطيران في مطار الملك فهد الدولي لبضع ساعات حيث أدت موجة الغبار بحسب ما ذكره المهندس خالد المزعل مدير المطار إلى إعاقة وصول الرحلات القادمة إلى المطار.

وأضاف أن موجة الغبار التي سجلت مستويات متدنية للرؤية الأفقية، أعاقت وصول 5 رحلات قادمة إلى المطار من المطارات الداخلية، بينما تم تأجيل إقلاع 7 رحلات بين محلية ودولية.

وأوضح المزعل، أن الحركة الطبيعية عادة إلى المطار مع منتصف النهار بعد تحسن مستوى الرؤية الأفقية. وأضاف أن تأثير موجة الغبار انحسر بشكل كبير ولم يعد يعيق وصول أو إقلاع الرحلات من المطار.

وقال المزعل، إن المطار استقبل أول من أمس 16 رحلة دولية كانت متجهة إلى مطاري الدوحة والبحرين الدولي، وذلك نتيجة تدنى مستوى الرؤية الأفقية في هذين المطارين، وأشار إلى أن بعض هذه الرحلات مكثت في مطار الملك فهد الدولي ما يقارب الخمس ساعات، حتى تحسنت الرؤية في مطاري الدوحة والبحرين اللذين كانت متجهة لهما.

من جهة أخرى، قال المهندس محمد القحطاني، رئيس قسم التنبؤات لمحطة أرصاد مطار الملك فهد، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن موجة الغبار الكثيفة ستستمر إلى يوم غد الجمعة، وإن هذه الرياح عبارة عن جبهة هوائية قادمة من شمال غربي السعودية، تمر من خلال حركتها على جميع أجزاء المنطقة، حاملة معها الغبار، بسرعة تصل نحو 32 عقدة.

وذكر القحطاني، أن هذه الجبهات الهوائية، تكرر خلال العام الواحد، غير أنها تكون أحيانا محملة بالأمطار أو بالأغبرة أو بسحب كثيفة، ويحدث أثناء ذلك تغير في أحوال الطقس، مشيرا إلى أن هذه الموجة لها علاقة بدخول فصل جديد من فصول السنة، إيذانا بدخول فصل الصيف.

من جانب آخر أوقعت موجة الغبار التي وصفت بالأشد التي شهدتها المنطقة الشرقية في السنوات الأخيرة، 66 حادثاً مرورياً في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف فقط، وقال العقيد علي السويلم مدير مرور المنطقة الشرقية، إن مدينة الخبر كانت الأعلى في تسجيل حوادث السير حيث سجلت 25 حادثاً بين الساعة السادسة صباحاً والواحدة ظهراً فيما سجلت مدينة الدمام في نفس الفترة 23 حادثاً، وسجلت مدينة الظهران 3 حوادث، وفي محافظة القطيف تم تسجيل 15 حادثاً خلال الفترة نفسها.

وبين السويلم أن هذه الحوادث اقتصرت على الخسائر المادية عدا إصابتين وصفت بالخفيفة وقعتا في كل من الدمام والخبر. وتوقع مساعد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، الدكتور عبد الكريم العبد الكريم، أن ترتفع نسبة مراجعي أقسام الطوارئ بسبب موجة الغبار داخل مستشفيات المنطقة بنحو 80 إلى 100 في المائة، مضيفا أن المستشفيات تشهد عادة في حال اشتداد سوء الأحوال الجوية ازدياداً في أعداد المراجعين، خصوصا المصابين بأمراض تنفسية.

وحذر العبد الكريم، المرضى الذين يعانون من الحساسية والربو وضيق التنفس من التعرض للرياح المغبرة، أو الخروج من المنازل دون كمامات وقائية، وأن ذلك سوف يؤثر على ضعهم الصحي بشكل أسوأ، مذكرا أنه يجب على المرضى تفادي الخروج من المنازل أو التعرض للرياح المغبرة أن أمكن ذلك. وقال العبد الكريم، إن الشؤون الصحية في المنطقة مستعدة لإعطاء جميع العلاجات المناسبة لجميع المرضى والمراجعين من العلاجات والمستهلكات اللازمة لاستخدام أجهزة التبخير وعلاج حالات الربو بما يتناسب مع كل حالة، كذلك استقبال الارتفاع الحاصل في أعداد المراجعين، وأنه سيتم دعم الأقسام التي تتعامل مع تلك الحالات بقوى عاملة فنية ومساندة من أقسام المستشفيات الأخرى، لتوفير أكبر قدر من الرعاية الطبية للمرضى والمراجعين. وقال المتحدث الرسمي بسلاح الحدود في المنطقة الشرقية، العقيد فيصل الغامدي، إن سلاح الحدود في المنطقة، عمم على جميع المراكز بأخذ الحيطة والحذر، ومتابعة سوء الأحوال الجوية، كما حذر جميع مرتادي الشواطئ والمتنزهين والصيادين، من الدخول في البحر إلا بعد الاستعلام عن حالات الطقس.

وذكر الغامدي، أن رجال حرس الحدود، أنقذوا أول من أمس، سبعة سعوديين، حينما كانوا على متن قارب للصيد، بعد أن تعطل بهم بسبب سوء الأحوال الجوية، وأن قيادة حرس الحدود، لم تمنع إلى حد الآن الملاحة البحرية، حيث لم تصل الأحوال الجوية إلى حد الممانعة، حسب المعايير والقوانين الموضوعة، بيد أنها تحذر من ارتياد الشواطئ خوفا من الأسوأ. من جانبها، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني بالسعودية، من موجة الرياح والغبار التي تهب هذه الأيام على بعض مناطق السعودية، التي تتعذر من خلالها الرؤية، والتي قد تسبب الكثير من الحوادث المرورية، مبينة أن الرياح قد تؤدي إلى سقوط بعض اللوحات الإعلانية، وكذلك أعمدة الكهرباء، والتي يتسبب في وفيات.

وأكدت في بيان وزعته أمس، أن على المواطنين توخي الحذر والحيطة عند اللوحات الإعلانية، وأعمدة الإنارة، وخصوصا خطوط الضغط العالي، والابتعاد عن الأماكن المسقوفة بالزنك، والحديد خشية من سقوطها.

وذكرت بأهمية متابعة النشرات الجوية قبل خروجهم لقضاء حوائجهم المعتادة سواء عبر الوسائل الإعلامية، أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على شبكة الإنترنت، أو موقع الدفاع المدني.