بارزاني: هناك من يريد جعل كردستان محافظة تابعة لبغداد.. ومطالبنا عراقية قبل أن تكون كردية

رئيس إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط»: الأميركيون لم يساعدوا.. والإقليم قائم قبل مجيئهم وسيبقى بعد رحيلهم

مسعود بارزاني (تصوير: حاتم عويضة)
TT

قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «إنما للصبر حدود»، في إشارة إلى القضايا العالقة بين حكومة أربيل وحكومة بغداد برئاسة نوري المالكي، منها قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها، وقانونا النفط والغاز وموارد النفط.

وجدّد بارزاني تحذيراته من خرق الدستور العراقي، مؤكدا بأن «عندما قبلنا البقاء ضمن العراق، والمساهمة في العملية السياسية، كله كان بهدف أن يكون لدينا دستور.. وهذا الدستور هو الذي يحدّد هوية العراق وهو العراق الفيدرالي».

وقال بارزاني في حديث خصّ به صحيفة «الشرق الأوسط» في لندن، التي وصلها ضمن جولته الأوروبية، إن الزمن الذي يحكم به شخص واحد العراق «قد ولى»، غير انه أشار إلى أن قوة الأكراد في البقاء ضمن عراق فيدرالي، وأنه «يفضل الموت» على أن يكون الأكراد مع «عراق دكتاتوري». وأشار بارزاني إلى أن الأميركيين يمدون يد المساعدة إلى وسط وجنوب العراق، لكنهم لم يساعدوا الأكراد. وقال إن الإقليم كان موجوداً قبل مجيء الاميركيين إلى العراق وأنه باق بعد رحيلهم.

وحول تأسيس دولة كردية، قال بارزاني «هذا طموح مشروع، لكننا نتعامل مع الأمور حسب الواقع المعاش». وأكد بارزاني أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامته «لا يستغل» المشاكل التي يمر بها منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، بل انه يتعاون لحلها. مؤكدا «سنكون حليفاً صادقاً وأميناً في أزمتهم في كل الأحوال».

وفيما يلي نص الحوار:

* ما هي طبيعة جولتكم الأوروبية، ونتائجها؟

ـ الجولة تأتي بناء على دعوات من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا، والهدف هو شرح الوضع العراقي بصورة عامة، وفي إقليم كردستان بصورة خاصة، وتشجيعهم على الاستثمار في العراق وفي الإقليم حاليا بسبب الأوضاع الأمنية الجيدة باعتبار أن الإقليم هو البوابة الآمنة للعراق ككل، وشرحنا لهم تطورات الوضع وآفاق المستقبل. هي زيارة سياسية اقتصادية دبلوماسية.

* بالرغم من افتتاح عدة قنصليات أوروبية وتركية وإيرانية، ترى لماذا لم تفتتح حتى اليوم أي قنصلية عربية في الإقليم؟

ـ هذا سؤال وجيه ولكنني أوجه هذا السؤال ومن خلال صحيفة «الشرق الأوسط» إلى الدول العربية، لماذا لا يفتحون قنصليات في أربيل، الأسباب غير أمنية لان الجميع يعرف أن الوضع الأمني في الإقليم مستقر، ربما لم يتوصلوا حتى الآن إلى قناعة بالرغم من أن في جولتي الأخيرة إلى الكويت وقطر حصل تقدم كبير في العلاقات والتفاهم بين الدولتين.

* هل تفكرون باستضافة مؤتمر القمة العربية إذا ما قرر العراق إقامتها على أراضيه ضمن حقوقه البروتوكولية؟

ـ أنا لا استطيع أن أوجه الدعوة لاستضافة القمة العربية، ولكني أقول إن إقليم كردستان سيكون سعيدا جدا باستقبال هذه القمة وتوفير كل مستلزمات إنجاحها من أمن وراحة وأجواء الحوار وكل ما يتطلبه المؤتمر في أربيل، لكن الدعوة يجب أن يوجهها غيري.

