فنزويلا: استفتاء دستوري لمنح شافيز ولاية جديدة.. والمعارضة ترفع شعار «لا تعني لا»

دعا الناخبين للتصويت له لأن «الحب يقابل بالحب»

ناخبون فنزويليون ينتظرون في صف طويل أمام أحد المقار الانتخابية للتصويت على الاستفتاء الدستوري (أ ف ب)
TT

أدلى حوالى 17 مليون ناخب فنزويلي بأصواتهم في استفتاء على تعديل دستوري يسمح للرئيس هوغو شافيز الذي يحكم البلاد منذ عشرسنوات، بالترشح لولاية رئاسية جديدة في 2012.

وحقق شافيز الذي يقول انه بحاجة إلى عشرة أعوام أخرى على الأقل لاتمام ثورته تقدما بسيطا في نتائج استطلاعات الرأي إلا أن العديد من الفنزويليين كانوا لم يحسموا رأيهم بعد.

وكان شافيز الجندي السابق الذي كثيرا ما يتحدى نفوذ الولايات المتحدة خسر في استفتاء مشابه جرى في ديسمبر لإلغاء الحد الموضوع لفترات ولاية الرئيس وإذا خسر هذه المرة، فسيتحتم عليه ترك منصبه عام 2013 أو التوصل لطريقة أخرى لتغيير القواعد.

واستيقظ سكان كراكاس على أصوات الألعاب النارية وأبواق السيارات وموسيقى آلات النفخ العسكرية التي دوت من الشاحنات مع بدء الفنزوليين الاصطفاف أمام لجان الاقتراع قبيل الفجر، كما نقل تقرير لوكالة رويترز.

وبقيادة حركة طلابية رفعت حملة المعارضة شعار «لا تعني لا» في إشارة الى جهود شافيز الفاشلة عام 2007 لتعديل الدستور حتى يمكنه مد فترة حكمه في البلاد العضو بأوبك. وقال أنطونيو ليديزما رئيس بلدية كراكاس وزعيم المعارضة بعد أن أدلى بصوته في العاصمة «الناس يريدون السلام ولا يريدون المواجهة بعد الآن». وقال شافيز الواثق في الفوز هذه المرة: إن الفوز سيعزز تفويضه لإقامة دولة اشتراكية ومواجهة النفوذ الأميركي في أمريكا اللاتينة.

ولكن مع انخفاض سعر النفط أكثر من مئة دولار للبرميل عما كان عليه عندما سجل ارتفاعا كبيرا قبل سبعة أشهر لا يجد شافيز دخلا كافيا للإنفاق على برامجه المتعلقة بالعيادات الطبية والمدارس ومنافذ توزيع الطعام على الفقراء الذين ساندوه دائما.

وانضم حلفاء شافيز في الاكوادور وبوليفيا للرئيس الفنزويلي في تعديل الدستور لتمديد فترات حكمهم وزيادة سيطرة البلاد على الاقتصاد تحت شعار توزيع الثروات على الأغلبية المهملة من الفقراء. ويحذر شافيز أنصاره من الفقراء من أنهم قد يفقدون برامج الرعاية الاجتماعية إذا لم يتمكن من ترشيح نفسه للرئاسة ثانية. ويتهم أيضا المعارضة بالانضمام لمؤامرة انقلاب موجهة من الولايات المتحدة ويعتزمون الحديث عن تزوير النتيجة إذا فاز في الاستفتاء.

ومع إجراء الاستفتاء في مطلع الأسبوع الذي يحتفل فيه العالم بعيد الحب خاطب شافيز في حملته الانتخابية مشاعر الناخبين فقالت لافتاته الدعائية: إن السبب الأول الذي يدفع الناخبين بالتصويت «بنعم» هو أن «شافيز يحبنا والحب يقابل بالحب» مضيفة أن السبب الثاني هو أن «شافيز لا يمكنه الحاق الضرر بنا».

أما زعماء المعارضة فيقولون إن شافيز يريد أن يصبح دكتاتورا شيوعيا في دولة بها أحد أقدم الديمقراطيات في أمريكا اللاتينية. وتشكو المعارضة من أن شافيز استخدم موارد البلاد لتمويل حملته الانتخابية بظهوره المتكرر في التلفزيون والذي تجد كل القنوات نفسها ملزمة لاذاعته.

وأكد شافيز انه «واثق من نتيجة» الاستفتاء. وقال «شاركت في الحملة ونزلت الى الشارع. ثقتي بالنصر اكبر مما كانت عليه في الاول من ديسمبر 2007» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضاف الرئيس الفنزويلي أن «الحكومة ستتعزز» إذا اقر التعديل، لتواصل ثورتها البوليفارية. وقالت فانيسا ديفيس المكلفة الدعاية والعضو في قيادة الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا: «إن الرهان يتعلق بكل انجازاتنا منذ عشر سنوات في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي».

ويتعلق الاستفتاء الذي يأتي بعد الانتخابات المحلية والبلدية التي جرت في 23 نوفمبر، بتعديل يسمح للرئيس وحكام المقاطعات والنواب ورؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية بأن ينتخبوا لعدد غير محدد من الولايات. وتبلغ مدة الولاية الرئاسية حاليا ست سنوات يمكن تجديدها لمرة واحدة.

وقالت مراكز استطلاعات الرأي: إن نتائج الاستفتاء ليست محسومة. وصرح لويس فيسينتي ليون من معهد داتاناليزيس ان عدد المترددين كبير جدا ونتيجة الاقتراع مرتبطة بقدرة كل معسكر على حشد مؤيديه.

وقرر كل من المعسكرين نشر مئات من المتطوعين لتشجيع الناخبين على التصويت. وكعادته هيمن رئيس الدولة الذي ما زال يتمتع بتأييد أكثر من خمسين بالمائة من الناخبين، على الحملة التي استمرت شهرا قبل الاقتراع وتركزت على حصيلة عمله.

ورفعت في العاصمة لافتات كتب عليه «شافيز نعم» بينما وزعت المعارضة لافتات كتب على بعضها «لا لإعادة انتخاب لولايات غير محددة» بينما تدين اخرى «الفساد» و«التضخم».

وتحدثت المعارضة ايضا عن غياب الأمن المتزايد في البلاد، حيث يُسجل ارتفاع في عدد جرائم القتل (49 لكل مائة ألف نسمة حسب أرقام مركز مراقبة العنف في فنزويلا، إي اكبر بعشر مرات مما هي عليه في الولايات المتحدة). وهو خامس استفتاء يجريه شافيز منذ توليه السلطة. ويأتي الاستفتاء في أجواء اقتصادية سيئة تهيمن عليها الأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار النفط الذي تؤمن عائداته 70% من ميزانية فنزويلا، تاسع بلد منتج للنفط في العالم. تجاوزت نسبة التضخم 30% في 2008 بينما بدأ النمو يشهد تباطؤا وانخفض من 8,4% في 2007 الى 4,9% في 2008.