لندن تستعد لفتح مقر جديد لسفارتها في دمشق وتستقبل أكثر من 150 طلب تأشيرة أسبوعياً

الشخص الثاني في السفارة أكد لـ«الشرق الأوسط» التواصل بين البلدين

TT

تستعد وزارة الخارجية البريطانية لفتح مقر سفارة جديد في دمشق قبل نهاية العام الحالي، بعد أن تم تحديد مكان إقامة السفارة. ويأتي ذلك بعد إطلاق خدمة جديدة لتسهيل تقديم الطلبات على تأشيرة الدخول «الفيزا» البريطانية للسوريين من خلال مركز خاص جديد، الذي أكد الشخص الثاني في السفارة البريطانية لدى دمشق، عرفان صديق، أنه يسهل عملية تقديم طلب «الفيزا». وأوضح صديق أن هناك إقبالا على المركز الذي باشر عمله الخريف الماضي، حيث يتلقى المركز بين 150 و200 طلباً أسبوعياً، موضحاً: «يتم الموافقة على غالبيتها». وشرح صديق لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الإجراء تقني بحت وليس مرتبطاً بالعلاقات الثنائية بين البلدين، قائلاً: «كان لدينا خدمة إعطاء تأشيرات دخول بريطانية منذ عام 2005 من دون أية مشاكل، ولكن في سبتمبر (أيلول) 2006 كان هناك هجوم على السفارة الأميركية في دمشق.. مما أدى إلى مراجعة وضعنا الأمني في سفارتنا». وأضاف أنه على أثر هذه المراجعة تم «البحث عن وسيلة لمواصلة إعطاء التأشيرات مع التأكد من سلامة موظفينا»، موضحاً أن هذه الإجراءات أدت إلى «تحديد تقديم خدمة تأشيرات لفترة محدودة في الأسبوع، لكن كانت الخدمات متاحة بكاملها». وقال صديق إنه خلال الأشهر الأولى من اتخاذ الإجراءات «كنا نقدم 20 تأشيرة في الأسبوع فقط، ولم نوقف إعطاء التأشيرات بل حددناها ولكن بعد عدة أسابيع جعلناها 50 في الأسبوع وكانت تقدم للطلبات المباشرة»، موضحاً أن «الطلبات المباشرة هي لمن زار بريطانيا سابقاً أو لديه تأشيرة دخول للولايات المتحدة، أي شخص لديه نسبة مخاطرة قليلة». وعن الأشخاص الذين لم يكونوا من هذه الفئة، كانت نصيحة السفارة أن «المقدمين على التأشيرة عليهم أن يذهبوا إلى بيروت أو عمان، وذلك لم يعنِ أننا لم نقبل طلبات الفيزا ولكن كنا قد حددنا العدد لأسباب أمنية». وأضاف أن هذه الإجراءات «ليست مرتبطة بأي شكل ما باغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري أو العلاقات بين البلدين».

وأوضح أن إعلان منح الفيزا من خلال مركز خاص في دمشق خارج السفارة والذي يبعث الطلبات إلى عمان «قرار تقني من وكالة الحدود (التابعة لوزارة الداخلية) وليس مرتبطاً بوضعنا هنا». وأضاف أن عمان أصبحت «مركزاً إقليمياً لتأشيرات الدخول» منذ ربيع العام الماضي. ولفت إلى أن توقيت الإعلان عن المركز الخاص لتقديم تأشيرات الدخول لم يكن مرتبطاً بزيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى دمشق في سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ اتخذ القرار في ربيع 2008، لكن بدأ عمل المركز فعلياً في سبتمبر. وحول اختيار مقر السفارة الجديد، أوضح صديق: «نحن نستعد لنقل مقرنا في أحد الأحياء خارج وسط العاصمة ولقد بدأ بناء المقر الجديد». وأضاف: «هدفنا هو الانتهاء من البناء نهاية العام الحالي». وتشهد العلاقات السورية – البريطانية تطورات إيجابية، ومن المرتقب أن تزور مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الدكتورة بثينة شعبان لندن الأسبوع المقبل، حيث تلقي محاضرة في المعهد الدبلوماسي في لندن، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة سابقة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وحول العلاقات الثنائية وبعد توترها على إثر اغتيال الحريري، قال صديق: «كانت هناك سياسة أوروبية للضغط والعزلة تجاه سورية، وتمت مراجعة ذلك خلال عامي 2007 و2008، وبدأت المملكة المتحدة عملية حوار وتواصل مشروط عام 2007 وقد استمر فترة ووصلت إلى زيارة وزير الخارجية في نوفمبر (تشرين الثاني)». وأضاف: «هناك مجالات عدة لدينا بعض القلق منها فيما يخص السياسات الإقليمية، إسرائيل والفلسطينيين والعراق ولبنان، وأردنا التواصل مع سورية للعمل سوياً من أجل أهداف مشتركة». وتابع: «وزير الخارجية أوضح خلال وجوده هنا أن لدى سورية دوراً مهماً في المنطقة وإما أن تكون قوة للتقدم والاستقرار أو قوة لعدم الاستقرار وهو خيار يجب أن تتخذه سورية»، موضحاً: «إنه جاء هنا لأننا رأينا تقدماً في مجالات عدة». وتابع: «كل هذه القضايا مازالت قائمة ومازال حوارنا مستمراً ووزير الخارجية على اتصال بنظيره السوري ويتحدث لوليد المعلم بين مرتين أو ثلاث شهرياً وأتوقع زيارات متبادلة بين الطرفين مستقبلا». ولفت صديق إلى أن «هناك علاقات ثقافية وثيقة جداً بين البلدين، المجلس الثقافي البريطاني نشط جداً هنا، هناك الكثير من العمل على التعليم وتزويد دورات اللغة الإنجليزية ومساعدة وزارة التعليم بدعم بناء القدرات وهناك العديد من البرامج لتطوير العلاقات الثقافية بين الطرفين».