* انتم تسمون الحكومة ببغداد (اتحادية) وهي تصر على أن تكون(مركزية)، كيف تفسرون ذلك؟

ـ يجب أن نفهم بداية أن كل ما قبلناه كان بسبب وجود هذا الدستور، عندما قبلنا البقاء ضمن العراق والمساهمة في العملية السياسية، كله كان بهدف أن يكون لدينا دستور، وهذا الدستور استفتي الشعب العراقي عليه، وهذا الدستور هو الذي يحدد هوية العراق وهو العراق الفيدرالي، تغيير هذا العنوان يعني عدم الالتزام بالدستور، وهذا خرق وخطأ كبير على العراق، لذلك العراق هو العراق الاتحادي، والحكومة هي الحكومة الاتحادية. أما الحكومة المركزية إذا كانت بمعنى أن شخصا واحدا يحكم العراق فهذا الزمن ولى، وإذا كان الهدف هو تعزيز دور الحكومة الفيدرالية بمؤسساتها الدستورية وقراراتها وقوانينها الدستورية فأهلا وسهلا.

* هل تعتقدون أن هناك خروقا للدستور؟

ـ طبعا خروق كبيرة وخطيرة جرت بحق الدستور، ولهذا نحن نختلف مع الحكومة الاتحادية وشكلنا لجانا لدراسة هذه الملفات ونتمنى أن نتوصل إلى نتائج.

* وكيف ستتعاملون مع التعديلات الدستورية التي يطالب بها رئيس الحكومة الاتحادية؟

ـ أي تعديل للدستور يجب أن يكون وفق الآلية الواردة فيه، لا يجوز إجراء تعديلات على الدستور خلاف الآليات الواردة فيه، وأي تعديل يجري فيه وفق الآلية الواردة فيه لن نعترض عليه، أما إذا تم ذلك خلافا لآلية التعديل الدستورية فيعتبر نسفا للدستور.

* هناك مسائل عالقة بينكم وبين الحكومة ببغداد، مثل قانون النفط، قضية كركوك،والمادة 140؟

ـ نحن تحملنا الكثير حرصا منا على مصلحة العراق، أعطينا المزيد من الوقت والفرص للمعنيين، وأخيرا شكلنا خمس لجان لمتابعة هذه الملفات ونأمل أن تتوصل(اللجان) إلى نتائج تشمل كل هذه الملفات الأساسية، وهي الشراكة، الأمن والجيش، النفط والغاز، المادة 140 والسياسة الخارجية، وسندفع الأمور باتجاه تفعيل هذه اللجان كي تعطينا صورة واضحة عن وضع وآفاق المستقبل وإمكانية التوصل إلى فهم مشترك لهذه الملفات، عندئذ ستكون المسائل الأخرى بسيطة جدا ولنر ماذا ستحققه هذه اللجان.

* ما هي حدود صبركم؟

ـ طبعا للصبر حدود (يضحك) إنما للصبر حدود، يجب حسم هذه الأمور ، ومرة أخرى أقول نحن نحتكم إلى الدستور، نحن نرفض، نرفض القرارات المزاجية ونقبل بأي قرار يكون منسجما مع الدستور سواء كان لصالحنا أو لم يكن لصالحنا، علاقاتنا محكومة بهذا الدستور ولن نقبل بأي قرار أو تصور آخر.

* هل تتصورون الإقليم بدون كركوك؟

ـ كركوك كانت السبب في كل مشاكل الأكراد مع الحكومات العراقية، والآن نحن نريد حل المشكلة ولا نريد تأزيم المشكلة، هذه المشكلة ممكن حلها وفق المادة الدستورية 140، هذا أفضل حل لقضية كركوك، نؤكد على أهمية تطبيق المادة 140 لنتخلص من هذه المشكلة إلى الأبد، بدون حل مشكلة كركوك لا يمكن أن يستقر الوضع في العراق.

* وماذا عن المقترحات مرة تقسيم السلطة في كركوك وأخرى اعتبار كركوك كإقليم مستقل؟

ـ هذه الالتفافات على المادة 140 مرفوضة تماما، المادة الدستورية 140 تقول: تطبيع، إحصاء ثم استفتاء، سكان محافظة كركوك هم الذين يقررون، إذا قرروا الانتماء إلى الإقليم فيجب أن يحترم رأيهم واختيارهم، وإذا قرروا الانضمام لإقليم آخر، وإذا قرر أهالي كركوك أن تكون محافظتهم إقليما خاصا بهم، أيضا سنحترم رأيهم، ولكن يجب أن تطبق المادة 140.

