مصادر خليجية لـ«الشرق الأوسط» : رسائل إيران للخليج تطمينات.. ولا نوايا سيئة لدول المنطقة

قالت إن دول الخليج تنتظر «أفعالا وليس أقوالا» من طهران

رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال استقباله وزير الخارجية الايراني متقي أمس (أ. ف.ب)
TT

استقبل رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الذي يقوم بجولة خليجية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية. وسبق أن زار متقي السعودية والكويت والبحرين ضمن جولته التي تأتي في أعقاب أزمة تسببت فيها تصريحات لمسؤولين إيرانيين قالوا إن البحرين محافظة إيرانية، وأثارت استياء بالغا في العالم العربي. كما تأتي الزيارة قبل القمة العربية المقبلة التي تستضيفها الدوحة في 29 و30 مارس (آذار).

وبحسب وكالة أنباء الإمارات فقد نقل متقي إلى الشيخ خليفة رسالة شفهية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول «العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك». والتقى الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي مع متقي، قبل أن يغادر الوزير الإيراني مساء أمس أبوظبي بعد انتهاء زيارته. وكان متقي قد نقل رسائل من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى قادة السعودية والكويت والبحرين.

وقالت مصادر خليجية لـ«الشرق الأوسط» إن الجولة الخليجية التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حملت معها تطمينات إيرانية جديدة، والتأكيد على «حسن نوايا» إيران تجاه جيرانها في الضفة الشرقية من الخليج العربي.

ووفقا للمصادر الخليجية فإن الرسالة التي حملها متقي شملت تأكيدات الحكومة الإيرانية بأنها «لا تضمر أي نوايا سيئة لدول الخليج». وقالت المصادر إن وزير خارجية إيران كان حريصا على إبلاغ دول الخليج في المحطات المختلفة التي توقف فيها، رسالة موجهة مباشرة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأن «طهران تحرص على علاقات متميزة مع دول مجلس التعاون، وأنها ترغب في تحسين هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة»، كما نقل عن الرئيس الإيراني أنه «سيعمل مع دول الخليج على تطوير هذه العلاقات».

ونفت المصادر أن تكون الرسائل التي نقلها وزير الخارجية الإيراني لقادة دول الخليج تتعلق بأية «وساطات» أو تقارب مع الجانب الأميركي، مؤكدة أن الرسائل الشفهية حملت فقط سعي إيراني لتحسين العلاقات مع الدول الخليجية، والتأكيد على عدم وجود نوايا إيرانية سيئة ضد دول الخليج.

لكن المصادر ذاتها قالت إن دول الخليج كانت تتوقع «أفعالا» أكثر من الأقوال التي جاء بها وزير خارجية إيران، وقالت المصادر: «نثمن كثيرا لطهران حرصها على إثبات نواياها الحسنة، لكن تجاربنا السابقة أثبتت أن الأقوال كثيرا ما تتغير سريعا».

وتأتي الجولة الإيرانية المستهدِفة بث رسائل تطمينية لدول «التعاون»، في الوقت الذي شهدت العلاقات الإيرانية الخليجية حالة من التوتر في أعقاب تصريحات إيرانية تمس استقلال وسيادة البحرين، بعد أن صرح رئيس التفتيش في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية علي أكبر ناطق نوري، بأن البحرين «محافظة رابعة عشر». وفي أعقاب تنديد خليجي وعربي ودولي رفضا لهذه التصريحات، تراجعت إيران عن هذه التصريحات وتبرأت منها، وأعلن وزيرا خارجية البلدين من طهران عن إقفال هذا الملف.

واستهل متقي زيارته الخليجية للسعودية حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونقل إليه رسالة شفوية من الرئيس الإيراني، قبل أن ينتقل وزير الخارجية الإيراني إلى البحرين أول من أمس، والإمارات التي زارها أمس، وينقل إلى قادتها رسائل شفوية مماثلة من الرئيس الإيراني.

ومساء أول من أمس حطت طائرة وزير الخارجية الإيراني في العاصمة البحرينية المنامة، حيث استقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، حيث نقل إلى الملك حمد تحيات علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، والرئيس محمود أحمدي نجاد، «وتمنياتهما لمملكة البحرين بدوام التقدم والازدهار».

وقد رحب الملك حمد بن عيسى بوزير الخارجية الإيراني واستعرض معه «العلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين في المجالات كافة»، وأعرب ملك البحرين عن تطلعه إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين لخدمة مصالحهما المشتركة. ونوه الملك حمد بأهمية تبادل مثل هذه الزيارات بين المسؤولين في البلدين، مشيرا إلى أنها تسهم في تنامي العلاقات الثنائية القائمة على أسس الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون المثمر، لتوفير سبل التنمية الشاملة في المنطقة. وأكد ملك البحرين ووزير الخارجية الإيراني أهمية استمرار تطوير العلاقات بين البلدين لما فيه خير وصالح الشعبين الصديقين.