كرزاي يتطلع إلى دعم قادة العشائر لحل الأزمة الدستورية حول رئاسته

توسع الخلاف الأميركي مع الرئيس الأفغاني حول موعد الانتخابات المقبلة

TT

يزداد التباعد الأميركي عن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مع توسع الخلاف حول موعد إجراء الانتخابات الأفغانية المقبلة. وبعد أن أعلن كرزاي عن رغبته بعقد الانتخابات في أبريل (نيسان) المقبل، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً تؤكد فيه على تمسكها بموعد أغسطس (آب) لإجراء الانتخابات. وأوضحت الوزارة أنها متمسكة بهذا الموعد استناداً إلى توصية اللجنة الانتخابية الأفغانية، التي قالت مجدداً أمس انه «لا يمكن تنظيم انتخابات رئاسية عادلة في أفغانستان» قبل شهر أغسطس.

وأعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لإبقاء الانتخابات الرئاسية في أفغانستان في شهر أغسطس، مع دعمها للحجج التي قدمها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لإجراء الانتخابات في شهر أبريل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود في بيان، «إن الولايات المتحدة تدعم المبادئ التي أعلن عنها الرئيس كرزاي، وتكرر رأيها بأن إجراء الانتخابات في أغسطس، كما اقترحت اللجنة الانتخابية المستقلة هو أفضل طريقة لضمان تمكين كل مواطن أفغاني من التعبير عن رأيه السياسي في مناخ آمن».

وفي مرسوم رئاسي صدر أول من أمس، ذكر كرزاي أن المادة 61 من الدستور تنص على وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية قبل شهر على الأقل من انتهاء ولاية الرئيس، علماً أن ولاية كرزاي تنتهي في 21 مايو (أيار) المقبل. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة حددت في 29 يناير (كانون الثاني) موعد الانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس لدواع تنظيمية وأمنية.

ويعمل كرزاي على التأكيد على موقفه المطالب بالالتزام بالدستور وعدم التجاوز على القانون. وقال مدير مركز «دراسات النزاع والسلام في كابل» والمطلع على سياسات الحكومة الأفغانية حكمت كرزاي: «إنها مسألة شرعية، فولاية الرئيس تنتهي بنهاية مايو ولا يريد أن يسمح بتجاوز القانون أو أن يكون عرضة لخروقات قانونية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «انه يعلم بأنه من غير الممكن إجراء الانتخابات في أبريل، لكنه يريد تثبيت موقف، وهناك حلول عدة يمكن الاستناد إليها». وأوضح أن من بين الحلول المطروحة التي يفضلها الرئيس الأفغاني هي «عقد لويه جيرغا، فاجتماع مع قادة العشائر ورؤسائها يمكن أن يمدد ولاية الرئيس حتى نهاية أغسطس وقبل إجراء الانتخابات كي تكون صالحة». وشدد الخبير الأفغاني على انه «هناك اهتمام أفغاني بعدم وضع سابقة تسمح بعمل الرئيس بطريقة غير شرعية». وصرح زكريا بركزائي المسؤول في اللجنة الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذا الموقف لن يتغير. وقال: «اللجنة الانتخابية المستقلة أخذت في الاعتبار كل العوامل اللازمة لتنظيم انتخابات عادلة وديمقراطية عندما رأت أنه من غير الممكن إجراء انتخابات قبل شهر أغسطس». وأوضح أن اللجنة لم تتلق بعد المرسوم الرئاسي وتحتفظ بحق دراسته قبل إعلان موقفها.

وكانت الأسرة الدولية والأمم المتحدة اللتان ستمولان كلفة تنظيم الاقتراع المقدرة بـ230 مليون دولار، أيدتا موعد 20 أغسطس. ولفت حكمت كرزاي إلى «أن هناك وعيا لدى الحكومة الأفغانية بعدم إمكانية إجراء الانتخابات الشهر المقبل، فهناك ضرورة لاستقرار الوضع كي يستطيع كل الشعب الأفغاني المشاركة في التصويت». وأضاف: «هناك مخاوف من أن سكان الجنوب، وغالبيتهم من الباشتون، لا يستطيعون التصويت بسبب الوضع الأمني، وهذا أمر غير عادل ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل جدية في إجراء الانتخابات والتمسك بنتائجها». وتخشى الحكومة الأفغانية من توسيع نطاق المشاكل الأمنية في البلاد مع اقتراب الانتخابات. وقتل سبعة حراس يعملون لحساب شركة أمنية أميركية ومسؤول ديني في حين أصيب ستة مدنيين في هجمات في أفغانستان، بحسب السلطات الأفغانية والأميركية التي أعلنت أيضا مقتل ثمانية متمردين مفترضين. وأصيب ستة مدنيين بينهم طفلان، في اعتداء انتحاري استهدف قافلة أميركية في جلال آباد (شرق)، بحسب ما ذكر احمد ضياء عبد العزيز المتحدث باسم السلطات المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية، متهما متمردي طالبان بتدبير الاعتداء. وقتلت قافلة أميركية عرضا موظفا بلديا كان يقود دراجة، بحسب المصدر ذاته. وفي قندهار (جنوب) أدت عدة هجمات بالقنبلة إلى مقتل سبعة حراس أفغان يعملون لشركة «يو إس بي آي» الأمنية الأميركية.