مؤشر دولي يكشف عن تراجع «ثقة المستهلك» في الشرق الأوسط بفعل الأزمة المالية

«ماستر كارد»: 60% من إجمالي الدخل السنوي للأسر يصرف على النفقات المنزلية وسط توجه للادخار

راغو مالهوترا رئيس الأعمال التجارية في الشرق الأوسط ودول الخليج لشركة ماستر كارد (يسار) والحميدي العنزي مدير الشركة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مؤشر اقتصادي أعدته شركة ماستر كارد العالمية أن ثقة المستهلكين في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط قد تراجعت خلال النصف الأول من العام الجاري بالتزامن مع تراجع الاقتصاد العالمي، مفصحاً عن جملة من تحولات جديدة طرأت على أولويات الشراء لدى الأفراد في بلدان الخليج وبعض الدول العربية.

وذكر تقرير مؤشر ماستر كارد أن معدل ثقة المستهلكين في الشرق الأوسط والسعودية تراجع إلى 72% مقارنة بذات المستوى عن العام المنصرم، لافتاً إلى أن ذلك أقل من المعدل المسجل في الفترة السابقة البالغ 80.1 في المائة.

ووفقاً لـ راغو مالهوترا رئيس الأعمال التجارية في الشرق الأوسط ودول الخليج في شركة ماستر كارد العالمية فإن التراجع جاء نتيجة تناقص الثقة في الأسواق المالية التي لا تزال تعد متشائمة، بينما تشهد الإمارات العربية المتحدة انخفاضاً حاداً جداً في توقعات التوظيف بشكل لم تشهده من قبل هذه السوق.

وأوضح مالهوترا، خلال مؤتمر صحافي عُقد بعد ظهر أمس في الرياض، أنه في مقابل التراجع جاءت مؤشرات تفصيلية أخرى ضمن ثقة المستهلكين في المملكة لا تزال متماسكة بالتفاؤل، لاسيما ما يتعلق بالدخل الثابت والتوظيف والاقتصاد الكلي وجودة الحياة وذلك للأشهر الستة المقبلة.

ولفت مالهوترا إلى الانخفاض بشكل كبير في الثقة بسوق الأسهم السعودية التي تهاوت إلى 40.3 في المائة من المعدل السابق في مؤشر الثقة 51.6 في المائة، والتوظيف حيث انخفض إلى 79.5 من معدل 91.8 في المائة المسجل في الفترة السابقة، كما انخفضت الثقة في جودة الحياة قليلاً إلى 81.7 من 82.3 سابقاً، وانخفضت ثقة المستهلكين السعوديين في الدخل الثابت إلى 88.8 من معدل 90.1، أما تفاؤل المستهلكين بالاقتصاد فقد انخفض إلى 71.9 من معدل 85.0 المسجل في الفترة الماضية. يذكر أن ماستر كارد قد أطلقت مؤشر «ثقة المستهلك» خلال العام 2004 لقياس ثقة المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط شملت دول الخليج وبعض البلدان في المنطقة العربية قبل أن تتجه لإطلاق مؤشر آخر حول أولويات الشراء لدى المستهلك. من جانب آخر، كشف مالهوترا أن أغلبية المستهلكين في الشرق الأوسط، كما في السعودية، ينفقون ما بين 41 و60 في المائة من إجمالي الدخل السنوي للأسرة على النفقات المنزلية، لافتاً إلى أن غالبية الإنفاق يرتكز على تعليم الأولاد، والمطاعم والترفيه في الأشهر الاثني عشر المقبلة. وحول السعودية، أبان مالهوترا أن المستهلكين يبدون تركيزاً على تعليم أطفالهم، الأزياء والإكسسوارات، المطاعم والوسائل الترفيهية وشراء سيارة (جديدة أو مستعملة) والملكيات والتجديد والتي تبرز كالمجالات الأساسية لإنفاقهم. وأضاف مالهوترا أن أكثر من نصف المستطلعين في الشرق الأوسط يرون بأن الادخار أمر مهم، حيث يخطط أغلبية المستهلكين لادخار ما بين 11 و20 في المائة من إجمالي الدخل في الأشهر الاثني عشر المقبلة، مفيداً أن معظم المستهلكين من النساء والرجال يخططون لادخار ما بين 11 و 30 في المائة من دخلهم في الأشهر الاثني عشر المقبلة.