جامعيون سعوديون يتنافسون على «مبادرة إثراء للمحتوى العربي»

تحمل اسم الملك عبد الله وتتعاون معها «غوغل» لدعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت

TT

في خطوة رائدة لدعم حضور اللغة العربية على شبكة الإنترنت، دشنت مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي «منافسة إثراء المحتوى العربي»، التي تستهدف طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود، وتأتي بالتعاون مع شركة «غوغل» العالمية، للتحفيز على كتابة أفضل المقالات العربية داخل موقع وحدة المعرفة «نول»، وتستمر المنافسة حتى الـ17 من شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور منصور الغامدي، مساعد المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهي الجهة المسؤولة عن المبادرة، أن المحتوى العربي لا يزال ضعيفاً ولا يشكل إلا حوالي 0.005 في المائة من محتوى شبكة الإنترنت. وأرجع توجه المنافسة للشباب، كونهم أكبر شريحة لديها شغف ورغبة في التعامل مع التقنية والقدرة على الدخول لشبكة الإنترنت.

وعن سبب قصر المشاركة على جامعتين فقط، أوضح الغامدي بأن المنافسة جاءت على مستوى جميع التخصصات، بحيث إن كل طالب في إحدى الجامعتين يكتب المقال حسب تخصصه العلمي. وأردف قائلاً، «نطمح للتوسع على مستوى وزارة التربية والتعليم، ومشاركة ملايين من أبنائنا في التعليم العام، لأننا نعول عليهم كثيراً»، وأعرب عن طموحه بالتعاون مستقبلاً مع وزارة التربية والتعليم، لمضاعفة شريحة المشاركين في دعم المحتوى العربي.

وأفاد الغامدي بأن من الأهداف الرئيسية للمنافسة، غرس شعور الرغبة في خدمة المجتمع لدى الشباب، فيما أكد أن هذه المنافسة حظيت بتفاعل جيد، رغم أنها أطلقت الأسبوع الماضي. وحول التعاون مع «غوغل»، أفصح أن مستخدم شبكة الإنترنت في السعودية يعد المستخدم الأول لـ«غوغل» في العالم العربي، وهو ما أرجعه لكون المجتمع السعودي يمتاز بالأصالة والحرص على التعامل مع التقنية بلغته العربية، قائلاً «الأمة لا تتقدم إلا بلغتها».

وأضاف، إن «حجم الذين يجيدون اللغات الاجنبية قليل ويمثلون النخبة، ونحن نتوجه لمجتمع معرفي يضم الجميع»، وحول الجوائز المرصودة للمنافسة، أوضح الغامدي أنه عند تقديم مقال علمي موثق بالحقائق والمعلومات، فإن المشارك يكون قد قدم نفسه للآخرين من خلال كتابة المقال باسمه وصورته الشخصية، وهو ما يراه يمثل عائداً كبيراً، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك شهادات ستقدم للفائزين، تحمل شعار مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي وشعار غوغل.

فيما يوضح الموقع الرسمي للمنافسة، أنه ستقوم مجموعة من الخبراء بمراجعة المقالات المشاركة دورياً ومن ثم ترشيح أفضلها، وتعد هذه المنافسة أحد المشاريع التفاعلية لمبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، التي تسعى للحفاظ على الهوية والتراث وتمكين جميع شرائح المجتمع من التعامل مع المعلومات والمعرفة بيسر وسهولة، مما يسمح بتوليد المعرفة عند الأفراد ليصبح المجتمع مجتمعاً معرفياً. يذكر أن المبادرة تعمل حالياً، حسبما يفيد موقعها الرسمي، على وضع استراتيجية لإثراء المحتوى المحلي والعربي، ووضع خطة لتنفيذها، بحيث تتواءم مع الخطط المعتمدة في مجالات العلوم والتقنية والاتصالات وتقنية المعلومات، وستقوم هذه الاستراتيجية بتحديد أدوار الجهات المختلفة بطريقة تكاملية، ويتم من خلالها الوصول إلى آليات محددة تهدف إلى إثراء المحتوى العربي.