مجموعة «آسيان» ترسخ الدمج الإقليمي لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية

تعهدت بتعزيز التكامل والتصدي للنزعة الحمائية

رؤساء دول قمة اسيان يقفون خلف وزراء خارجيتهم خلال توقيع البيان النهائي للقمة في منتجع تشام آم في تايلاند (رويترز)
TT

اتفق قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس الأحد على التعاون فيما بينهم للتصدي للنزعة الحمائية وتسريع التكامل الإقليمي لمواجهة الأزمة المالية العالمية. وحددوا ايضا هدفا طموحا هو إنشاء مجموعة شبيهة بالاتحاد الاوروبي بحلول عام 2015.

وكرست القمة الـ14 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تم تغيير موعدها ومكانها مرات عدة في الأشهر الماضية بسبب التوتر السياسي في تايلاند، اجتماعاتها لانعكاسات الأزمة العالمية على اقتصاد دول المنطقة على حساب قضايا أخرى خصوصا حقوق الإنسان.

وتواجه تايلاند التي تتولى حاليا رئاسة آسيان، شبح الانكماش وارتفاع نسبة البطالة. واستغلت تايلاند القمة التي تعقد في منتجع هوا هين لاثبات ان الاستقرار السياسي عاد ليعم المملكة بعد اشهر من التظاهرات وأنها استعادت موقعها الإقليمي المهم، بحسب محللين.

وآسيان التي أنشئت في 1967 تضم تايلاند وماليزيا وسنغافورة واندونيسيا والفلبين وسلطنة بروناي وفيتنام ولاوس وبورما وكمبوديا.

وقال رئيس وزراء تايلاند أبهيسيت فيجاجيفا الذي ترأس القمة الرابعة عشر لآسيان التي عقدت على مدار اليومين الماضيين في جزيرة تشام آم (130 كلم جنوب غرب بانكوك):«دول اسيان ملتزمة تماما بتحرير التجارة وسنفعل كل ما نستطيع لنتأكد من عدم لجوء أي دولة إلى اتخاذ إجراءات حمائية لتتمكن من الخروج من الأزمة».

وأضاف أبهيسيت «كما سنبلغ كل منا الآخر بأي إجراءات حمائية قد نواجهها حتى ننسق العمل في وجه تلك الإجراءات وسنبلغ هذه الرسالة إلى العالم بأسره بما في ذلك مجموعة العشرين».

واوضحت وكالة الانباء الالمانية انه من المقرر أن يشارك أبهيسيت بوصفه رئيسا لقمة آسيان للعام الحالي بحضور قمة مجموعة العشرين في أبريل (نيسان) في لندن على الرغم من أن تايلاند ليست عضوا في المجموعة. كما من المقرر أن تشارك إندونيسيا العضو في آسيان ومجموعة العشرين في قمة لندن.

ويذكر أن مجموعة آسيان بدأت كأداة لضمان حماية الديمقراطية والرأسمالية في المنطقة خلال الحرب الباردة وما لبثت أن تحولت إلى تكتل اقتصادي وضع لنفسه هدفا هو تحقيق التكامل الاقتصادي والشعبي الكامل بحلول عام 2015.

وعلى الرغم من أن القمة الرابعة عشرة لم تسفر عن إجراءات محددة لوضع موعد نهائي لتخفيض التعريفات بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين دول آسيان (أفتا) إلا أنه كان هناك إجماع عام على تجنب الإجراءات الحمائية وتعزيز التكامل.

ويعد توقيع اتفاق تجارة حرة بين المجموعة وأستراليا ونيوزيلندا الجمعة الماضية أهم ما خرجت به القمة حيث يعد أكبر اتفاق من نوعه في المنطقة. وأكد أبهيسيت «نبحث عن الإجراءات لتسريع العملية».

وقال قادة آسيان في تشام آم أن المجموعة التي أسست علاقتها مع أستراليا والصين والهند واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية في قمة شرق آسيا سوف تسعى إلى توسيع علاقاتها مع دول أو مجموعات أخرى في آسيا.

وقمة شرق آسيا التي تضم الآسيان وشركاءها الست الرئيسيين ستجتمع في الفترة من 10 الى 12 إبريل (نيسان) في تايلاند. وعلى خلفية الازمة الاقتصادية يدعو الاعلان الختامي لقمة هوا هين الى انشاء صندوق عاجل بقيمة 120 مليار دولار قبل القمة المقبلة، كان وزراء المال في المنطقة قد وافقوا على تأسيسه الأسبوع الماضي لمواجهة عواقب الازمة المالية العالمية.

وسيكون الصندوق «المتعدد الاطراف» بالعملات الاجنبية، اداة اقراض عاجلة لاعضاء اسيان وستضخ فيه الصين واليابان وكوريا الجنوبية الاموال خصوصا.

إلا ان محللين يشككون في قدرة دول جنوب شرق آسيا على مواجهة الازمة «جماعيا».

وقال ديفيد كوهن الخبير في اقتصاد المنطقة ومقره سنغافورة «يحاولون مواجهة الوضع لكن المشاكل في المرحلة الراهنة كبيرة جدا». وفي اعلان مشترك دعا قادة الدول «الى تحرك اكثر تنسيقا مع الدول المتطورة والنامية على حد سواء لاقامة استقرار مالي والتحقق من استمرار عمل الاسواق المالية لدعم النمو».

كما دعوا الى «اصلاح عاجل وجريء للنظام المالي الدولي»، مشددين على ضرورة ان يكون للدول النامية ثقل اكبر في المستقبل. كما وقع قادة اسيان كذلك اعلانا يضع خارطة طريق لانشاء مجموعة شبيهة بالاتحاد الاوروبي بحلول عام 2015 بعد دخول ميثاق الرابطة حيز التنفيذ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.