القذافي: تولي أوباما رئاسة أميركا قد يساعد على تعاون القارتين الأميركية والأفريقية

قال إنه يعتزم دعوة 5 دول في أميركا اللاتينية للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي

القذافي يتحدث خلال حفل نظم في طرابلس بمناسبة عودته من زيارة خارجية الليلة قبل الماضية (ا.ب)
TT

اعتبر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ان تولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة الشهر الماضي، قد يساعد على تعاون القارتين الأميركية والأفريقية. وأضاف، من ناحية أخرى، أنه سيدعو باعتباره رئيساً للاتحاد الأفريقي، خمس دول في أميركا اللاتينية، للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي.

وجاء هذا في معرض كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية في طرابلس أمام فعاليات شعبية احتفالا بعودته من زيارته الخارجية التي شملت إثيوبيا واريتريا. وقال القذافي في كلمته إنه قبل رئاسة الاتحاد الافريقي «لأساهم في حل مشاكل افريقيا المزعجة مثل قضية دارفور التي اريد ان ارجعها الى حجمها الحقيقي واساعد على حلها كما سأبذل جهدي لانهاء مشكلة الحدود بين اريتريا واثيوبيا». وأضاف «من خلال موقعي هذا، انبه العالم الى اسباب ما يحدث في الصومال من قرصنة ازعجت العالم والتي اعتبر انها جاءت دفاعا شرعيا وقانونيا من الصوماليين عن قوتهم الذي تنهبه الدول الاخرى بسفنها العملاقة في مياههم الإقليمية، مستغلة عدم وجود دولة قوية في البلاد».

وأعلن القذافي، من جهة أخرى، أنه سيحاول إقناع دول أميركا اللاتينية بالانضمام إلى الاتحاد الأفريقي تحت رئاسته، لافتا إلى أن هناك في أميركا اللاتينية عدداً من الدول التي تعتبر أفريقية، وليس هناك أحد مهتم بها. وقال القذافي في خطاب مرتجل ألقاه أمام فعاليات شعبية احتفالا بعودته من زيارته الخارجية التي شملت إثيوبيا واريتريا، إن هناك خمس دول هي غرينادا وهايتي وجامايكا وجمهورية الدومينيكان وباربادوس، تعتبر دولاً أفريقية، وممكن أن تنضم إلى الاتحاد الأفريقي وهو من حقها، وتكون حلقة وصل بينها وبين أميركا اللاتينية أو القارة الأميركية عموما. وأضاف: «هذا ملف سنفتحه فهو يفُتح لأول مرة وسأفتح هذا الملف، وأعرض على هذه الدول أن تنضم إلى الاتحاد الأفريقي، وتكون امتدادا لإفريقيا». وشدد على أن «الاندماج الأفريقي، أمر حتمي وسيفرض نفسه على الحدود الورقية التي صنعها الاستعمار، ولا يتوهم أحد بأن يظل عازلا نفسه داخل إفريقيا».

وجاء هذا في وقت لم تستبعد مصادر ليبية إمكانية عقد لقاء بين القذافي والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مشاركتهما في قمة مجموعة الثماني في يوليو (تموز) المقبل في جزيرة سردينيا الإيطالية. وسيحضر القذافي هذه القمة بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي، علما أنه في حال اجتماعه مع أوباما فإنها ستكون المرة الأولى من نوعها التي يلتقي فيها القذافي، مع رئيس أميركي. وقال مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»، إن من المؤكد أن القذافي سيشارك في أعمال قمة سردينيا، لكنه نفى علمه بوجود ترتيبات لعقد أول لقاء مباشر بين القذافي وأوباما خلال مؤتمر ايطاليا. وكان المسؤول الليبي يعلق على ما نقلته وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين إيطاليين بأن الرئيس الأميركي قد يلتقي القذافي خلال قمة مجموعة الثماني.

