بعد الضجة الكبيرة التي أثارها تأكيد محكمة العمل قرار فصل عاملة ألمانية من أحد المخازن بسبب نسيانها إيصالات زجاجات فارغة قيمتها 1.30 سنت، جاء دور محكمة دورتموند (غرب) للنظر في قضية عامليْ فرن قضما خبزتين لا يزيد سعرهما على 25 سنتاً.
وقرر القاضي عدم صلاحية قرار الطرد وأمر بإعادة العاملين إلى العمل بعد أن كانت النيابة العامة طالبت بإنزال عقوبات إضافية بحق عامليْن فُصلا من فرن بدعوى عدم الأمانة لأنهما أكلا قطعتي خبز. وقال ممثل النيابة العامة إن العاملين سرقا الخبزتين، ودهناهما بزيت الزيتون والمتبلات ثم أكلاهما مع الجبنة. وكان العاملان قد تقدما بشكوى إلى محكمة العمل بسبب الفصل وقالا إنهما كانا يحاولان تجربة نوعية قطعتي الخبز. ولهذا فقد اعتبر القاضي أن قرار «إنذار» كان يكفي للعاملين وأن الفصل مبالغة. وفي حين ذكر ميودراج زيسيفيتش، من مخابز «فيسترمان»، أن القضية لا تدور حول سنت أو سنتين وإنما حول الأمانة في العمل، قال ممثل نقابة عمال المخابز والأفران مانفريد شتريتر، إن شركة «فيسترمان» تعمدت فصل العامل بنجامين ل.(26 سنة) لأنه رشح نفسه لقيادة النقابة في هذا المخبز. واعتبر شتريتر أن العامل الثاني فيليكس ك.(44 سنة) أصبح كبش فداء لأنه شارك زميله بنجامين في «تذوق» الخبزة.
وأكد شتريتر أن الافران توفر للعاملين فيها القهوة والخبز مجاناً في فترات الاستراحة التي تعقب دفعة العمل الصباحية. وكان ممثل النقابة توقع أن يكسب بنجامين ل. القضية «لأنه سيتمكن أيضاً من إثبات أنه قد اشترى قطعتي الخبز من مكان آخر غير المعمل الذي يشتغل فيه». وتنهمك النقابات منذ أشهر في رفع مطالب العمال، الداعية لتحسين الأجور، وإلى إدارة معمل الخبز. وتشغل أفران فيسترمان نحو 300 عامل وتتخذ من مدينة بيرغكامن (غرب) مقراً لها. ومعروف أن العاملة إميلي، التي فصلت بلا رجعة رغم عملها في أحد الأسواق طوال 30 سنة بأمانة، قد اتهمت المخازن بفصلها أيضاً بسبب انضمامها للنشاط النقابي.