مسؤول في معتقل بوكا الأميركي: نعزل المتشددين كلا وفق مذهبه.. تفاديا للمشاكل

قال لـ«الشرق الأوسط»: المناقشات الدينية من أبرز برامجنا

سجناء أثناء جلسة نقاش ديني في سجن «بوكا» ( «الشرق الأوسط»)
TT

فيما تستعد الولايات المتحدة لتفريغ معتقل بوكا جنوب البصرة من نزلائه، كشف مسؤولون فيه لـ«الشرق الأوسط» عن كيفية تعاملهم مع المتشددين منهم على ضوء تقييم يجريه خبراء متخصصون في هذا المجال.  وقال اللفتنانت كولونيل فرين «نجاحنا في إدارة معتقل بوكا وبهذا العدد الكبير من المعتقلين وبينهم من هو الأخطر على قواتنا وعلى المجتمع العراقي ككل، لم يتم إلا بعد تنظيم عملنا بشكل دقيق، واعتمدنا خطة غاية في التنظيم حتى وصلنا لهذا النجاح، وبداية الخطة هو تمييز المعتقلين، من هو الخطر والأشد خطورة والمتطرفون والأقل.. والغريب بروز سجناء متشددين حاولوا منع الآخرين من رؤية التلفاز وممارسة الرياضة، وهؤلاء تم عزلهم عن المعتدلين». وأضاف فرين أن بوكا قسم إلى أقسام معينة «تبدأ من اللون الأخضر ويحوي الأقل خطورة، ويخضع الجميع لتقييم أولي حتى يتم تحديد درجة خطورتهم، بعدها سنعلم أسباب اعتقالهم وخطورتهم وتكون لدينا صورة واضحة أين سنضعهم. أما منتصف معتقل بوكا وهو اللون الأسود ويحوي القتلة والإرهابيين والمتشددين، ويستمر التقييم 72 ساعة، بعدها تتم مراقبتهم، ومؤخرا وردت لنا أدلة ضدهم من الحكومة العراقية وهو ما ساعدنا أيضا في عمليات التقييم».

وردا على سؤال عما إذا كان المذهب الذي ينتمي إليه المعتقل يكون ضمن التقييم، قال فرين «نحن ننظر لمذهب المعتقل، لكن ليس لتحديد درجة خطورته على أساسها، بل عندما يكون من الخطرين الشيعة يوضع مع الخطرين الشيعة، وإذا كان متشددا سنيا يوضع أيضا مع أقرانه حتى لا تحدث مشاكل».

وبشأن تأثير المعلومات الاستخبارية العراقية في عمليات إطلاق السراح الأميركية، بين فرين أنه وبعد إبرام الاتفاقية الأمنية، فإن الحكومة العراقية «لها يد في عمليات إطلاق السراح، واللجنة الأمنية المشتركة موجودة في بوكا، وهنا حتى لو كان المعتقل متأهبا للإفراج عنه وقدمت اللجنة معلومات ضده فهنا نبقي عليه لحين صدور مذكرة من المحكمة العراقية ليتم تحويله، ونحن نستجيب لطلب المحكمة أو لطلب الجهات العراقية في حال كان لديها تحفظ على إطلاق سراح معتقل معين».

وعن برامج إعادة تأهيل المعتقلين للاندماج بالمجتمع بعد الإفراج عنهم، قال فرين «نحن نقدم برامج جيدة لهم تؤهلهم لكي يشعروا بحب الحرية والمجتمع والعيش بأمان مع أسرهم، وأهم برنامج هو برنامج المناقشات الدينية، ونحن حتى الآن نجحنا في هذه البرامج، خاصة البرامج المؤثرة والتنسيق مع الحكومة العراقية لإيجاد أعمال لهم ودمجهم في المجتمع، وبرنامج المناقشات الدينية يعتمد على أفكار المعتقلين، فمثلا للمعتدلين لا يحتاج إلا لأربعة أيام، لكن للمتشددين يستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع، ونحن لا نعلمهم أو نفرض عليهم أفكارا، بل هناك مناقشات بينهم ومع إمام».