* هل تعرفون ماذا تريد الحكومة الاتحادية، أو المركزية من الأكراد؟

ـ يبدو لي، وأنا لا أعمم رأيي هذا على الكل، ولكن يوجد في بغداد من يتصور أن الإقليم يجب أن يكون محافظة تابعة لبغداد، وان لا تكون هناك مؤسسات مثل البرلمان والوزارات وإنما مجرد محافظة تابعة لبغداد ولن يكون هناك إقليم كردستان ولا مكاسب ولا حقوق ولا شيء.

* البعض في العراق يتحدث عن مطالب الأكراد باعتبار أن سقف هذه المطالب صار عاليا، ما هو رأيكم في ذلك؟

ـ هذا غير صحيح، أصلا مطالبنا أقل، أقل من الواقع ولا تقاس بالتضحيات التي قدمناها من اجل العراق ومن اجل كردستان، ثم إن مطالبنا عراقية- كردية وليست كردية فحسب، عندما نؤكد على الديمقراطية فهذا يخص كل مواطن عراقي، وعندما نتحدث عن الشراكة فلا نعني الشراكة الكردية العربية، بل شراكة القوى السياسية في العراق، هناك قوى ناضلت وقدمت تضحيات كيف يمكن حرمانها من المساهمة في بناء البلد، هناك مكونات أساسية في العراق كيف يمكن أن تهمش، موضوع المشاركة ليس مطلبا كرديا فقط، هناك موضوع الجيش والأمن والنفط والغاز كل هذا ملك للشعب العراقي، كيف يمكن لمكون أن ينفرد بتعيين الضباط في الجيش العراقي التفافا على الدستور والبرلمان وعلى كل شيء؟ الجيش هو جيش الشعب العراقي ويجب أن يكون فيه توازن، هذه مسائل لا تخص الأكراد فقط بل كل العراقيين، ونحن ندافع عن مستقبل العراق وعن الديمقراطية والدستور في العراق، ندافع من اجل أن لا يعود العراق إلى المأساة التي عشناها في السابق.

* هل تشعرون بخيبة أمل من بعض القوى السياسية العراقية التي احتضنتموها وضحيتم من اجلها منذ عام 1991؟

ـ مع الأسف الشديد البعض خيبوا آمالنا بمواقفهم من قضيتنا، وما كنا نتوقع هذه المواقف أبدا، كنا نتصور أنهم في غيابنا سوف يدافعون عن القضية الكردية وحقوق الأكراد، إلى هذا الحد كنا نثق بهم.

* في آخر مؤتمر للمعارضة العراقية في لندن عام 2002 تم الاتفاق بين القوى السياسية الموجودة حاليا في بغداد على حقوق الأكراد، فما الذي جرى فيما بعد؟

ـ هذه الحقوق مثبتة حتى في الدستور، وهذه الاتفاقات التي جرت في مؤتمر لندن تقريبا كلها دونت في الدستور بصيغة أو بأخرى، الآن يجري التفاف على الدستور فكيف نتحدث إذاً عن اتفاقات جرت خلال مؤتمر معارضة.

* هل تعتبرون خانقين ومندلي ، ضمن المناطق المتنازع عليها؟

ـ طبعا، ولو استندنا إلى انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لوجدنا أن القائمة الكردية حصلت على أصوات جميع المواطنين هناك وكل المقاعد صارت للقائمة.

* هل هناك إجراءات تتم في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها شبيهة في اعتقادكم بممارسات كانت تتم في النظام السابق، مثل زيادة القوات الحكومية، وتعيين ضباط عرب بنسبة أعلى من بقية المكونات؟

ـ نعم، هناك نوع من هذه الممارسات مع الأسف.

* أعرب رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني عن مخاوف الإقليم في حالة انسحاب القوات الأميركية من العراق، كيف تفسرون هذه المخاوف؟

ـ إذا انسحبت القوات الأميركية قبل أن تستقر الأوضاع السياسية في العراق وقبل أن تتهيأ القوى السياسية لملء الفراغ، بالتأكيد سوف تحصل مشاكل. هناك مخاطر، وهناك احتمالات أن تحصل مشاكل كبيرة داخل العراق، بين السنة والشيعة، وبين العرب والأكراد، وكل الاحتمالات واردة.

