غياب عربي ملحوظ ضمن قائمة أثرياء العالم.. الخُضر

تصدرها الأميركي بافيت.. وشملت 100 شخصية مجموع ثرواتهم 382 مليار دولار

وارن بافيت (يسار) وبيل غيتس (أ.ف.ب)
TT

حافظ، أغنى رجل في العالم، الملياردير الأميركي وارن بافيت على المرتبة الأولى ضمن قائمة أخرى لأثرياء العالم، تعتبر الأولى من نوعها، وتخص «الأثرياء الخُضر»، الذين يستثمرون في القطاعات الخضراء مثل الطاقة البديلة والنظيفة، التي تشمل السيارات الكهربائية، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأظهرت القائمة التي أعدتها صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، ونشرتها أمس، تزايد حماس واهتمام الكثير من أثرياء العالم القطاعات الخضراء، وتوجه عدد كبير منهم إلى الاستثمار فيها برغم الأزمة المالية والتباطؤ الاقتصادي العالمي.

وكشفت القائمة التي شملت 100 شخصية أو عائلة ثرية في كل أنحاء العالم، الذين تبلغ ثرواتهم 200 مليون دولار أو أكثر، قاموا باستثمارات جدية في التكنولوجيا الخضراء أو بالتزامات مالية لقضايا البيئة. وذكر معد القائمة د. بريسفورد أن أثرياء العالم الخضر المائة يصل مجموع ثرواتهم نحو 267 مليار جنيه استرليني (382 مليار دولار). والملاحظ أن قائمة المائة ثري أخضر، لم تشمل عربيا واحدا، على خلاف قائمة فوربيس لأثرياء العالم، التي ظلت في السنوات الأخيرة تضم عددا من الأسماء العربية مثل الأمير الوليد بن طلال ورجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي.

وسيطر على القائمة الأثرياء الأميركيون، حيث ضمت القائمة 35 أميركيا، يتصدرهم المستثمر وارن بافيت، الذي تبلغ ثروته الشخصية 37 مليار دولار ، وجاء في المرتبة الثانية، مؤسس شركة ميكروسوفت، بيل غيتس، الذي تبلغ ثروته الشخصية 36 مليار دولار.

وأظهرت القائمة أن المليارديرين، اللذين ظلا في السنوات الأخيرة يتداولان على المرتبة الأولى في قائمة فوربيس لأثرياء العالم، أنفقا أموالا معتبرة من ثروتهما في القطاعات الخضراء. ففيما استثمر بافيت في قطاعات مثل طاقة الرياح والسيارات الكهربائية، وضخ 230 مليون دولار في شركة « بي آي دي» للبطاريات الصديقة للبيئة والتي يوجد مقرها بهونغ كونغ، دعم غيتس استثمارات وأبحاث الوقود الصديق للبيئة، مثل ذلك المستخرج من الطحالب.

ومن بين الخمسة والثلاثين أميركيا، الذين ضمتهم القائمة، عدد كبير من «وادي سليكون» الشهير، والذين بنوا ثرواتهم في قطاع تكنولوجيا المعلومات والانترنت، ومن بينهم مؤسسا «غوغل» لاري بايج وسارج برين، اللذان احتلا المرتبة العاشرة، وتبلغ ثروة كل منهما 7.5 مليار جنيه استرليني ( نحو 11 مليار دولار). وقد ذكرت «الصانداي تايمز» أن مؤسسي «غوغل» توجها إلى الاستثمار في القطاعات الخضراء بنفس العزم والاهتمام اللذين أبدياه مع مغامرتهما الانترنتية.

ويبدو أن توجه الأثرياء الأميركيين خاصة إلى الاستثمار في قطاعات تكنولوجيا الطاقة النظيفة جاء في وقته، خاصة مع توجه الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما المعلن إلى التركيز على القطاعات نفسها، والتي حازت على حصة معتبرة ضمن خطته للتحفيز الاقتصادي المعلن أخيرا. ويعتبر موضوع التقليل من اعتماد أميركا على مصادر الطاقة الأجنبية من الأعمدة الرئيسية لخطط أوباما، التي أكد عليها أوباما بعد انتخابه، وكانت من النقاط البارزة في برنامجه الانتخابي.

وإلى جانب الحضور الأميركي الكبير، شهدت قائمة الأثرياء الخُضر المائة، حضورا صينيا لافتا، حيث شملت القائمة 17 صينيا. وقد أشارت «الصانداي تايمز» إلى انه فيما يستهدف الأثرياء الأميركيون قطاعات خضراء متقدمة بعينها، فإن الأثرياء الصينيين مهتمون بالاستثمار في قطاعات التكنولوجيا الخضراء الضخمة التي يأملون أن تعود عليهم بفوائد سريعة. وقد لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض هؤلاء الأثرياء الصينيين، تأثروا كثيرا بالتباطؤ الاقتصادي العالمي، وسجلت أسهم شركاتهم تراجعات كبيرة، وبالتالي فإن كثيرا منهم الذين كانوا ضمن المراتب الخمسين الأولى، احتلوا مراتب متأخرة ضمن القائمة المئوية.

وضمت القائمة أيضا عشرة أثرياء بريطانيين، وسبعة ألمانا. كما شملت القائمة أسماء عالمية بارزة مثل السويدي انغفار كومبراد، مؤسس شركة «إيكيا» الشهيرة، والذي احتل المرتبة الثالثة بثروة شخصية تصل إلى 22 مليار جنيه استرليني ( 31 مليار دولار) ، والملياردير الهندي موكيش أمباني، الذي احتل المرتبة الخامسة بثروة شخصية تصل إلى 15 مليار استرليني (21 مليار دولار).