مساعد البشير: لن تعود المنظمات المطرودة للسودان «لو انطبق الأخشبان»

«هيئة علماء السودان» تفتي بعدم جواز سفر البشير إلى الدوحة

TT

أفتى هيئة علماء السودان، وهي هيئة مستقلة تعرف بدعمها وموالاتها للحكومة بعدم جواز سفر الرئيس عمر البشير لحضور مؤتمر القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة بنهاية الشهر الحالي «خوفا من تعرضه لخطر محتمل»، باعتبار أن تعرضه هو « تعريض للأمة».

وجاء في بيان للهيئة نشرته على نطاق واسع في الخرطوم «لا يخفى عليكم أن الأعداء تتربص بكم وببلادكم ودينكم. وقد أعلنوها صريحة بلغت كل الأسماع، إنه مكر الليل والنهار الذي أشار إليه محكم التنزيل. وهؤلاء القوم الكافرون لا يراعون فيكم إلا ولا ذمة. وهم لا عهد لهم ولا ميثاق، ولا قيم ولا أخلاق.. يكيلون بمكيالين ويطففون في العدالة بميزانين، تدفعهم كراهتهم للإسلام ولأهله. ساعين إلى وأد كل جهد وإسكات كل صوت يدعو لإعلاء كلمته وتحقيق وحدته».

وقال البيان: «لأنك رمز هذه الأمة وولي أمرها وحادي ركبها. لذا نرى أن الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفركم لهذه المهمة التي يمكن أن يقوم بها غيركم وهي ليست من الواجبات العينية التي يأثم من تركها»، وأضاف: إننا نعلم شجاعتكم التي يشهد بها القاصي والداني ولا يطعن فيها إلا مكابر. لذا فإن الخوف عليكم لا منكم، وتعرضكم للخطر المحتمل تعريض للأمة كلها لأن الأعداء يريدون شتاتها وفرقتها وذهاب ريحها، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث نصحه الصحابة في مواقف عدة تشبه الحالة التي نحن فيها».

وقدم البيان دلائل كثيرة قال إنها تستوجب ما تفتي فيه الهيئة وتقدم النصح، وقال «إن خوف الأمة لا عيب في، وإن أخذ الحذر من كيد الكافرين سنة ماضية، وإعمال التبصر لرد كيد الأعداء من الضرورات والفرار من قدر الله إلى قدر الله سنة معلومة، كما أن الخوف لدرء الخطر من فعل الله وأمره سبحانه وتعالى. وتفويت الفرصة على أعداء الله تعالى ببقائك داخل السودان ومع شعبك غيظ للكافرين».

وتعتبر هيئة علماء السودان هيئة مسجلة مستقلة ضمن منظمات المجتمع المدني في البلاد، منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي، وتضم في عضويتها نحو 50 عضوا من علماء الدين، ومتفقهين في الدين من ذوي التخصصات الأخرى في العلوم النظرية والتطبيقية. ويرى معارضو الحكومة أن الهيئة موالية للحكومة وتدعم سياساتها، وإحدى أذرعها الدينية، وتصدر من وقت لآخر فتاوى في شأن قضايا أشكلت على الحكومة وثار حولها الكثير من الجدل، وتنسق الهيئة في عملها مع مجمع الفقه الإسلامي، وهو مجمع رسمي، يتبع للدولة، تنسق معه في شتى القضايا، كما أن أعضاء في الهيئة يتبعون للمجمع، ولا تعتبر الفتوى التي تصدرها الهيئة ملزمة للحكومة أو أي جهة، وهي تعتبر ما تقدمه لا أكثر من مناشدة ونصح، وتقدم الهيئة من خلال مقرها في قلب الخرطوم فتاوى للناس العاديين في قضايا تهمهم بشكل خاص، وأفتت الهيئة في الكثير من قضايا الرأي العام التي تظهر من وقت لآخر على سطح الأحداث في الخرطوم. ومن بين من تضمهم في عضويتها الشيوخ: عبد الجليل النذير الكاروري، والدكتور عبد الحي يوسف، ويوسف الكودة، وبرفسور حسن أحمد حامد، وصديق الضرير، والدكتور يوسف الحبر نور الدائم، ويرأس الهيئة برفسور أحمد إسماعيل البيلي، وأمينها العام برفسور محمد عثمان صالح. وفي نفس السياق، اعتصمت أكثر 700 شخص بينهم أسر من حي «كوبر» بالخرطوم بحري، الذي نشأ فيه الرئيس البشير في ساحة «حدائق السلام» بالخرطوم أمس، لإثناء الرئيس البشير عن السفر إلى الدوحة. وقال عضو في اللجنة المنظمة لـ«الشرق الأوسط» إن الاعتصام سيستمر إلى أن يعدل الرئيس عن سفره إلى قطر حفاظاً على سلامته.

ومن جهة أخرى، أقسم الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني بعدم عودة المنظمات المطرودة من البلاد للعمل في السودان مرة أخرى «ولو انطبق الأخشبان»، وقال إن حكومته أحرقت «مراكب الرجوع» عن قراراها الخاص بطرد المنظمات.

وقال نافع أمام حشد النصرة النوبية للرئيس البشير إن الحكومة ماضية في طريقها ولن تعود للوراء، وإنهم في سبيل ذلك حرقوا «مراكب الرجعة» لعمل المنظمات في السودان، وأضاف نافع أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومن تحالف معها تسعى الآن لتحريف المعركة وجعلها ذات طابع إنساني، وقال إن «مؤامرات تمزيق السودان وصلت حتى شماله عبر مجموعة من شذاذ الآفاق سعت لفتح جبهة هناك عبر الصيد في الماء العكر». وشدد نافع على أن الحكومة ستنزل على رغبات الجماهير مهما كانت، قاطعين الطريق أمامهم. من جهته كشف أحمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية عن قواعد جديدة للعمل الإنساني سيتم إقرارها، وأضاف لدى مخاطبته المؤتمر: «نقولها بوضوح سننفرد بوضعها دون مشاركة منهم للمدى الذي يحقق القيادة والملكية الوطنية لمختلف فعاليات العون الإنساني ويحترم السيادة».

فيما بدأت نائبة المدير التنفيذي لليونيسيف هيلدا جونسون زيارة للسودان أمس، وقالت إن المنظمة في انتظار تقرير بعثة التقييم المشتركة بين الحكومة والأمم المتحدة لتقييم الوضع الإنساني في دارفور الذي سيصدر اليوم وذلك لتقييم الفجوة وما يمكن عمله خلال المرحلة المقبلة. وقالت جونسون في تصريحات صحافية إن الغرض من زيارتها للسودان هو دعم مكتب اليونيسيف في السودان جراء طرد الحكومة لعدد 13 منظمة أجنبية خاصة وأن اليونيسيف يمثل أكبر عملية إنسانية في دارفور وللتأكد من عدم معاناة مواطني دارفور.