محكمة مصرية تلغي حكما ببراءة مالك عبارة «السلام 98» وتقضي بسجنه 7 سنوات

1033 راكبا لقوا حتفهم غرقا على متنها وأصيب 377 آخرون

قريبة لأحد ضحايا عبارة «السلام 98» تبكي بعد اصدار الحكم في محكمة الغردقة أمس (إ.ب.أ)
TT

ألغت محكمة جنح مستأنف سفاجا (شرق مصر) حكم البراءة الذي حصل عليه مسبقا ممدوح إسماعيل مالك العبارة (السلام 98)، وقضت مجددا بمعاقبته بالسجن سبع سنوات، كما قضت بالسجن 3 سنوات لاثنين من مساعديه.

وفور صدور الحكم انطلقت الزغاريد من أسر الضحايا، الذين رأوا الحكم قصاصا لأرواح ذويهم الذي غرقوا، وقررت هيئة الدفاع عن الضحايا إقامة عزاء جماعي في نقابة الصحافيين ظهر اليوم. وكانت العبارة قد غرقت في مياه البحر الأحمر في فبراير (شباط) عام 2006، مما أسفر عن غرق 1033 راكبا وإصابة 377 آخرين.

وأدانت المحكمة أمس كلا من ممدوح إسماعيل ونبيل شلبي مدير مكتب الشركة في سفاجا ومحمود عبد القادر مدير الأسطول البحري للشركة بتهم التقاعس والإهمال والقتل والإصابة الخطأ للركاب، الذين كان أغلبهم من العمال الفقراء وبينهم عدد قليل من غير المصريين. في ذات الوقت قضت المحكمة ببراءة عمرو نجل مالك العبارة الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة للشؤون التجارية، كما قررت المحكمة رد استئناف المتهمين صلاح جمعة ومحمد عماد الدين أبو طالب. ووجهت المحكمة للمتهمين الثلاثة تهم القتل الخطأ والتراخي والإهمال في إنقاذ الضحايا وتركهم على مدى 36 ساعة يصارعون الأمواج مما ساعد على ارتفاع عدد الغرقى استنادا لنص المادتين 238 و244 من قانون العقوبات.

ويعد هذا الحكم نهائيا ولا يوجد درجة أعلى في التقاضي، إلا عبر محكمة النقض التي لا توقف الحكم وإنما تنظره والمتهم يقضي العقوبة. وكانت محكمة جنح سفاجا قد حكمت في يوليو (تموز) الماضي ببراءة المتهمين في الحادث، ومن بينهم أحد أبناء مالك العبارة، وهو الحكم الذي لاقى سخطا شعبيا كبيرا، إلا أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود طلب استئناف الحكم. واعتبر البعض أن الحكم بالبراءة جاء لكون ممدوح إسماعيل من كبار رجال الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، كما كان نائبا معينا في مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان المصري) وسافر إلى لندن عقب الحادث مباشرة وقبل نظر القضية أمام المحكمة. وقال هشام رجب محامي 16 من أسر الضحايا لـ «الشرق الأوسط»: «لم نتوقع مثل هذا الحكم، وكنا نتوقع تأييدا للبراءة بعدما فقدنا كل الأمل في محكمة أول درجة». واعتبر رجب أن الحكم مشدد، وقال «أن تقضي المحكمة بإلغاء حكم البراءة بحق المتهم ممدوح إسماعيل وتمكنه من مغادرة البلاد هو أكبر دليل على أن الحكم مشدد». من جانبه، قال أنسي عمار محامى عدد من أسر الضحايا «أعتقد أنه (القرار) تاريخي وتناول كل عناصر الدعوى، وتمت قراءة القضية بإمعان وهذه القراءة نمت عن حكم عادل كان سببا في فرحة أهالي الضحايا».

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بفريد الديب محامي المتهم ممدوح إسماعيل إلا أنه لم يرد على مكالمات هاتفه المحمول أو هاتف مكتبه على مدار يوم أمس.