تقرير بنك ساكسو: لم يعد الذهب مأوى آمنا وأسعار النفط قد تتهاوى من جديد

متوقعا هبوط سعر البرميل إلى 25 دولارا

TT

طرح التقرير الأسبوعي لبنك ساكسو تساؤلات حول المسار الذي ستسلكه الأزمة المالية العالمية هذا العام وما ستتركه من تداعيات على أسعار السلع. واعتبر «أن الفترة الحالية تواكبها حالة من انعدام الوضوح تماما في السوق. وتتطلب بالتالي معالجتنا لاستراتيجية السوق في مثل هذه الحالة كثيرا من ضبط النفس، وفي الوقت نفسه من الجيد أن نرى بعض المستثمرين يتبنون أجلا أقصر مدى (عقود آجلة لمدة 3 أشهر) مقارنة بالعقود الآجلة لمدة عام وأكثر».

وتساءل التقرير إذا ما سيظل الذهب ملاذا آمنا ووسيلة للتحوط في الفترة المقبلة أم لا، واعتبر «أن الزيادة الأخيرة في مراكز الذهب الطويلة كانت ستدر عائدا بنسبة تتراوح بين 10 و12 بالمائة على الاستثمارات خلال الشهرين الأولين من العام الجاري. وهذا عائد جيد على أي استثمار، ولا سيما في أجل قصير المدى. ومعظم الاتجاه الصعودي كان مدفوعا بفكرة أن الذهب يوفر ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات المالية. وقد صار من الصعوبة بمكان وعلى نحو متزايد أن نصدق أن الذهب ملاذا آمنا في وقت يمكنه أن يزيد بنسبة 20 بالمائة خلال التقلبات من أسبوع إلى آخر، كما ثبت لنا ذلك منذ أسبوعين فقط. وفيما يبدو أن كثيرا من المستثمرين اتبعوا أسلوب: ما دمنا لا نجد مكانا آخر نذهب إليه، فلنشتر الذهب».

ويضيف التقرير « في الوقت الحالي نرى أن الذهب والفضة أيضا سلعتان استثماريتان أكثر منهما ملاذا آمنا نتوجه إليه، ونوصي بتوخي الحذر من نفس الثقة العمياء التي تكون لدى المستثمرين عندما يتم إغراؤهم لتصديق أنه لا يوجد خطر عليهم في اتخاذ المراكز الطويلة. ويظل مستوانا المستهدف عند 780 دولارا لأوقية الذهب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة».

ويتوقع التقرير استنادا إلى بيانات الإنتاج الصناعي الأخيرة المعلنة بأن «تتعرض الفضة لبعض الضغوط في ظل انخفاض الواردات بما يصل إلى 70 بالمائة في بعض الدول. وبهذا لا يكون لدينا سبب للاعتقاد بأن هناك تعاف. وهذا بدوره ينبغي أن يؤدي إلى تراكم الإمدادات وربما يمثل ضغطا كبيرا على الأسعار، في الأقل على مدى الشهور الثلاثة المقبلة».

ولكن هل هذا يعني أن الذهب لم يعد الملاذ الآمن ولا سيما في وقت الأزمات؟ ويعتبر المحلل الاقتصادي الدكتور جاسم حسين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه على الرغم من التقلبات الكثيرة في أسعار الذهب والفضة في الفترة الأخيرة إلا أنه يظل على المدى البعيد يشكل مصدر اطمئنان ووسيلة للتحوط لا بديل عنها حتى اليوم». ويذهب حسين أبعد من هذا ويقول «إن بريق الذهب لن يخبو وجاذبيته ستحافظ على مكانتها في الأقل حتى يتوضح المسار الذي ستؤول إليه الأزمة خاصة أننا نشهد تذبذبات كبيرة في أسعار العملات الرئيسية مثل الدولار واليورو والين مما يقلص الخيارات المتبقية أمام المستثمرين». ويعتبر حسين أن العالم يمر بفترة عصيبة من الصعب التكهن فيها بأي تطورات قد تحدث حتى على المدى القصير. وينصح حسين في المقابل بأن يكون اتجاه الاستثمار قصير الأجل، فالاحتفاظ بالنقد خيار جيد في ضوء انخفاض معدلات الفائدة بشكل كبير.

ومن ناحية أخرى يتوقع تقرير بنك ساكسو أن «النفط الخام قد يشهد تراجعا جديدا عن مستوياته التي بلغها بعد انهيار العام الماضي، مستهدفا سعر 25 دولارا للبرميل لهذا العام، لكننا نظل على تفاؤلنا بالنسبة للفترة فيما بعد الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة».

ويضيف «إذا نظرنا إلى الوراء قليلا، نجد أننا كنا نواجه حالة من اللايقين خلال الانتعاش في أسعار السلع على المدى السنوات القليلة الماضية، والتي نبعت من الخوف من أن الطلب كان يفوق العرض بكثير. والواقع أن مخاوفنا فيما يبدو تبددت مخلّفة وراءها اعتقادا جماعيا بأننا بالغنا في تقدير حجم الطلب، لا سيما ونحن نواجه احتمالات ركود اقتصادي خلال العامين المقبلين. ومع ذلك فإن حالة اللايقين لم تكن أبدا أشد منها الآن».