فنادق بيروت حققت أعلى نسب الإيرادات في 2008

بحسب أحدث دراسة لـ «ديلويت» عن منطقة الشرق الأوسط

حققت منطقة الشرق الأوسط أعلى معدلات إشغال ومتوسط أسعار غرف فندقية في العالم لعام 2008 (أ. ف. ب)
TT

اعتبرت «ديلويت» احدى مؤسسات «ديلويت توش دوهماتسو» المتخصصة في الاستشارات والتدقيق المحاسبي، أن بيروت حققت أكبر نسبة نمو في إيرادات الفنادق في الشرق الأوسط لعام 2008 بلغت 101.1 في المائة بمعدل 95 دولاراً للغرفة الواحدة. ورأت أن المدينة شهدت نمواً هائلاً العام المنصرم اثر انتعاشها بعد التوترات السياسية والأمنية خلال العامين 2006 و2007.

وأشارت ديلويت في دراسة حديثة لها إلى أن إيرادات الغرفة المتوافرة لفنادق الشرق الأوسط سجلت نموا للسنوات الخمس على التوالي. وقد تعزَّز هذا النمو بفضل أداء الفنادق القوي في مطلع عام 2008. إلا أنه بدأ بالتراجع في شهر سبتمبر ودخل في حالة العجز خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) حيث تراجع بنسبة 3.2 في المائة. وعلق روبرت أوهانلون، الشريك المسؤول عن السياحة والضيافة والترفيه في «ديلويت الشرق الأوسط»، على نتائج الدراسة بقوله: «إن الانكماش الاقتصادي العالمي أثّر سلباً على النشاط الفندقي في الشرق الأوسط ، لكن لا يزال من المبكر قياس الأثر الكامل للوضع الاقتصادي. فإن توقيت عيد الأضحى الذي يجد العديد من المغتربين خلاله فرصة للعودة إلى ديارهم، كما الانكماش العالمي السائد في تلك الفترة، يزيدان صعوبة استنتاج المنحى العام من هذه الأرقام وحدها.   وأضاف « أن الشرق الأوسط شهد استثمارات ضخمة في القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة ويحظى على الأرجح بمكانة أفضل للمحافظة على صحته إزاء التحديات الاقتصادية بالمقارنة مع أجزاء أخرى من العالم، وبفضل ما يتميز به القطاع في الشرق الأوسط قد يتعافى بوتيرة أسرع من مناطق أخرى حالما يتحسَّن الاقتصاد العالمي».  وعند إلقاء نظرة على البيانات الصادرة عن السنة كاملةً، نجد أن المنطقة حققت أعلى معدلات إشغال ومتوسط أسعار غرف في العالم. كما ارتفعت إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة في الشرق الأوسط بنسبة 18.3 في المائة إلى 148 دولاراً، متخطية بواقع 44 دولاراً المنطقة التي سجلت أفضل أداء بعدها، أي أوروبا. ويُعزى الجزء الأكبر من هذا النمو إلى متوسط أسعار حجوزات الغرف الذي ارتفع بنسبة 17 في المائة إلى 215 دولارا. وفي الوقت ذاته، ازداد معدل الإشغال بنسبة 1.2 في المائة إلى 68.8 في المائة، في حين أن المناطق الأخرى سجلت تراجعاً في نسب الإشغال، باستثناء جنوب أفريقيا (التي ارتفع المعدل فيها بنسبة 1.7 في المائة) وفي الإمارات العربية المتحدة، تواصل دبي وأبوظبي تسجيل أفضل النتائج في المنطقة لجهة أعلى معدلات إشغال، ومتوسط أسعار حجوزات الغرف، وإيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة في المنطقة حتى نهاية 2008. ورغم أن عائدات الغرفة المتوافرة في دبي نمت فقط بنسبة 0.8 في المائة في 2008، كانت الإمارة في طليعة قائمة متوسط أسعار الغرف وإيرادات الغرفة المتوافرة مسجلة 300 دولار و237 دولاراً، على التوالي. أما في أبوظبي، فقد ازداد نمو إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة بنسبة 46 في المائة في 2008 إلى 230 دولاراً. أما معدل الإشغال فزاد بنسبة 8.9 في المائة إلى 81.5 في المائة - وهو أحد أعلى المعدلات في الشرق الأوسط. أما أليكس كرياكيدس، الشريك المسؤول عالميا عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في «ديلويت» فقال: أظهرت الفنادق في كل أنحاء الشرق الأوسط أداءً جيداً في عام 2008، إلا أن المحافظة على هذا النمو خلال عام 2009 سيكون مهمة عسيرة. إن التحدي الأول الذي سيواجه أصحاب الفنادق في الشرق الأوسط سيكون الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا. ففي ظل دخول الاقتصاديات الأوروبية في حالة ركود ووسط تراجع قطاع العقارات، أصبحت ثقة المستهلكين – وهي المقياس الرئيسي لمعدلات السفر والرحلات – سلبية، علماً أن احتمالات تحسنها ضئيلة قبل نهاية عام 2009. فتجدر الملاحظة أن 45 في المائة من حجوزات الغرف الفندقية في الإمارات العربية المتحدة يجريها الزائرون الأوروبيون، و15 في المائة منهم من المملكة المتحدة فقط، لذا سيخلِّف هذا التراجع أثراً بالغاً على الحجوزات الفندقية في الإمارات.  وأضاف «التحدي الثاني للقطاع يكمن في أن التكلفة للمسافر البريطاني الى الإمارات العربية المتحدة ازدادت بنسبة 30 في المائة طوال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأميركي «علماً أن الدرهم الإماراتي مرتبط بالدولار»، فهبط بالتالي الجنيه الإسترليني من 7.5 دراهم إلى 5 دراهم، ما يجعل دبي أكثر غلاءً من منظور المسافر البريطاني. لذا أدى مزيج العناصر المذكورة، التي يُضاف إليها هبوط قطاع البناء وتوقف مشاريع كبيرة أخرى، إلى تراجع قطاعيْ الترفيه ورحلات الأعمال. ولا أتوقع أي تحسّن قبل عودة ثقة المستهلكين إلى سابق عهدها في البلدان التي تغذّي السياحة».

وأنهى قائلا« إن التطورات السياحية الأخيرة في المنطقة كانت مرهونة إلى حدٍ كبير بمشاريع عقارية سكنية. لذا ينبغي الآن أن تركِّز مشاريع التطوير الجديدة في الدرجة الأولى على المنتَج السياحي بحد ذاته، وعلى استمراريته وربحيته».