انتحاري من «القاعدة» وراء تفجير في اليمن تدرب في الصومال

منفذ الهجوم خزن «القات» قبل العملية

TT

قال مسؤول أمني يمني أمس، إن المهاجم الانتحاري الذي نفذ هجوما أسفر عن مقتل أربعة سياح من كوريا الجنوبية في اليمن تلقى تدريبات في الصومال.

وجاء الهجوم الذي سيؤثر على الأرجح على قطاع السياحة في البلاد، بعد دعوات متكررة من زعماء «القاعدة» لاستهداف الأجانب من غير المسلمين في اليمن.

وقال المسؤول إن المهاجم تدرب في الصومال الدولة التي تفتقر لحكم القانون في القرن الأفريقي والتي تخشى أجهزة أمنية غربية من أن تكون قاعدة لمتشددين على صلة بتنظيم «القاعدة». وعرف المهاجم بأنه عبد الرحمن مهدي العجبري الذي ترك منزل أسرته في محافظة تعز اليمنية قبل نحو شهرين. وأضاف المسؤول أن العجبري في خطاب لوالدته أوصله مقاتل زميل له، كتب يقول إن أسرته لن تراه بعد ذلك وأنه يعتقد أنه على «الصراط المستقيم».

ووافقت اليمن في يناير (كانون الثاني) الماضي على استضافة الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف بعد استقالته في ديسمبر (كانون الأول). واتهمت الدول المانحة وحكومات المنطقة يوسف، بأنه كان عقبة أمام محادثات السلام التي تستضيفها الأمم المتحدة.

إلى ذلك، قال الموقع الإخباري اليمني «نيوز يمن» أمس، إن الانتحاري الذي فجر نفسه في مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين بالقرب من شبام (جنوب شرق) وتسبب في مقتل أربعة منهم إضافة إلى مرشد يمني، طلب من السياح أن يلتقطوا صورة له معهم.

ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله إن المحققين عثروا على بطاقة شخصية تخص الانتحاري في مكان الانفجار وهو من مواليد عام 1990 في حي السلام في محافظة صنعاء، وينتمي إلى تنظيم «القاعدة».

وبحسب المصدر، قام الانتحاري بتفجير نفسه بعدما كان «جالسا مخزنا» (يمضغ القات) في موقع التفجير وهو «كان يحاول إبعاد الأطفال عن مكان الحدث».

وكان الهجوم الذي استهدف مجموعة السياح على تلة مطلة على مدينة شبام التاريخية في حضرموت، أسفر عن مقتل أربعة سياح من كوريا الجنوبية ومرشدهم اليمني، فضلا عن إصابة ستة أشخاص بجروح بينهم أربعة كوريين. وأعلن رسميا أن منفذ الهجوم ينتمي إلى «القاعدة» وأن معلومات عنه وعن الانفجار ستعلن في وقت لاحق.

وانضم اليمن إلى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 على مدن أميركية، لكن مازال ينظر إليه في الغرب باعتباره ملاذا آمنا للمتشددين الإسلاميين. من جهة أخرى رفض 16 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم «القاعدة»، بينهم أربعة سوريين وسعودي، يوم أمس الرد على أسئلة القاضي أثناء جلسة لمحاكمتهم في صنعاء، وأعلنوا إضرابا عن الكلام وعن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم. وقال المتهم راوي حمد الصعيري (22 عاما) في بداية الجلسة «إن هذا السجن أشد وأقسى من سجن غوانتانامو لما نلاقيه من شتى أنواع التعذيب»، مشيرا إلى أن إدارة سجن الأمن السياسي الذي يقبعون فيه لا تسمح لهم بقراءة القرآن ولا بالصلاة. وطلب القاضي من ممثل المدعي العام زيارة السجن للتحقق من ذلك وتقديم تقرير حول ظروف اعتقال أعضاء الخلية. وحددت الجلسة المقبلة في 24 مارس (آذار). وتتهم الخلية بالضلوع في 13 هجوما، بينها الهجوم على سياح في حضرموت (شرق) في يناير (كانون الثاني) 2008 مما أسفر عن مقتل سائحتين بلجيكيتين. ومن الهجمات أيضا عمليات نسبت إلى تنظيم «القاعدة» خلال 2008 منها الهجوم على السفارة الأميركية في صنعاء في يوليو (تموز) بقذائف أخطأت الهدف وأصابت مدرسة مجاورة، وعلى مجمع سكني يقطنه خبراء غربيون إضافة إلى هجوم انتحاري على معسكر الأمن المركزي في مدينة سيئون (شرق) واشتباكات مدينة تريم (شرق) التي قتل فيها القائد العسكري لتنظيم «القاعدة» حمزة القعيطي. وتابع المتهمون الجلسة التي استمرت ساعتين، واستمعوا بهدوء إلى ممثل المدعي العام وهو يتلو الاتهامات والأدلة، ونفوا التهم الموجهة إليهم. وبحسب الادعاء، نجح حمزة القعيطي أحد الهاربين من معتقل المخابرات اليمني مطلع عام 2005، في تشكيل هذه الخلية في خيمتين نصبتا في صحراء حضرموت. وقال الادعاء العام، إن معظم أعضاء هذه الخلية هم على الأرجح من العائدين من العراق، الأمر الذي يفسر وجود سوريين وسعودي بينهم.