باكستان: اعتقال العشرات وفرض الإقامة الجبرية على قادة المعارضة.. لمنع مظاهرة اليوم

الشرطة تنشر 25 ألفاً من عناصرها في إسلام آباد وتسيج المدينة لمنع دخول المتظاهرين

TT

اعتقلت الشرطة الباكستانية عشرات الناشطين أمس في محاولة لمنعهم من الانضمام إلى مسيرة دعت إليها المعارضة اليوم، اعتراضا على سياسة الحكومة. وأطلقت الحكومة الباكستانية التي يقودها حزب الشعب برئاسة الرئيس علي آصف زرداري، زوج رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت، بي نظير بوتو، حملتها ضد الناشطين في المعارضة مساء الثلاثاء واستمرت طوال يوم أمس، في البنجاب (أكبر مقاطعات باكستان)، والسند. ومنعت الشرطة التجمعات السياسية في البنجاب والسند، وشنت حملات اعتقال على منازل الناشطين السياسيين المنتمين لحزب الرابطة الإسلامية ـ نواز شريف، المعارض. وقال شهباز شريف، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف: «إذا منعت الحكومة التظاهرات الشعبية، فلا لا أرى فرقا بين الحكومة الحالية والحكومة العسكرية التي كان يقودها الجنرال برويز مشرف».   وقال صديق الفاروق، الناطق باسم الرابطة الإسلامية ـ نواز شريف، إن «أكثر من 200 ناشط تم اعتقالهم من قبل سلطة البنجاب وحدها». وكان نواز شريف قد دعا لتحرك شعبي يقوده المحامون للمطالبة بإعادة القضاة في المحكمة العليا الذين كان أقالهم الرئيس مشرف عندما كان في الحكم، لمناصبهم.

وكان من المقرر أن تبدأ المسيرة في مدينة كراتشي اليوم، وتصل إلى إسلام آباد بعد أربعة أيام، حيث كان قد اتفق المحامون والناشطون السياسيون أن ينفذوا اعتصاما أمام مبنى البرلمان. وقال وزير الداخلية رحمن مالك انه لن يسمح للمتظاهرين بدخول إسلام آباد، لان وجود عدد كبير من المتظاهرين في العاصمة قد يشل عمل الحكومة. ولتنفيذ وعده بعدم السماح للمتظاهرين بالدخول إلى إسلام آباد، خطط وزير الداخلية لوضع متاريس على مداخل المدينة. وقال مسؤول رفيع في الداخلية الباكستانية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة نشرت 25 ألف شرطي في إسلام آباد لكي تمنع المتظاهرين من دخول العاصمة». وقد فرضت الشرطة على رئيس الرابطة الإسلامية رجا ظفر الحق، الإقامة الجبرية في منزله في إسلام آباد. وقال مسؤول رفيع في الشرطة: «لقد أوقفنا 50 ناشطا سياسيا ينتمون لحزب الرابطة الإسلامية ـ نواز في إسلام آباد، لأنه كانت هناك تقارير تفيد بأنهم يحضرون لإثارة الشغب في المدينة». كما داهمت الشرطة منزل اعتزاز إحسان، أحد قادة الرابطة، ولكنه لم يكن موجودا في منزله. وقال إحسان لـ«الشرق الأوسط» في مكالمة هاتفية رفض الإفصاح عن مكانه خلالها: «نحن نتحاشى أن يتم توقيفنا لأننا نريد أن نقود المسيرة لإسلام آباد». وقال الناطق باسم الرابطة، صديق الفاروق، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشرطة داهمت عددا من منازل قادة الحزب إلا أنها فشلت في إلقاء القبض على أي منهم. وأضاف: «كانت لدينا معلومات مسبقة عن المداهمات وقد نصحنا قادتنا بألا يقضوا ليلتهم في منازلهم». وتتفاقم الأزمة في باكستان مع ازدياد التوتر بين أكبر حزبين في البلد، حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية ـ نواز، اللذين فشلا في الاتفاق على المشاركة في ائتلاف حكومي بعد أن توحدا لإطاحة مشرف. وكان شريف قد قال في تجمع شعبي في أبوتاباد، وهي هضبة صغيرة تقع في غرب البلاد، أنه يريد أن يرى ثورة سياسية في باكستان. وقد أعربت بريطانيا أمس عن «قلقها» من إعلان توقيفات في صفوف المعارضة في باكستان، فيما التقى سفيرها رئيس وزراء البلاد يوسف رضا جيلاني من اجل «تخفيف التوتر»، بحسب السفارة. وأعلنت السفارة البريطانية في بيان أن «هذا النوع من السلوك ليس ردا مناسبا على تظاهرة عامة مخطط لها على غرار المسيرة الطويلة». والتقى السفير روبرت برينكلي رئيس الوزراء الباكستاني من اجل «تخفيف التوتر السياسي» على ما صرحت به الناطقة باسم السفارة جنيفر ويلكس لوكالة الصحافة الفرنسية.

ودعت بريطانيا الحكومة والمعارضة إلى حل خلافاتهما بالسبل السلمية «في وقت حساس بالنسبة إلى باكستان». وأضاف بيان السفارة انه «على المعارضين السياسيين العمل في سبيل المصالحة من اجل تركيز الجهود على المخاطر الجدية التي تواجه البلاد».