فريق أوباما يسخر من انتقادات تشيني للإدارة الجديدة

الناطق باسم أوباما: الرئيس أوضح أن الحفاظ على أمن وسلامة الشعب الأميركي وظيفته الأهم

TT

جاء رد إدارة الرئيس باراك أوباما حادا على الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني في المقابلة التي أذيعت يوم الأحد، والتي قال فيها إن الرئيس الجديد «يقوم ببعض الخيارات التي، بحسب رأيي، تزيد من مخاطر احتمالية تعرض الشعب الأميركي لهجوم إرهابي آخر».

وقال روبرت غيبس، الناطق باسم البيت الأبيض، في لقائه اليومي بالصحافيين ردا على تشيني: «أعتقد أن راش ليمبو كان مشغولا، ولذا كشفوا عن ثاني أبرز الأعضاء في جماعة المتآمرين الجمهوريين». وتعكس تصريحات غيبس استياء الإدارة من تصريحات تشيني التي أدلى بها لقناة «سي.إن.إن» الإخبارية الأحد الماضي، في أول مقابلة معه بعد تركه لمنصبه، وقد اتهم نائب الرئيس الأسبق الذي لم يحظ بشعبية على الإطلاق في استطلاعات الرأي، الإدارة الشابة باستخدام سياسات اقتصادية سيئة ترمي إلى توسع أشمل وأكثر ليبرالية للحكومة، ودافع بشدة عن سياسات إدارة بوش في الداخل والخارج.

وتأتي انتقادات تشيني في أعقاب الحديث الذي أدلى به راش لومبو الشهر الماضي، الذي قال خلاله المذيع الذي ينتمي إلى المحافظين إنه يأمل في أن «يفشل» أوباما في مبادراته السياسية، داعيا الديمقراطيين إلى التساؤل عمن يتحدث باسم الحزب الجمهوري، وعن القيم التي يتبناها. وركز غيبس في رده على تأكيدات تشيني بأن سياسات إدارة أوباما في مكافحة الإرهاب، التي تتضمن خططا بإغلاق السجن العسكري في خليج غوانتانامو بكوبا، وإنهاء العمل بأساليب التحقيق التي وصفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها تعذيب، جعلت البلاد أكثر عرضة لهجمات إرهابية. تشيني الذي أدلى بعدة ملاحظات مماثلة من قبل، لكنها لم تكن بمثل هذا العمق، وصف تلك السياسات بأنها «كانت ضرورية بشكل أساسي للنجاح الذي حققناه، في تجنب تعرضنا لهجمة أخرى».

وقال تشيني إن أوباما قد حوّل البلاد من التدابير العسكرية إلى استراتيجية تشبه تطبيق القانون، مضيفا أن الإدارة الجديدة «تصرف انتباهها عن الأمور المهمة التي تتطلب تركيزا، وأن فكرة التهديد العسكري أمر ضروري إذا ما كنت ترغب في الدفاع بنجاح عن الدولة ضد الهجمات الخارجية. ورد غيبس على ذلك بالتذكير بأن إدارة الرئيس بوش فشلت في قتل أو أسر بعض المسؤولين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 التي استهدفت مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، وأجلت في بعض الحالات الأخرى تقديم هؤلاء الذين اعتقلتهم إلى العدالة عبر احتجازهم لسنوات دون توجيه تهم لهم».

وعندما سئل عن الحدة في ملاحظاته تجاه تصريحات تشيني، قال: «أحيانا أطلب الصفح بدلا من الاستئذان»، وأعرب عن أمله في ألا تغطي سخريته على جدية ملاحظاته بأن كل من قال عنهم نائب الرئيس بأنه يشعر بالقلق تجاههم، لم يقدموا للمحاكمة. وقد عمدت إدارة أوباما التي لم تكمل شهرها الثاني في البيت الأبيض إلى التذكير بأنها ورثت عجزا في الميزانية بمقدار 1.2 تريليون دولار، و14 شهرا من الركود الاقتصادي وحربين. وأشار تشيني خلال المقابلة إلى أن خطة التحفيز التي تبناها أوباما التي تتكلف 787 مليار دولار، والتي بدأت في عهد الرئيس بوش، ومقترح الميزانية الذي يتكلف 3.6 تريليون دولار ستشكل أضخم أو واحدة من أضخم سيطرة فيدرالية على القطاع الخاص في تاريخ الولايات المتحدة». ورد غيبس على ذلك بالقول: «أعتقد أن عدم الأخذ بنصائح ديك تشيني في الاقتصاد سوف يكون أفضل نتيجة لمقابلة أمس».

أما ماري ماتالين، كبيرة المستشارين السابقة لتشيني التي لا تزال صديقة للعائلة وموضع سرها فقالت: «لا توجد هناك استراتيجية (من قبل تشيني) لدخول مجال العمل السياسي الوطني»، لكنها أضافت أنه «ما من شخص أعلم أو أكثر خبرة بكل مستويات الحكومة أكثر من نائب الرئيس».

وقالت ماتالين «إن تشيني قرر التحدث الآن نتيجة لتعاظم مخاوفه»، وأضافت مشيرة إلى إدارة أوباما: «وأعتقد أن الحقائق بدأت تتكشف أمام الأميركيين بعد زوال سحر الفتنة وشهر العسل مع الإدارة الجديدة، فهم يدخلون مرحلة البحث عن المعلومات، ومن الصعب النجاح في وسط اتجاهات متعددة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط».