عندما خلع الخميني العمامة في تركيا

مستشار كارتر: لم يكن بإمكاننا منع الثورة

إيرانيتان تسيران بجوار ملصق للخميني في طهران (أ.ف.ب)
TT

ساءت العلاقة بين آية الله الخميني وشاه إيران فكانت بداية طريق الخميني للمنافي منذ عام 1964 إلى عام 1979. توزع منفاه بين تركيا والعراق وفرنسا، وكان لكل من هذه المحطات تأثير مختلف على مسار الثورة الإيرانية والخميني. يقول هاني فحص الذي كان مرافقا للثورة الإيرانية منذ البداية بوصفه همزة وصل بين الثورة الإيرانية والثورة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: إن «الخميني عندما نفي إلى تركيا ذهب كواحد من كبار العلماء والمناضلين غير الانقلابيين.. أي معارض شديد ليس إلا.. وهنا عكف على تحرير الرسالة العملية (تحرير الوسيلة) بذهنية المرجع التقليدي من دون أن يحمل مشروعا ثوريا، وإن كان قد حملها رؤية سياسية معارضة» وكان الخميني مجبرا في تركيا على خلع عمامته وردائه الديني، بموجب القوانين التي وضعها كمال أتاتورك والتي تمنع لبس العباءة أو العمامة. وفي هذه الفترة أخذت للخميني صور دون عمامة أو عباءة، بل بالطو طويل وكوفيه حول الرقبة وبنطلون ورأس عارٍ. إلا أن المنفى العراقي كان تجربة مخالفة، ففي حوزة النجف أعطى الخميني 19 محاضرة في الفترة من 21 يناير (كانون الثاني) إلى 8 فبراير (شباط) عام 1970 حولها لاحقا إلى كتاب «حاكمية الإسلام: ولاية الفقيه». من ناحيته، يقول جاري سيك الذي عمل في مجلس الأمن القومي الأميركي تحت إدارة جيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغان، وكان متابعا لملف الثورة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» حول مستوي ودرجة معرفة الاستخبارات الأميركية بما كان يدور في إيران قبل الثورة: «مستوى معرفتنا الاستخباراتية بما كان يدور داخل حركة الخميني كان محدودا جدا.. نحن في إدارة كارتر لم نكن أيضا لدينا معلومات كافية. هذا صحيح تماما. لكن حتى إذا كانت لدينا كل المعلومات، فإنه ليس من المؤكد أننا كنا في وضع يمكننا من منع الثورة».