تل أبيب تهدد حماس وتقرر مواصلة التفاوض معها حول صفقة الأسرى رغم الفشل

رئيس أركان الجيش يقصر زيارته لواشنطن لكي يقنع الوزراء بالتجاوب مع الحركة

TT

على الرغم من الفشل الواضح في المفاوضات المكثفة بين إسرائيل وحركة «حماس» حول صفقة تبادل الأسرى، قررت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة غير عادية، أمس، الاستمرار في المفاوضات. وألمح رئيسها، ايهود أولمرت، إلى أن فشل رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة هذا الأسبوع، يفتح الآفاق أمام فرصة أخرى وأخيرة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى، لكن فقط لبضعة أيام قليلة. وأرفق هذا الحديث عن الفرصة بتهديدات واضحة لحركة «حماس» بأنها ستفرض قيودا على الأسرى الفلسطينيين من الآن فصاعدا، وستعود إلى تشديد الحصار. بينما ردّت «حماس» هذه التهديدات، وقالت إن إسرائيل هي التي أفشلت المفاوضات.

وكان أولمرت قد فرض السرية التامة على جلسة الحكومة وأمر وزراءه بأن لا يتكلموا بتاتاً عن أبحاثها، واكتفى ببيان ألقاه وزير القضاء، دانئيل فريدمان، هاجم فيه حركة «حماس» بغضب وشراسة وحملها مسؤولية إفشال المفاوضات وقارن بينها وبين النازيين. وقال فريدمان إن أولمرت قدم لهذه الحركة عرضاً ما كان ممكنا أن تعرضه أي حكومة إسرائيلية في هذه الظروف، لكن «قادة هذا التنظيم الإرهابي القتلة رفضوه بتبجّح فظ، يدل على نوعية هؤلاء البشر الوحشية». وقال فريدمان في لهجة تهديد مبطنة، إن «حماس سوف تعرف بأن لدى إسرائيل توجد خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. وإسرائيل تستطيع أن تدافع عن أبنائها بقوة، بمن في ذلك جلعاد شليط (وهو الجندي الأسير لدى حماس)»، مما فهم على انه تهديد بعمليات اجتياح ترمي إلى إطلاق سراح الأسير بالقوة.

واتضح مما تسرّب عن هذه الجلسة أن رئيس المخابرات العامة، يوفال ديسكين، ومسؤول ملف الأسرى في مكتب رئيس الحكومة، عوفر ديكل، عرضا تقريراً مفصلا عن المفاوضات التي أجرياها في القاهرة مع ممثلي «حماس». فقالا إن حماس ليست ناضجة للتوقيع على صفقة تبادل أسرى. وأنها في اللحظة الأخيرة فرضت شروطا جديدة وعرضت مطالب جديدة. وقال أولمرت، موجهاً الانتقاد إلى وزرائه، إن المفاوضات جرت في ظل أسوأ ظروف ممكنة، حيث الضغط الجماهيري كان واسعا وشديدا. وقال إن تصريحات العديد من الوزراء الإسرائيليين عن ضرورة انجاز هذه الصفقة بأي ثمن وزيارات الوزراء إلى خيمة الاعتصام التي أقامتها عائلة شليط، أوهمت «حماس» أن إسرائيل مستعدة لإنهاء الصفقة بأي ثمن. لكن هذا لن يحدث بعد. وسنري «حماس» أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن أن نسمح بتجاوزها.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال جابي اشكنازي، قد قصر زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، وعاد خصيصا إلى إسرائيل ليشارك في جلسة الحكومة ويحاول إقناع الوزراء بضرورة قبول شروط «حماس» وتمرير الصفقة، حتى يعود الجندي شليط إلى عائلته. لكن أولمرت أوضح له أن موضوع البحث ليس قبول الصفقة أو عدم قبولها، فحركة «حماس» تبتز إسرائيل بطريقة بشعة وعلى الجميع أن يتحد الآن لصد هذا الابتزاز وإفشاله. وانتهى الاجتماع بعد 3 ساعات، بقرار إصدار بيان باسم أولمرت من دون تصويت الوزراء. والقرار الوحيد الذي اتخذ هو إقامة لجنة وزارية تضع سلسلة إجراءات يمكن تنفيذها فورا في إطار ممارسة الضغط على «حماس». ومن بين هذه الإجراءات وقف الزيارات العائلية للأسرى وتشديد الحصار على قطاع غزة، والرد العنيف القاسي على أي عملية مسلحة وغير ذلك. من جهة ثانية قال القيادي في حركة «حماس»، صلاح البردويل، إن اتهامات إسرائيل لحركته بإفشال صفقة التبادل مقابل الجندي الأسير جلعاد شليط، محاولة للتهرب من الاستجابة لمطالب الفصائل الآسرة، التي تتعلق بإنهاء معاناة مئات الأسرى في سجون الاحتلال.