وزيرة خارجية اليونان لـ«الشرق الأوسط»: حل مشاكل الشرق الأوسط يكمن في إقامة دولتين

قالت قبل توجهها لشرم الشيخ إن المبادرة العربية يجب أن تبقى في مركز الإنتباه

احد لاجئي غزة الجدد يخرج فراشه من خيمته بعد ان تدفقت اليه مياه الامطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة امس (رويترز)
TT

دعت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني قبيل توجهها أمس لحضور مؤتمر شرم الشيخ للمانحين لإعادة إعمار قطاع غزة، العالم العربي إلى نبذ الخلافات والتحدث بصوت واحد لكسب قوة الترابط لأن في الاتحاد قوة. وقالت في حديث لـ «الشرق الأوسط»، «بذلك سيتم بسرعة حل مشكلة الشرق الأوسط وستنعم شعوب المنطقة كلها بالأمن والاستقرار».

وحثت باكوياني على الوقف الفوري على ما اسمته بالاعتداءات، وذلك لتأمين الحقوق الإنسانية وللحفاظ على روح مفاوضات السلام، موضحة أن «كل روح بشرية لها ثمنها وتقديرها، ولا يجب أن نعيش مرة ثانية مشاهد الرعب والمأساة التي شاهدناها في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين وهزت مشاعر المجتمع الدولي»، مشيرة إلى صعوبة الطريق، لكن في نفس الوقت من المفروض على الجميع الاستمرار في بذل الجهود لتحقيق السلام في المنطقة.

وذكرت باكوياني أن أولويات السياسة اليونانية، هي دعم الأمن والاستقرار والمساهمة في لعب دور فعال في محادثات السلام في الشرق الأوسط بهدف التوصل إلى حل الدولتين إسرائيل وفلسطين، اللتين ستتمتعان بالأمن والسلام وهذا الحل تبنته المجموعة الدولية وبالطبع الاتحاد الأوروبي، وأن مشاكل الشرق الأوسط جميعها لا تحل إلا بإقامة الدولتين.

وحذرت وزيرة الخارجية اليونانية من أن الوضع في قطاع غزة ما زال حساسا جدا، وأن ما يترتب عليه أيضا من الآن وصاعدا سيكون مهما للغاية، «فالوضع يحتاج إلى حذر وانتباه شديدين حتى يتم التأكد من وقف إطلاق النار وخلق أرضية مناسبة للدخول في مفاوضات جديدة والتخلص من الخلافات بين الجهات المعنية».

وأضافت باكوياني أن بلادها تدعم محاولات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لتحقيق الوفاق الوطني، كما أنها تؤيد وتساند أيضا الحاجة الملحة والفورية لفتح المعابر المؤدية إلى غزة واستخدام هيئات المراقبة لتوصيل المساعدات الإنسانية، وعلى جميع الدول المعنية المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ وإعطاء اهتمام للقضية وتحريك المجتمع الدولي للمشاركة في الإعمار.

وأشادت باكوياني بالمبادرة العربية للسلام، وقالت: «إن وجهة نظر اليونان أنها يجب أن تبقى المبادرة العربية في مركز الانتباه، وفي أولويات المحاولات الرامية لحل مشكلة الشرق الأوسط، فهي مبادرة إيجابية توصي بصيغة ضرورية لجملة القضية في المنطقة واليونان تؤيد هذه المبادرة». وذكرت أن الواقع دائما يفرض«في الاتحاد قوة» ومن هذا المنطلق فلا بد أن يكون من أولوية العالم العربي التحدث بصوت واحد لتحقيق قوة الترابط والاتحاد. وأضافت، أنه معروف للجميع أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني سبب لمشاكل عديدة في منطقة الشرق الأوسط، ولكي يحل هذا الصراع بطريقة فعالة ودائمة وتعود فائدته على كل مواطني المنطقة، يتطلب وقفة جماعية، مقابل تنازلات متبادلة تدعم السلام في المنطقة، واكدت أن اليونان مع شركائها الأوروبيين سيشددون التأكيد على استمرار التهدئة حتى تتاح فرصة العودة إلى طاولة المفاوضات.

وأشادت باكوياني، بالدور الذي تلعبه مصر في الأشهر الأخيرة، سواء بين إسرائيل وفلسطين أو بين الفلسطينيين أنفسهم، وذكرت أن المبادرة المصرية للتهدئة ودعم السلام في المنطقة ما هي إلا عينة من دورها الإيجابي والرئيسي لاستقرار السلام في المنطقة ككل، وأن مصر أكدت للعالم مجددا دورها القيادي ورؤيتها الصائبة للأمور.

وبوصفها حاليا رئيسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ذكرت باكوياني أنها تتابع عن قرب مع شركائها في المتوسط، التطورات في الشرق الأوسط، وأنها تعتبر أن اللجنة الرباعية ترعي بدور أساسي محادثات التوصل إلى سلام، كما أنها منوطة بمتابعة اللقاءات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبذل كل الجهود لإقناع الأطراف المعنية لتثبيت التهدئة.