اليمن: مقتل 4 سياح من كوريا الجنوبية ومرشد يمني في هجوم انتحاري

صنعاء تعلن اعتقال الحربي أحد المطلوبين في لائحة الـ 85 السعودية * اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: تسلمه من صنعاء لم يتحدد بعد

صورة لمدينة شبام اليمنية تعود إلى سبتمبر (أيلول) 2007 حيث حازت على جائزة أغا خان للهندسة المعمارية (أ.ف.ب)
TT

لقي أربعة سياح يحملون الجنسية الكورية الجنوبية ومرشد سياحي يمني مساء أمس مصرعهم وجرح ثلاثة آخرون في هجوم إرهابي استهدف فوجاً سياحياً في منطقة القبة بمدينة شبام حضرموت التاريخية في جنوب اليمن، في الوقت الذي أعلنت السلطات الأمنية اليمنية اعتقال علي عبد الله الحربي أحد عناصر تنظيم القاعدة المطلوبين للمملكة العربية السعودية.

واستهدف هجوم إرهابي مساء أمس موقعاً سياحياً يطل على مدينة شبام حضرموت عادة ما يرتاده السياح الأجانب، وتضاربت الأنباء بشأن الكيفية التي نفذ بها الهجوم، ففي الوقت الذي رجحت مصادر محلية انفجار عبوة ناسفة في الموقع السياحي، فإن شهود عيان قالوا لـ «الشرق الأوسط» إن الهجوم نفذ بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري وإن إطلاق نار سبق الهجوم. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن شخصاً انتحارياً قام بالهجوم على فوج سياحي في منطقة جبل الخبة بمديرية شبام في محافظة حضرموت التي يزروها السياح من كل الجنسيات. وأشارت المصادر إلى أن انتشاراً أمنياً مكثفاً لقوات الأمن كان ملحوظاً بعد الحادث بفرض طوق أمني على المنطقة، فيما هرعت سيارات الإسعاف وعربات الشرطة لنقل الضحايا والجرحى إلى مستشفى «سيؤون» في نفس المحافظة. والمنطقة التي وقع بها حادث أمس معروفة بجذبها للسياح، وتوصف بأنها «مانهاتن الصحراء» حيث يوجد بها أقدم ناطحات سحاب في العالم بنيت في القرن السادس عشر.

وتحدثت مصادر طبية في حضرموت عن مقتل أربعة سياح كوريين بينهم امرأتان، ومقتل يمني وإصابة ثلاثة آخرين في الهجوم الذي يعد امتداداً لسلسلة من الهجمات الإرهابية التي وقعت في محافظة حضرموت اليمنية خلال العام الماضي. فقد قتل مطلع 2008 سائحتان بلجيكيتان في إطلاق نار بمدينة سيؤون، وهاجم انتحاري بسيارة مفخخة معسكر قوات الأمن المركزي في المدينة ذاتها بسيارة مفخخة وقتل جندياً وأحدث أضراراً مادية بليغة، فيما قُتل عدد من عناصر «القاعدة» وألقي القبض على البعض الآخر في مناطق متفرقة من محافظة حضرموت التي يبدو أن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، الذي تعود جذوره إليها، اختارها منطقة لشن هجماته الإرهابية.

وتعد محافظة حضرموت من المحافظات اليمنية التاريخية والسياحية المتميزة، غير أن تكرار وقوع العمليات الإرهابية في اليمن بصورة عامة وفي هذه المحافظة بصورة خاصة في الآونة الأخيرة، أثر على حركة السياحة في البلاد رغم التطمينات الحكومية بأنها «تسيطر على الموقف» و«تحفظ الأمن» و«ضربت (القاعدة) بيد من حديد».

إلى ذلك, أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس اعتقال علي عبد الله الحربي أحد المطلوبين للمملكة العربية السعودية ضمن قائمة عناصر «القاعدة» الملاحقين والمعروفة بقائمة الـ (85) والمطلوب لليمن أيضاً ضمن قائمة الـ (116) مطلوباً أمنيا التي عممت قبل أيام على المناطق الأمنية في المحافظات.

وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الحربي اعتقل في مديرية المظفر بمحافظة تعز (جنوب صنعاء 240كم). ووصفت الوزارة العملية بأنها «تميزت بالدقة والأداء السريع والفاعل لرجال الأمن الذين نفذوا العملية بكفاءة عالية».

وفي وقت لاحق قالت مصادر في وزارة الدفاع اليمنية إن شخصاً ينتمي لتنظيم القاعدة ويدعى الخضر الجديب وعدداً من رفاقه سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن اليمنية في محافظة أبين بجنوب البلاد، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن التهم الموجهة إليهم أو الجرائم التي ارتكبوها خاصة أن محافظة أبين شهدت الآونة الأخيرة اختلالات أمنية خطيرة قامت بها جماعات إسلامية متشددة.

وأكد اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات الأمنية اليمنية ألقت القبض على عبد الله الحربي.

وأضاف التركي أن اتصالات جرت بين الجانبين السعودي واليمني، عقب تناقل وسائل الإعلام خبر إلقاء القبض على الحربي في اليمن، حيث أكدت الأجهزة الأمنية اليمنية صحة الأنباء، وقال التركي «تم إطلاعنا على المعلومات، وتأكيد صحة الخبر».

وحول تسليم المطلوب الحربي للأجهزة الأمنية السعودية أكد اللواء التركي، أن هناك إجراءات متبعة في عمليات تسليم المطلوبين أمنيا، وهذه الإجراءات تأخذ بعض الوقت، مشيرا إلى أن عملية التسليم لم تتحدد بعد. ويعد عبد الله الحربي (40 عاما)، وهو من مواليد المدينة المنورة، ثاني مطلوب يتم اعتقاله في اليمن، بعد أن تسلمت السلطات السعودية من نظيرتها اليمنية في السابع عشر من فبراير الماضي محمد العوفي، وهو أحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة، الذين تلاحقهم الرياض ضمن قائمة مكونة من 85 مطلوبا، الذي وجهت له تهمة العلاقة المباشرة بتنظيم القاعدة.

وأوضح التركي، أن التنسيق الأمني بين السلطات الأمنية السعودية، ونظيرتها اليمنية على أعلى المستويات في الحرب على الإرهاب، وملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة.