توجه لتعميم برنامج يدمج اللقطاء في الأسر عبر «الرضاعة»

بعد نجاحه في مكة مع 34 حالة وحصوله على جائزة أفضل برنامج اجتماعي في العالم

جمعية البر الخيرية تحتضن عددا كبيرا من أصحاب الظروف الخاصة في جدة
TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بدراسة مستفيضة لتعميم فكرة برنامج القرابة من الرضاع المطبق في مكة المكرمة الذي حاز على جائزة البنك الإسلامي للتنمية كأفضل برنامج اجتماعي على مستوى العالم الإسلامي في العام الماضي، واستفاد منه 43 طفلا وساهم في احتضان 34 حالة من قبل الاسر المرضعة. وتتلخص فكرة البرنامج في دمج الأطفال من ذوي الظروف الخاصة ممن يطلق عليهم «اللقطاء» في اسر شرعية من خلال الرضاع الشرعي من قبل امهات الأسر، وقد استفاد من هذا البرنامج نحو 45 لقيطا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وساهم المشروع في احتضان نحو 34 طفلا دون الخوف من أي عذر شرعي مع تلك الأسر، أو مشاركتهم في الارث كون الرضاعة لا تشمل ذلك الحق.

ففي وقت احتلت فيه منطقة مكة المكرمة مركز الطليعة في الإحصائيات الرسمية من ناحية عدد اللقطاء بمعدل 33.4 في المائة من الحالات المسجلة في عموم مناطق المملكة ابتكرت الجمعية هذا البرنامج لمواجهة تلك الحالات بدمجهم في المجتمع.

وتعود فكرة المشروع ـ وفقا للشيخ احمد الصبان وكيل وزارة الشؤون الاسلامية للتخطيط ورئيس لجنة التطوير التربوي والتعليم بالجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة ـ إلى المصاعب التي يواجهها اللقطاء بعد تبنيهم من قبل بعض الأسر التي تتخلى عنهم بعد بلوغهم بسبب الضوابط الشرعية أو بسبب زواج أو وفاة السيدة المتبنية للطفل.

وزاد الصبان «تلافيا لتلك المشكلة اتفقت الجمعية مع الوزارة ودور رعاية الصغار على برنامج الرضاع الذي يضمن للأطفال اسرا يتواصلون معهم ولا يزاحموهم على الإرث، وبهدف إيجاد قرابة شـرعـية بين الرضيع وأفـراد الأســـرة المرضعة والإسهام بالرعاية الطبيعية للأبناء بما يحقق الاستقرار النفسي».

وأضاف وكيل وزارة الشؤون الاسلامية للتخطيط أن البرنامج يعلن عبر وسائل الإعلام عن الحاجة لمرضعات للأطفال وفقا لضوابط محددة، تشمل موافقة الزوج وتخضع لعملية بحث اجتماعي وكشف طبي ثم يتم اختيار الطفل وتبدأ عملية الإرضاع داخل الجمعية على مدى خمس رضعات في خمسة ايام متفرقة او متوالية، ثم تقوم المرضعة برفقة زوجها بإثبات ذلك في صك شرعي بشهادة مشرفات الجمعية كما أن هناك شرطا ان السيدة التي ترضع الذكور لا ترضع الإناث.

وبين الصبان أن الجمعية تقوم بمنح مكافآت للمرضعات وتتحمل نفقاتها للوصول للجمعية، كما تمنح مكافأة أخرى عند منح الصك وتشمل مكافأة الإرضاع ألف ريال ومكافأة الصك 500 ريال، مشيرا إلى أن بعض المرضعات يرفضنها رغبة منهن في الأجر والمثوبة. ولا ينتهي دور الجمعية إلى هذا الحد، حيث تقوم الجمعية بإرضاع الطفل من قبل سيدتين على الاقل لتوفر له اكثر من عائلة والأخذ بالحسبان وفاة إحدى المرضعات، وتقوم كل مرضعة بإرضاع من ثلاثة الى أربعة أطفال، حيث يتواصل الطفل معها وتقيم له حفلتين في السنة للتواصل مع أهله تتكفل بهما الجمعية بواقع 500 ريال للحفلة وتزود الطفل بهدايا لأخوته ووالدته عند الذهاب إليهم. ونتيجة لهذا البرنامج تحول الامر عند الكثير من الحالات الى ما يسمى الاحتضان، وطلبت الأمهات احتضان الأطفال ودمجهم ضمن أسرهم، حيث تم احتضان نحو 34 طفلا ولم يتبق في الجمعية سوى أربعة أطفال حديثي الالتحاق ما زالوا في مراحل الإرضاع. وعن المشاكل التي توجه المشروع، قال صبان «نواجه مشكلة في استخراج الصكوك بسبب ظروف الأهالي»، مشيرا إلى بعض الحالات التي توقفت فيها بعض الامهات عن الارضاع لظروف خاصة، كما أن هناك مشكلة تتمثل في عدم فهم الناس لمفهوم البرنامج ومزاياه لصالح الصغار. وكانت إحصائية صادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية قد قدرت عدد القطاء خلال العام الماضي بنحو 280 حالة في مختلف مناطق المملكة، وتصدرت منطقة مكة المناطق الأخرى وسجلت 95 حالة، أما باقي مناطق المملكة فكانت بمعدل 33.4 في المائة من الحالات المسجلة في عموم مناطق المملكة، رغم أن المنطقة تشكل سكانياً ما نسبته 1.26 في المائة من إجمالي السكان.

وحلت الرياض بالمرتبة الثانية بتسجيل 58 حالة، بنسبة 20.5 في المائة، فيما جاءت عسير في المرتبة الثالثة بتسجيل 36 حالة، بنسبة 2.12 في المائة.

وبينت الإحصائية أن هناك نحو 621 لقيطا في السعودية تقل اعمارهم عن 6 سنوات و182 طفلا تقل اعمارهم عن سنة، إضافة الى 1045 شابا وفتاة تتراوح اعمـــارهم ما بين 6 الي 18 عاما، نسبــة الذكور اكبر من الإناث بواقع 772 من الذكور و273 من الإناث.