* هل من بين هذه المخاوف حدوث مواجهة عسكرية بين المركز والإقليم؟

ـ نأمل أن لا يحصل ذلك، ونحن لا نفكر بان تصل الأمور إلى هذا الحد، هذا لن يتكرر في العراق بإذن الله، علينا جميعا أن نستخدم سلاح الدستور لحل مشاكلنا ولا نفكر بطريقة أخرى خاصة العسكرية ونأمل أن لا نضطر إلى ذلك. ومن يحتكم إلى الدستور هو الذي سيربح في النهاية.

* ماذا قدمت القوات الأميركية لإقليم كردستان؟

ـ أصلا ليس هناك وجود لقوات أميركية في الإقليم، ولم يكن لها وجود ولا تقدم لنا شيئا، حتى في جانب المساعدات، وأقولها بصراحة إن الإدارة الأميركية لم تقدم للإقليم أي مساعدات، وكل النفقات التي يعلن عنها صرفت في وسط وجنوب العراق وليس في كردستان. ولم يحصل فراغ امني أو إداري بعد سقوط النظام السابق من غير أن تكون عندنا قوات أميركية، إقليم كردستان كان قائما قبل مجيء الأميركان وسيبقى بعد رحيلهم ، لكن وجود أميركا في الوقت الحاضر يحمي العراق من تهديدات كثيرة، وكذلك هو ضمانة لعدم حصول مشاكل داخلية.

* هل تشعرون أنكم وحدكم في عملكم ونضالكم السياسي من اجل القضية الكردية؟

ـ لا، هناك قوى سياسية عراقية عربية متعاونة ومتضامنة معنا، ومتفقة معنا في الطروحات والتوجهات، كما أني لاحظت اهتماما عربيا من دول عربية مثل السعودية والكويت وقطر، وفي أوروبا يوجد اهتمام كبير بقضايانا، لسنا وحيدين، والعلاقات تحسنت في الفترة الأخيرة مع تركيا.

* ما هي نسبة تقدم العلاقات الكردستانية التركية؟

ـ الآن تجري لقاءات مع تركيا وهناك تفهم تركي جيد وارى آفاقا واسعة جدا في التعامل التجاري مع الجارة تركيا، هناك أكثر من 500 شركة تركية تعمل في الإقليم، واستطيع القول إننا مرتاحون جدا من تقدم علاقاتنا مع تركيا.

* الم تعودوا تخشون أي تهديدات عسكرية من تركيا؟

ـ لا، لا. مسار العلاقات يشير إلى أن الأوضاع جيدة.

*عندما نشبت بعض المشاكل داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الحليف معكم، خشي البعض انفجار التوازنات في الإقليم؟

ـ مع الأسف صحيح صارت بعض المشاكل الداخلية في الاتحاد الوطني، لكنني واثق من قدرة وحكمة الرئيس جلال (طالباني) وقيادة الاتحاد بأنهم يستطيعون تجاوز هذه المشاكل وحلها، نحن أيضا عرضنا من جانبنا أي مساعدة لان يتجنب الاتحاد مثل هذه المشاكل من اجل التوازن في الإقليم وحرصا على وحدة الإقليم مهما كان الثمن.

* ما مدى تأثير مشاكل الاتحاد في عملكم أو في استقرار الإقليم وتوازناته؟

ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يستغل هذه المشاكل على الإطلاق، بل العكس نحن نتعاون مع الاتحاد لحل هذه المشاكل، وهذا قرار أكيد، وسنكون حليفا صادقا وأمينا في أزمتهم في كل الأحوال، ونحن سنعمل في اتجاه الوقوف مع الاتحاد لحل أي أزمة قد تواجههم.

* ما هو موقفكم في حال ترشيح قوائم مستقلة لانتخابات الإقليم خارج التحالف الكردستاني؟

ـ أي شخص أو أي جهة أو أي قائمة من حقهم الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة، هذا حقهم المشروع.

