إخضاع 175 عضوا في هيئة الأمر بالمعروف للتدريب على التعامل مع ضغوط العمل

بعد تعرض بعض الأعضاء الميدانيين إلى اعتداءات بدنية وإصابات جنائية

مجموعة من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال إحدى الدورات التي نظمها الجهاز لأفراده في وقت سابق لتحسين التعامل مع الجمهور («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في اخضاع منسوبيها في جدة والبالغ عددهم 175 عضوا ميدانيا لتأهيل وتدريب مكثف على كيفية التعامل مع ضغوط العمل، التي يأتي في مقدمتها الاعتداءات البدنية والجنائية.

وكشف مسؤول في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة (طلب عدم ذكر اسمه) لـ«الشرق الأوسط» أن تعرض رجال الهيئة لاعتداءات بدنية واساءة معاملة خلال اوقات مضت دفع بالهيئة إلى تدريبهم على طريقة التعامل مع هذه الضغوط. وبين «ان طبيعة عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسببت في إحداث حالات اعتداءات بدنية وإساءة لمنسوبيها في الميدان، التي قد تصل أحيانا إلى إصابات جنائية تحال للجهات المعنية، غير أنها تعد قليلة جدا».

وأوضح المسؤول لـ«الشرق الأوسط» أنه من الصعب رصد حالات الإساءة التي يتعرض لها منسوبو الهيئة من قبل بعض أفراد المجتمع، لا سيما أن طبيعة العمل تستوجب حدوث مثل تلك المواقف، إلا أن هناك إصابات جنائية يتعرضون لها جرّاء مقاومتهم البدنية، التي لا تهتم الهيئة برصدها كإحصائية على اعتبار أنها تعد قليلة جدا، مؤكدا أن الأعضاء لديهم صلاحية القبض على أي شبهة في الحال، غير أن دورهم ينتهي بمجرد تسليمها للجهات المختصة بهدف استكمال الإجراءات بحسب نوع القضية.

وبحسب المسؤول، يعاني منسوبو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من «ضغوط عمل» تتمثل في زيادة ساعات العمل لفترة تتجاوز وقت الدوام الرسمي، إضافة إلى كثرة الخطط الموسمية والمتضمنة موسم الامتحانات والصيف وشهر رمضان المبارك والأعياد، ما يجعلهم يحتاجون إلى التدريب على كيفية مواجهة تلك الضغوط والتعامل معها بشكل سليم.

ولتحقيق ذلك يخضع 21 عضوا من الهيئة في محافظة جدة الأسبوع المقبل إلى دورة تدريبية حول التعامل مع ضغوط العمل، التي تعد الثانية من نوعها بعد انعقاد الأولى منذ حوالي أسبوعين بهدف استفادة جميع منسوبي الهيئة منها، والبالغ عددهم حوالي 175 عضوا في مدينة جدة.

وتتناول الدورة محاور عدة متمثلة في المقدمة التعريفية بموضوعها والمشاعر المصاحبة للضغوط داخل العمل والبيئة الخارجية وأشكال تلك الضغوط وأثرها السلبي والإيجابي ومدى استجابة الموظف لها.

ويتناول المحور الثاني استراتيجيات التحكم في الضغوط وتقنيات إداراتها وعرض نماذج واقعية من أساليب التكيف معها، إضافة إلى ورش عمل واختبار عملي يؤكد المفاهيم العلمية والعملية للتعامل مع ضغوط العمل التي تفرضها طبيعة عمل رجل الهيئة الميداني، الذي يستلزم التعامل المباشر مع مختلف شرائح وفئات المجتمع، ونوعية القضايا التي تعالجها الهيئة.

وذكر أحد منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (فضّل عدم ذكر اسمه) إن ضغوط العمل يترتب عليها أحيانا انخفاض أداء وعطاء وحضور رجل الهيئة، و تقليل نزوله إلى الميدان.

وقال منسوب الهيئة لـ«الشرق الأوسط»، في بعض الأحيان تؤثر الضغوط في تعامل منسوبي الهيئة مع أفراد المجتمع، غير أن قلة العطاء والفاعلية هي أبرز ما تنتج من تلك الضغوط، لافتا إلى أن سوء تعامل بعض الأفراد مع رجال الهيئة يعد مؤثرا قويا في سير العمل.

وأضاف أن وسائل الإعلام التي تعمد تسليط الضوء على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل سلبي من شأنها أن تمثّل أحد الضغوط التي تواجه منسوبي الهيئة، إذ تجعلهم في موضع هجوم من قبل أفراد المجتمع.

من جهته أوضح علي آل حيان رئيس هيئة محافظة جدة أن دورة استراتيجيات التعامل مع ضغوط العمل تعتبر الدورة الرابعة التي تم عقدها لمنسوبي الهيئة منذ بداية العام الحالي، وأضاف، تأتي تلك الدورة ضمن سلسلة من الدورات التدريبية التي تنفذها هيئة محافظة جدة بناء على توجيهات عبد العزيز الحمين الرئيس العام ومتابعة الدكتور إبراهيم الهويمل وكيل الرئيس العام.

ولفت إلى أن هذه الدورات تأتي استكمالا للدورات التدريبية التي تم تنفيذها خلال العام الماضي من قبل نخبة من المدربين المتخصصين وبالتنسيق مع أحد أفضل المراكز التدريبية المتقدمة، إذ بلغ عدد الدورات خلال العام المنصرم 21 دورة تدريبية خصصت في مهارات التواصل مع الآخرين وفن التأثير والإقناع والإبداع الإداري ومكافحة السحر والشعوذة وآليات التعامل مع وسائل الإعلام وغيرها من الدورات التخصصية لمنسوبي الهيئة.

يشار إلى أن الدكتور إبراهيم الهويمل ذكر في اجتماع سابق مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن الهيئة ارتكبت 35 خطأ مقابل 4000 قضية، إذ بلغ عدد القضايا المحالة من الهيئة إلى الجهات المختصة نحو 3302 قضية خلال العام الماضي، والتي عمدت إدارات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أسلوب الستر في 94 في المائة من إجمالي تلك القضايا.

وأشار آنذاك إلى أن نحو 22277 قضية انتهت بالتعهد، فيما بلغت قضايا السحر والشعوذة في منطقة مكة المكرمة نحو 486 قضية من حوالي 2000 قضية على مستوى السعودية.