مبعوث الجامعة إلى مقديشو: الشارع الصومالي لا يحكمه أحد منذ 18 عاماً

يمارس عمله رغم المخاطر الأمنية والتهديدات المتلاحقة

رئيس وزراء الصومال علي شارمارك أثناء زيارته إلى ميناء مقديشو أمس (رويترز)
TT

لا يبدو السفير عبد الله الشويمى مبعوث الجامعة العربية في الصومال قلقاً على أمنه الشخصي في العاصمة الصومالية مقديشو التي تشهد بشكل شبه يومي تصاعداً لأعمال العنف بين مختلف الجماعات المسلحة والحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من المخاطر التي تكتنف طبيعة عمله والتهديدات التي يمكن أن يكون عرضة لها، فإن الرجل، الذي اكتسب خبرة طويلة في الملف الصومالي بحكم عمله منذ سنوات كسفير لمصر في دولة جيبوتي المجاورة للصومال في منطقة القرن الأفريقي، ما زال حريصاً على ممارسة مهام عمله دون أن ينتابه أدنى خوف على حياته الشخصية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» «أنا هنا في مهمة قومية وعربية نيابة عن الدول الأعضاء في الجامعة العربية، لذلك فأمنى الشخصي لا يمنعني من العمل بحرية، رغم إدراكي للمحاذير». وأضاف الشويمى لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقر عمله في العاصمة الصومالية مقديشو «أنا دوري أن ألتقي بالناس من جميع الأطياف وأدعو للحوار وأطلب منهم وقف القتال والاتجاه للحوار، والأمور مهما كانت تُحَل بالحوار والجلوس إلى طاولة التفاوض» وهو يرى أن القتال الدائر منذ سنوات في الصومال حرام شرعاً، لافتاً إلى أنه يتم قتل الناس ومعظمهم من المدنيين العزل بلا ذنب أو جريرة.

وأضاف «شرعاً يجب توقف القتال ثم يبدأ الحوار» ومع ذلك يعتقد الشويمى أن المناخ ليس مهيأ لإرسال قوات حفظ سلام عربية إلى الدولة التي تعانى منذ سقوط نظام رئيسها المخلوع محمد سياد برى عام 1991 من حرب أهلية طاحنة وفوضى أمنية وسياسية عارمة. وأضاف «إرسال قوات عربية إلى هنا سيكون مقبولا إذا كان ضمن قرار من الأمم المتحدة، أما أن ترسل الدول العربية قواتها هكذا.. فأعتقد من الناحية الفنية سيكون غير صحيح». وسيبحث مجلس الأمن الدولي في مطلع شهر يونيو (حزيران) المقبل تقريراً سيقدمه بان كى مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة يشرح فيه هل ستكون القوات الدولية في حال وصولها وبدء عملها في الصومال في أمان أم لا. ووفقاً لما يراه الشويمى فإن مثل هذا الإجراء قد يحتاج إلى فترة طويلة قبل أن يرى النور، خاصة مع ضعف الإمكانات العسكرية المتاحة للسلطة الانتقالية التي يترأسها الشيخ شريف شيخ أحمد. لكن هل وجود مبعوث عربي في الصومال قد يشجع الدول الأعضاء في الجامعة العربية على إعادة إرسال دبلوماسييها وسفرائها مجدداً إلى هناك، في ظل حقيقة أن دولا محدودة مثل ليبيا واليمن والسودان هي التي تجازف منذ فترة بإرسال مبعوثين لمتابعة تطورات الأزمة الصومالية على الأرض. يقول الشويمى «المسألة حساسة والأمر يرجع إلى مدى انشغال الخاطر أو البال بأي خطر. من الناحية الأمنية، الوضع غير آمن وخطر لكن من حسن الحظ وفضل الله باتصالي مع جميع الأطياف أقول لهم جميعاً أنا لا أقف ضد طرف على حساب الطرف الآخر».

وأضاف «الشارع الآن في مقديشو لا يحكمه أحد منذ 18 عاماً وقوات الاتحاد الأفريقي دخلت لتساعد على حفظ الأمن العام وهى ليست معادية وليست لديها مصالح ولا تاريخ عداء في الصومال أو أطماع هناك».