* ألا يخل ذلك بتوازن تحالفكم مع الاتحاد الوطني؟

ـ إذا حدث ذلك سوف يتم دراسة الوضع من قبل قيادة الحزبين، إذا كان الموضوع لا يهم تنظيمات الحزبين فأي مواطن حر في الترشيح، أما إذا كان المرشح من داخل تنظيمات الحزبين وأراد أن يدخل الانتخابات خارج التنظيم فهذا الأمر يجب أن يدرس.

* لمن ستؤول رئاسة حكومة الإقليم؟

ـ وفقا للاتفاق مع الاتحاد الوطني فان رئاسة الحكومة ستكون من حقهم.

* هذا اتفاق؟

ـ نعم، اتفاق ونحن سنلتزم بهذا الاتفاق.

* هناك مشاريع وبرامج عمل عليها رئيس الحكومة نجيرفان بارزاني، بعضها تم بمبادرات شخصية وبحكم علاقاته، ألا تعتقدون في حالة مجيء شخص آخر لرئاسة الحكومة سوف يؤثر قي خطط وبرامج الإنجازات الحالية؟

ـ بالتأكيد سيتأثر برنامج الحكومة ولكن هذا حق لحليفنا ولا يمكن أن نتجاوز على حقوقهم. ومن الممكن بحث الموضوع، واكرر إن هذا حقهم، ولكن حرصا منهم على استمرارية العمل ونجاح خطط الحكومة وتم طرح موضوع آخر من قبلهم فهذا سيتم مناقشته، واكرر للمرة الثالثة إن رئاسة الحكومة من حق حليفنا.

* كيف تصف الوحدة بين الاتحاد والديمقراطي؟

ـ وحدة قوية واستراتيجية وليس من الممكن التفريط فيها.

* ولكن هناك من تحدث عن وجود إشكالات بين الحزبين في حالة استمرار المشاكل داخل الاتحاد؟

ـ هذه أضغاث أحلام.

* ما هي المسافة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة في الإقليم؟

ـ الحزب وسيلة وليس غاية، من اجل خدمة الشعب وخلق كيان، الآن وصلنا إلى حالة بناء مؤسسات دستورية، مؤسسات دولة، لدينا حكومة وبرلمان وحكومة، الحكومة لكل المواطنين، والحزب يدعم الحكومة التي يجب أن تقود الإقليم ، والأحزاب عملها مساندة الحكومة وليس التدخل في شؤونها، هذا هو النهج الذي نسير عليه وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، الحكومة هي التي تقود الإقليم وليس الحزب.

* هل ما زال طموحكم بتأسيس دولة كردية قائما؟

ـ نعم، هذا طموح مشروع ولكننا نتعامل مع الأمور حسب الواقع المعاش.

* هل تتوقعون أن وضع الأكراد العراقيين سيكون أفضل من دون العراق؟

ـ لا، طبعا لا، العراق وبالتأكيد هو قوة للأكراد في أن يكونوا في عراق ديمقراطي اتحادي، لكنني أفضل الموت على أن نكون مع عراق ديكتاتوري.

*كيف تواجهون طروحات بعض القوميين العرب المتطرفين ومواقفهم من الإقليم؟

ـ هناك ناس هذه توجهاتهم وعليهم أن يتعظوا من الماضي، وان هذا النمط من التفكير والنهج إلى أين قاد العراق، لذلك هل يريدون أن يكرروا التجربة الفاشلة والمدمرة للعراق؟ أنا لا اعتقد أن لهؤلاء أي مستقبل وان ما يطرحوه مجرد كلام ووضع عقبات مؤقتة في طريق العراق الديمقراطي.

* متى ستنتهون من توحيد مؤسسات الحكومة الكردية، بما فيها الأجهزة الأمنية؟

ـ كان الموضوع سينتهي لولا الأزمة الداخلية التي حصلت في الاتحاد، نحن أوقفنا الموضوع ريثما يتجاوز الاتحاد أزمته الداخلية، ومن أولوياتنا الآن مساعدة الاتحاد لتجاوز أزمته.

* هل سيؤثر تخفيض الميزانية على مشاريع الإقليم؟

ـ بالتأكيد.

