وزير إسرائيلي يهدد حماس بضربة عسكرية جديدة في حالة فشل المفاوضات

بعد سلسلة مشاورات عسكرية

TT

بعد سلسلة مشاورات أمنية وعسكرية وسياسية على عدة مستويات خلال يوم أمس والليلة الماضية، خرج وزير إسرائيلي بتهديدات علنية إلى حركة «حماس»، قال فيها «إن عدم التوصل القريب لتفاهمات جديدة حول التهدئة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، سيدهور الوضع إلى صدام عسكري جديد». وقال وزير الزراعة عن حزب العمل، شلوم سمحون، لدى خروجه من جلسة الحكومة العادية، أمس، إن إسرائيل تسعى الى التهدئة وفتح المعابر من أجل إطلاق سراح شليط. وهي مستعدة لدفع ثمن باهظ بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. وتحاول اليوم الوصول إلى ذلك بالطرق اللينة من خلال المفاوضات. وأضاف سمحون «لكن إذا لم تنفع الطرق اللينة فهناك طرق قاسية أثبتت إسرائيل أنها تستطيع سلوكها». وقال: «لن نتردد وقت الحاجة في تنفيذ حملة أخرى مثل «الرصاص المتدفق».

وكان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، قد بدأ مشاوراته في الليلة قبل الماضية، بمشاركة عدد من مستشاريه ثم دعا عددا من الوزراء المقربين. وفي صباح أمس اجتمع مع وزيري، الخارجية تسيبي ليفني والدفاع ايهود باراك، وتباحثوا في «كيفية الرد على مماطلات «حماس» في قضية التهدئة وإطلاق سراح شليط». وتكلم أولمرت في جلسة الحكومة، أمس، حول الموضوع. ودعا المجلس الوزاري الأمني المصغر، لجلسة بعد غد، «لاتخاذ الخطوات العملية في الرد على «حماس» وتغيير الواقع الأمني من جديد». ومما رشح عن هذه المشاورات أن أولمرت قال انه حاول إغلاق ملف التهدئة وجلعاد شليط بكل إخلاص من خلال قبول المبادرة المصرية، لكن «حماس» أضاعت الفرصة الأولى لذلك. «فحتى يوم الثلاثاء الماضي (يوم الانتخابات) كنت صاحب الحق المطلق في اتخاذ القرارات وقد تنازلت كثيرا في سبيل إنهاء الملف. لكن منذ الانتخابات أصبح في إسرائيل واقع سياسي جديد (يقصد فوز اليمين المتطرف بأكثرية المقاعد). وأنا اليوم مضطر لأن آخذ بالاعتبار هذا الواقع الجديد. ومع ذلك فهناك الآن نصف فرصة للتقدم في هذه الصفقة. فإذا قرروا إضاعتها هي أيضا فعليهم أن يتحملوا النتيجة ويتعاملوا مع الحكومة القادمة التي تؤمن بتصفية حماس تماما».

وتكلم رئيس (المخابرات العامة) «الشباك» يوفال ديسكين، فقال انه يصدق ما تقوله حركة «حماس» بأنها ليست هي التي تطلق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، لكنه لا يقبل الاستسلام لتفسيراتها. فمن المفترض أن تسيطر على الأوضاع في غزة، حيث إن هناك مجموعات مسلحة عديدة تحاول اليوم إطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات تفجير ضد القوات الإسرائيلية. وهذا يحتاج إلى علاج. وفي الوقت نفسه ما زالت «حماس» تهرب الصواريخ من سيناء المصرية. ورفض ديسكين إعطاء مزيد من التفاصيل حول كيفية معالجة الموضوع في جلسة الحكومة، خوفا من تسريب المعلومات للصحافة، وقال انه سيعطي رأيه في جلسة المجلس الوزاري. وهاجم وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، السلطات المصرية التي زعم أنها لا تكافح تهريب الأسلحة حتى الآن. وقال ان على إسرائيل أن لا تعتمد على مصر وأن تعيد السيطرة على الشريط الحدودي المعروف إسرائيليا بمحور فيلادلفي بين قطاع غزة وسيناء وتدمر بنفسها جميع الأنفاق وتمنع المزيد من التهريب. ولكن مسؤولا أمنيا كبيرا آخر رفض هذه التقييمات وقال ان مشكلة التهدئة تكمن في النقاش الداخلي الدائر في حركة «حماس» نفسها، ما بين داخل وخارج. وكما جاء في صحيفة «معاريف، فإن حماس تتعرض لضغوط ومغريات في آن من إيران حتى تفجر اتفاق التهدئة. وادعى أن حماس تعاني من طرفين، فمن جهة خسرت الحرب وتخشى من محاسبة الجمهور، لذلك تحاول الخروج بمكسب سياسي في اتفاق التهدئة، ومن جهة ثانية تتعرض لضغط إيران التي لا تريد لحماس أن توقع على تهدئة. فهي بحاجة إلى حماس مقاتلة، حتى تستفيد من خدماتها في حالة نشوب حرب معها أو مع حزب الله. ولا تريد لها أن توقع على اتفاق يخرجها من دائرة الحرب.