المالكي لـالشرق الأوسط»: دعوة المصالحة مفتوحة لجميع المسلحين.. بشرط إلقاء السلاح

موسى يدعو إلى توسيع المصالحة..وبغداد تؤكد حقها في استضافة القمة العربية

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية يتصافحان أثناء لقائهما في بغداد أمس (أ. ف. ب)
TT

أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مباحثات مكثفة بالعاصمة العراقية بغداد، شملت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووزير خارجيته هوشيار زيباري، وأكد المالكي أن حكومته تتحرك نحو «العراق الجديد»، فيما تحدث زيباري عن «استضافة العراق لمؤتمر القمة العربية الدورية القادمة بعد قمة الدوحة»، قائلاً «إن العراق سيعرض على القادة العرب رؤيته في ما يتعلق باستضافة تلك القمة، وأشار إلى أن الأمم المتحدة سوف تراجع، خلال صيف هذا العام كل القوانين والقرارات التي أصدرتها بشأن العراق منذ عام 1990.

وبالتوازي مع تصريحات المالكي وزيباري، تحدث عمرو موسى عن «العراق الجديد، الذي يتشكل الآن في كل المجالات بما في ذلك دوره ومستقبله»، مشدداً على أن دور العراق في العالم العربي يجب أن يُستَأنف وبسرعة، وذكر أنه لمس «تقدما كبيرا ما بين زيارته عام 2005 للعراق، وزيارته الحالية».

ودعا موسى عقب لقائه كبار المسؤولين في بغداد الى «توسيع» المصالحة الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته ان العراق «يتقدم» نحو اوضاع مستقرة.

وقال موسى للصحافيين ان «الجامعة العربية تتابع باهتمام التطورات في العراق وهو يتقدم نحو وضع مستقر ونرجو من المصالحة ان تستمر وتتوسع ويكون لها ديمومة تؤدي الى السلام الاجتماعي والسياسي، وارى ان العراق على طريق الاستقرار». وعرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ما وصلت إليه الأوضاع في العراق على صعيد الوفاق والمصالحة الوطنية، وأكد المالكي التزام حكومته بالتحرك نحو «العراق الجديد».

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» عقب مباحثاته وموسى صباح أمس في مقر مجلس الوزراء ببغداد، جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدعوة لمن يرغب من المقاتلين في الحوار، شرط أن يترك سلاحه قبل الدخول للحوار، وتابع قائلاً: «من يريد أن يعود إلى الصف وإلى العملية السياسية ويترك لغة السلاح والتطرف والطائفية نحن نرحب به»، وتابع موضحاً «العراق بدأ يتعافى من جراحه ويعود إلى محيطة وامتداده العربي»، وقال «إن العراق يعلن عن استعداده لكي يكون شريكا في المهام والمطالب والاستحقاقات»، وأضاف معلقاً «اليوم يمكن القول إن الهدف الذي سعينا له مع الجامعة العربية في اتجاهات الوفاق الوطني والمصالحة قد تحقق وحدث تفاهم ونبذ للطائفية بين أبناء الشعب العراقي».

واستهل المالكي تصريحاته للصحافيين مؤكداً أن اللقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية «كان مفعما بالايجابية والاستعدادات الكثيرة على مستوى الاستفادة من مؤسسات الجامعة العربية لدعم جهود العراق في المجالات الاقتصادية، وفي اتجاه البناء والإعمار والخدمات». وأكد أن العراق يستوعب كل جهود الإخوة العرب في مجال الاعمار، كما يرحب بشركاتهم للمساهمة في عملية إعادة الاعمار، خاصة بعد المراحل الصعبة التي مر بها الشعب العراقي.وأكد المالكي أهمية دعم الجامعة للعراق في مسألة التواجد العربي والدبلوماسي وعودة السفراء والسفارات العربية إلى العراق.

وردا على سؤال حول مدى استعداد العراق لاستيعاب خطط إعادة الانتشار وتأثير ذلك على الوضع الأمني، أوضح رئيس الوزراء نوري المالكي، أن هذا السؤال هو نفس الموضوع الذي تداوله خلال مباحثاته مع الأمين العام (عمرو موسى)».

وأضاف «إنني أقول بكل ثقة وقناعة ومن خلال وقائع ميدانية وليس لمجرد تقديرات سياسية أو إعلامية، إن القدرات الأمنية والتماسك الشعبي يمتلك القدرة على ملء أي فراغات وبشكل سريع». وأضاف: إن الاتفاقيات التي أبرمت مؤخرا تنص على أن الانسحابات تتم بالتفاهم حتى يتم ملء الفراغات من قبل القوات العراقية، التي أصبحت أكثر قدرة وخبرة وتسليحا.

وحول نتائج الحوار مع الفصائل، أكد المالكي أنه منذ تسلمه للمسؤولية في مجلس الوزراء، أعلن مبدأ المصالحة الوطنية والتعاون مع كل من يؤمنون بالعملية السياسية ويريدون التعاون وفق ضوابط الدستور. اعاد المالكي الترحيب بـ«جميع» المعارضين «لكن على اسس دستورية» في اشارة الى ان الدستور الجديد يحظر حزب البعث العربي الاشتراكي.

وأضاف المالكي: إن «عملية المصالحة تحتاج إلى أجواء هادئة وظروف.. هي الآن متوفرة ومستقرة»، وذكر أن «الشكوك التي كان يتداولها البعض من المعارضين بانت حقيقتها وهي أن الدولة ليست طائفية ولا عنصرية ولا تريد تقسيم العراق كما كانوا يروجون، وإنها أيضا لا تريد أن تبيع العراق كما كان يدعي أصحاب الشعارات»، مشدداً على اهتمامه بالمصالحة وفق المبادئ والمصالح الوطنية التي تخدم الشعب العراقي.