خبير أميركي يتوقع تغيرا إيجابيا في سياسة أوباما نحو الدول العربية والإسلامية

البرفسور كوانت غير متفائل بحل الصراع العربي الإسرائيلي ويترقب توقّف مشروع إيران النووي

TT

لم يستبعد خبير أميركي في شؤون الشرق الأوسط أن تتجه بلاده نحو ضرب جمهورية إيران الإسلامية في حال ذهبت إسرائيل لهذا الخيار العسكري متوقعا أن تستمر إيران في سياسة تطوير القوة النووية ووقوفها عند حدّ "شح الموارد".

وتوقع الخبير الأميركي أن تبقى ملفات العراق وإيران والصراع الإسرائيلي الفلسطيني كأبرز الأجندة في سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مرحلة ولايته الحالية، مشيرا إلى توقعاته بأن تختلف السياسة الأميركية مع الدول الإسلامية والعربية خلال المرحلة المقبلة نحو الأفضل.

وقال البرفسور ويليام كوانت أستاذ العلوم السياسة في جامعة فيرجينا وهو خبير مختص بمنطقة الشرق الأوسط أن الرئيس الأميركي الجديد ستكون له رؤية جديدة فيما يخص ملف العلاقات الخارجية وبالتحديد لمنطقة الشرق الأوسط، متنبئا أن تكون هناك تطورات إيجابية تخص التواصل والاتصال مع الدول العربية والإسلامية.

وألّف كوانت جملة من الكتب أبرزها "عملية السلام: الدبلوماسية الأميركية والصراع العربي الإسرائيلي"، "الولايات المتحدة ومصر: رؤية حول السياسات"، "كامب ديفيد: صانع القرار والسياسات"، "المملكة العربية السعودية في الثمانينات: السياسة الخارجية والأمن والنفط"، "عقد من القرارات: الثورة الأمريكية الأجنبية و القيادة السياسة"، وكتاب عن "الجزائر".

وذكر كوانت أن أوباما عاش جزءا من حياته في دولا إسلامية كما لديه أقارب من الديانة الإسلامية وعلى ذلك فهو ملم ومدرك للوضع القائم ويمتلك خبرات وإدراك بحساسية المواقف وتشعباتها وتعقيداتها ومدى ارتباطاتها بالسياسة.

وأفصح كوانت بأن لدى الرئيس الجديد خطة دبلوماسية جديدة للتعامل الخارجي وتحديدا مع العالم الإسلامي والعربي وسط ترشيحات أن تمّكنه علاقته وخبرته لرفع مستوى العلاقة والمصالح المشتركة مع الدول الإسلامية والعربية.

ولفت كوانت خلال تصريحات أطلقها في مقر السفارة الأميركية بالرياض أول أمس إلى أن تتجه بلاده رسميا نحو سحب كامل قواتها خلال العام 2011 وتدريجيا من الآن وخلال العام المقبل وذلك نتيجة لحماسة الرئيس أوباما لعمل ذلك في حين سيظل ملف الإيراني الأكثر تعقيدا للحكومة الأميركية الحالية.

وذكر كوانت بأن إيران تستغل الملف النووي مع وجود الإدارة المتعنتة وما لديها من دعم قوي في المنطقة مما صعّب دبلوماسية التعامل معها مشبها واقع تعنتها اليوم بواقع الصين في عهد نيكسن وكاسنجر في حال تحول الوضع اليوم معها.

ويرى كوانت بأن قراءة الموقف الإيراني حاليا مقعدة وصعبة إلا عندما تتجه السياسة الحالية نحو تغيير ديناميكي في الموقف والسلوك بينما أن الهالة الإعلامية تضخّم من وضع إيران كدول كبرى ومؤثرة في حين هناك شرائح واسعة من الشعب الإيراني لا يريد المواجهة ويفضلون بتغيير سياسة حكومتهم.

وزاد الخبير كوانت بأن هناك مليوني إيراني يعيشون في الولايات المتحدة الإميركة مرتكزون في مدن منها نيو يورك ومدن أخرى يجمعون من خلال الدراسات بأنهم يأملون في تطوير العلاقات مع إيران، مشيرا إلى أن ذلك ربما لن يكون مرجحا مع استمرار إيران في رفضها إيقاف مشروع تخصيب اليورانيم للسلاح النووي، بينما لن يثينها عن ذلك سوى شح الموارد وقلة الإمكانيات – على حد تقديره-.

واستطرد خبير السياسة في الشرق الأوسط إلى أن ولايات المتحدة ربما تدخل في حرب ومواجهة فعلية مع إيران وذلك في حال توجه إسرائيل لهذا الخيار العسكري وبناء إستراتيجية ضغط على الولايات المتحدة، مضيفا أن الولايات المتحدة ستزيد تعاونها لجهود الدول العربية القوية في محاولة إيجاد حلول في المنطقة العربية ودعم لم صفوف الفلسطينين.

وكان كوانت قد حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد ما ساتشوستس للتكنولوجيا زميلا في مجلس بحوث العلوم الاجتماعية الدولية ومجلس العلاقات الخارجية للشئون الدولية والدفاع الوطني وزمالة قانون التعليم، كما كان رئيسيا لرابطة دراسات الشرق الأوسط وعضو مجلس العلاقات الخارجية وعضو مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في القاهرة ومؤسسة السلام في الشرق الأوسط.