مقرب من السيستاني: البعث العدو الأول.. وسنرفع أيدينا عن أي حزب يتحالف معه

التيار الصدري: نستنكر سباق «الدعوة» و«المجلس الأعلى» لإعادة البعثيين إلى السلطة

شرطي عراقي يتحدث عبر جهاز اللاسلكي أثناء تنفيذ مهامه في دورية وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

في وقت تنشط فيه الحكومة العراقية في عملية المصالحة مع خصومها ومن بينهم تنظيمات في حزب «البعث» أكد مقرب من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أن «البعث هو العدو الأول للشعب العراقي» وان أي تحالف معه هو «تحالف غير مبارك وخطوة غير شرعية»، ومن جهته، انتقد التيار الصدري ما سماه بـ«سباق» الحزبين الحاكمين في البلاد لمصالحة البعثيين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد دعا لأكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة إلى المصالحة والمسامحة وفتح صفحة جديدة مع من عمل مع النظام السابق، فيما أعرب مسؤولون عراقيون في وزارة الحوار الوطني عن استعداد الحكومة للتصالح مع أجنحة من حزب البعث واستثناء أخرى.

وأكد صدر الدين القبنجي، إمام جمعة النجف، والقيادي في المجلس الأعلى المقرب من السيستاني  أن«حزب البعث هو العدو الأول للشعب العراقي وأي تحالف معه هو تحالف غير مبارك وخطوة غير شرعية والجمهور سوف يرفع يده عن أي كيان سياسي يتحالف مع البعث». جاء ذلك خلال لقائه أمس عدداً من عوائل «الشهداء» في النجف، وأضاف القبنجي:«أُحمل حزب البعث مسؤولية إراقة الدماء وتدمير العراق إبان النظام السابق وبعده على أيدي الإرهابيين»، مشددا«على أن المناورة السياسية مع البعثيين يجب ألا تكون على حساب مشاعر الشعب ومبادئنا الوطنية». واعتبر القبنجي«الدعوة لاستقطاب المهاجرين وعودتهم إلى الوطن هو مشروع صحيح لكنه يبقى عند الحدود الإنسانية ولا يصح أن يكون مشروعا للمصالحة السياسية مع البعثيين وإعادتهم إلى المشاركة السياسية»، في إشارة إلى دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى المعارضة بالعودة إلى العراق والعمل من داخله. وأضاف القبنجي: أن«أربعة ملايين لاجئ عراقي هم أبناء الوطن إما البعثيون في الخارج فهم أعداء هذا الوطن إذا لم يعلنوا توبتهم ويخضعوا لعدالة القانون»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «انهزامهم من العراق جاء بعد إراقتهم لدماء العراقيين وتدميرهم البلد». وشدد القبنجي« على ضرورة عرض البعثيين على المحاكم الجنائية بدلاً من مد يد المصافحة إليهم»، مضيفا«نحن لا نتوقع من البعث بكل أجنحته خيراً فالبعثيون هم بنظر هذا الشعب زمرةً واحدةً مرفوضون بالجملة والنفخ في رئة البعث هو نفخ في رئة ميتة». ودعا القبنجي«التيار الإسلامي في العراق الى دراسة ملف العلاقات مع البعث دراسة أكثر جدية»، وقال: «نحن لا نتخلى عن شعارنا الأول وهو:لا عودة للبعث إلى النظام الجديد». وعن الموقف من دعوة الحكومة قال القبنجي:إن«الحكومة من حقها أن تتحرك لتثبيت أسس النظام الجديد وتطهير العراق من حاضنات الإرهاب كما أن الكيانات السياسية تمتلك حرية في ما تشاء من لقاءات لكن إجراء أي لقاء مع البعثيين سيفقدهم ثقة الجمهور». وكان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، والقيادي في المجلس الأعلى قد استقبل في مكتبه الرسمي ببغداد الاثنين الماضي محمد رشاد الشيخ راضي ممثل قيادة قطر العراق- في حزب «البعث» ، وتباحث الجانبان حول«دعم العملية السياسية وتعزيز الحياة الديمقراطية»حسب البيان الذي صدر من مكتب عبد المهدي. ومن جهته، انتقد المتحدث باسم الكتلة الصدرية أحمد المسعودي، أمس، دعوة أحزاب السلطة للتصالح مع البعثيين، مرجحا وجود ضغوط  إقليمية لعودة البعثيين. وقال المسعودي: إن«تسابق حزب الدعوة جناح المالكي والمجلس الأعلى على إعادة حزب البعث إلى السلطة قبل أن يتم محاسبة البعثيين الذين أجرموا بحق الشعب العراقي يعتبر تطورا خطيرا بحق أبناء الشعب العراقي». وأوضح«نسمع عن تسابق هذين الحزبين من خلال تصريحاتهما خلال اليومين الماضيين والذي وصل إلى أن التقى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي بممثل عن حزب البعث».

ونقلت وكالة (أصوات العراق) عن المسعودي «نحن ككتلة صدرية نستنكر بشدة هذا الخروج عن الدستور والقانون»، معتبرا أن«سبب إصرار الحزبين على عودة البعثيين هو من أجل أن يبقواعلى رأس السلطة بالعراق»، مرجحا أن«تكون هناك ضغوط دولية وإقليمية تسعى للتأثير في قيادة الحزبين لإرجاع البعثيين للسلطة».