وأعلن القذافي، من ناحية أخرى، أن أحد الأسباب التي دفعته لقبول رئاسة الاتحاد الأفريقي هو رغبته في التعاون مع الرئيس الأميركي أوباما لحل مشاكل القارتين الأميركية والأفريقية. وقال القذافي في كلمته الليلة قبل الماضية في طرابلس: «نعتقد أن هناك قيادة جديدة في أميركا»، واعتبر أنه كان من «غير المتوقع» أن تنتخب أميركا رجلاً أسود من أصل أفريقي رئيساً». وعبر القذافي عن أمله في أن يكون هذا تغييراً في سياسة الولايات المتحدة. وقال: «إذا تغيرت أميركا مثلما قلت سيتغير العالم لأن أميركا عامل مؤثر جداً في العالم من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى من الناحية الثقافية الدعائية»، لافتا إلى إن هذا التغيير سيؤثر في العالم مثل الأزمة المالية التي هي أزمة أميركية في الأساس ولكنها أثرت في العالم كله. وتساءل قائلا: «عندما نقبل رئاسة الاتحاد الأفريقي في وقت يكون رجلا أسود رئيساً لاميركا، فإن بالإمكان أن نتفاهم معه، وأن تتعاون القارة الأميركية والقارة الأفريقية، ونساهم في تحسين أوضاع العالم ونحل أزماته المستعصية».

وكان القذافي قد انتقد الصيف الماضي تصريحات أوباما عندما كان مرشحاً لانتخابات الرئاسة الأميركية على خلفية تأكيد دعمه لإسرائيل. وقال القذافي حينها: إن «تصريحات أخينا الكيني الأميركي الجنسية اوباما» بشأن اعتباره القدس عاصمة أبدية لإسرائيل «تدل على انه إما يجهل السياسة الدولية ولم يطلع على منطق الصراع في الشرق الأوسط، أو أن هذه كذبة على اليهود في حملته الانتخابية». وأعرب القذافي عن خيبة أمله من مواقف أوباما، وحذر من أن تنتابه عقدة النقص لكونه أسود البشرة. وقال: «الخوف كل الخوف هو أن الأسود يشعر بالنقص، وهذا شيء خطير، لأنه إذا شعر بأنه أسود، وليس له الحق في أن يحكم أميركا، فهذه (هي) المصيبة الكبيرة، لأن هذا الشعور يجعله أبيض من البيض، ويبالغ في اضطهاد السود واحتقارهم بشكل أسوأ من البيض».

وحول شأن آخر، قالت مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر ان الاتحاد قدم لليبيا 20 مليون يورو أول من أمس لمساعدتها على مواجهة تزايد الهجرة غير الشرعية. وكانت الدوريات الحدودية واجهزة الرادارعلى السواحل قد جعلت من الصعب على المهاجرين غير الشرعيين ان يفروا من الفقر ويدخلوا الى اسبانيا قادمين من المغرب، في حين يحاول عشرات الآلاف الوصول الى اوروبا من مناطق اخرى في الشرق. ووفقا لوزارة الداخلية الايطالية فان عدد القادمين الى ايطاليا بالزوارق ارتفع بنسبة 75 في المائة في العام الماضي ليصل الى 36900 مهاجر. واتفقت ايطاليا مع ليبيا في الشهر الحالي على القيام بدوريات بحرية مشتركة وتحسين اجراءات الترحيل.

وقالت فيريرو فالدنر لصحافيين في طرابلس بعد اجتماع مع مسؤولين ليبيين أول من أمس "«إن اسراب المهاجرين التي تصل الى ليبيا والاتحاد الاوروبي تعتبر بطبيعة الحال مبعث للقلق المشترك». وأضافت:«في هذا الاطار قدمت الى الحكومة الليبية حزمة دعم وحزمة مالية مكونة من 20 مليون يورو لتعزيز السيطرة على الحدود». وأوضحت أنه سيتم تقديم المزيد من الأموال ابتداء من عام 2011.