* لماذا لا يسمح لحكومتكم بإنتاج وتصدير النفط لدعم مشاريعها؟

ـ دعني أقل شيئا، وزارة النفط لم تقدم أي خدمة ملموسة للعراق، هناك ثمانية مليارات دولار خصصت لوزارة النفط لتحسين وتطوير القطاع النفطي ولم يتم أي شيء، لم يتم تطوير أي حقل ولا بناء أو تطوير مصافي النفط، ترى أين ذهبت هذه الأموال؟ هل استطاعت وزارة النفط أن تعقد اتفاقا معقولا ومحترما مع أي شركة في العالم فيما يخص النفط؟ لقد دمروا العراق بسياستهم الخاطئة ويريدوننا نحن أيضا أن لا ننجز أي شيء في هذا الموضوع، فيما يخص موضوع تصدير النفط من حقول الإقليم فطاقة الإقليم تصدير مائة ألف برميل يوميا وقلنا إننا نريد تصدير النفط من خلال أنبوب كركوك إلى ميناء جيهان التركي على أن تعود الواردات إلى الحكومة الاتحادية ونحن نأخذ حصتنا المنصوص عليها في الدستور وهي 17%، ولم توافق وزارة النفط مع أن العراق يصدر حاليا أقل من طاقته ومما هو مخصص له من النفط، نحن أنتجنا، والنفط جاهز للتصدير، والواردات ستعود إلى الشعب العراقي، والحكومة الاتحادية ترفض.

* وماذا عن الاتفاقيات والعقود التي ابرمها رئيس حكومة الإقليم مع الشركات العالمية، ما هو مصيرها؟

ـ هذه الاتفاقيات والعقود سارية ولن نتراجع أو نتخلى عنها. وسوف نعمل بجد من اجل التوصل لاتفاق حول قانوني النفط والغاز، وقانون واردات النفط، وسوف يطبق القانون ووفقه نبدأ بمشاريعنا. أما إذا استمرت وزارة النفط على نهجها الخاطئ وسياستها الفاشلة فلن نكون معنيين بما تفعله الوزارة وسوف نستمر بمشاريعنا. نحن لا نقوم بذلك من اجل الإقليم فقط، بل لعموم الشعب العراقي ولن نمشي في ذات الطريق الفاشل الذي تمشي عليه وزارة النفط.

* ما هو مدى رضاكم عن رئيس حكومة الإقليم؟

ـ بلا شك، إن رئيس حكومة الإقليم نجيرفان (بارزاني) اثبت جدارة وقدرة عالية على رئاسة الحكومة في الإقليم وبشهادة الجميع، وقد يطلب منه حرصا على مصالح الإقليم العليا الاستمرار في رئاسته للحكومة، مع إني أؤكد أن هذا حق الاتحاد الوطني. بالتأكيد أنا راض عنه جدا، وأنا أحبه واقدره ولا أريد أن امتدحه لأنني اعتبره جزءا مني وهذا يعني أني امتدح نفسي، هو جزء من حياتي وأعز إنسان بالنسبة لي، هذا من الناحية الشخصية، ومن الناحية العملية هو ناجح بشهادة الجميع.

* في إقليم كردستان تدور شائعات عن وجود صراع خفي بين نجلكم الأكبر مسرور ورئيس الحكومة نجيرفان بارزاني على منصب الثاني، ما مدى صحة ذلك؟

ـ أؤكد لكم أن هذه مجرد أوهام وأمنيات البعض من البسطاء، وأؤكد بان مسرور إذا شعر بأن هناك خطرا على نجيرفان فانه (مسرور) مستعد لان يواجه الخطر بدلا من نجيرفان، ليس هناك أي تنافس ولن يكون هناك أي تنافس، وهناك وحدة قوية ومتينة بينهما وبين أفراد عائلتنا، هناك أشخاص أنا لست راضيا عنهم في العائلة، وهي عائلة كبيرة وأنا لست مسؤولا عن تصرفات الجميع، لكن فيما يخص أفراد عائلتي المقربين، وخاصة أبناء شقيقي الراحل إدريس فهم أعز إلى روحي من أولادي، هذه من الناحية العائلية والشخصية، وأنا اعرف أن أولادي مستعدون أن يضحوا بحياتهم من اجل أبناء عمهم إدريس.

* هل هناك محاولات لتفتيت وحدة العائلة؟

ـ الكثير حاولوا لكنهم فشلوا.